الانقسام غير المسبوق في حدّته لا يزال مهيمنا على الولايات المتحدة، والعالَم يراقب بذهول وحيرة كيف أن المسلسل الذي بدأ عمليا مع ترشّح دونالد ترامب للرئاسة وفوزه عام 2016 يواصل الفرز عميقا بين فئات المجتمع، إذ إن حملته آنذاك دشّنت نمطا مختلفا من اللغة والمصطلحات والمواقف غير المألوفة. قيل إنه استخدم الشعبويةَ وطمس النخبوية، ثم تبيّن سريعا أن الحدث تجاوز التنافس التقليدي بين الحزبين الكبيرين، ليصبح تأسيسا أو ترسيخا للترامبية كمسار قائم بذاته، استطاع حرف الحزب الجمهوري وجرفه في تياره.
بعد إعلان الرئيس جو بايدن عن ضرورة إنهاء حرب اليمن، والترحيب به من جانب الرياض والحكومة اليمنية الشرعية، لا بدّ من التذكير بأن هذا الهدف كان طوال خمسة أعوام في أساس جهود الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية والتحالف العربي..
تلك الشروط كما تبدّت في «الصفقة»، المسماة أيضا «خطة سلام»، اعتمدت حصريا ما تريد إسرائيل سلبه بموافقة دونالد ترمب، لكنها بلورت مجموعة أكاذيب تحسّبا لأي نقض، من ذلك أن «الصفقة» تشكّل وسيلة للتفاوض، لكنها تعطّل عمليا أي تفاوض، كما أنها تقدّم خريطة كاريكاتورية لـ «دولة» ما لمواجهة مَنْ يدافعون عن حق
في يوم واحد، الأربعاء 20 تشرين الثاني/نوفمبر، شهدت مناطق في سوريا غارات جوية. تراجعت رقعة الحرب، ولم تنتهِ الحرب بعد، بل تتخذ أشكالا مختلفة. فجر ذلك اليوم أغارت طائرات إسرائيلية على مواقع بين جنوب دمشق وجنوبها الغربي، وصولا إلى القنيطرة الحدودية، وعُرف توّا أنها استهدفت قواعد صاروخية، ومستودعات أس
كان لافتاً في العراق -كما في لبنان- أن المحتجّين يدعون الى انتخابات جديدة مبكّرة، هذا يعكس شعور المواطنين بأن البرلمانَين لا يعبّران عنهم، وأن أصواتهم صودرت وحُرفت عن هدفها، وبالتالي فإن أي خطاب يدّعي بأن «الشعب مصدر السلطات» لم يعُد ذا قيمة، فالشعب الحقيقي هو الذي يتظاهر الآن ضد السلطة، وإذا كان يط
ثورة شعب سوريا، ثم الأزمة والحرب اللتان نجمتا عنها سلّطت الضوء على الأهمية المعروفة تاريخيا للموقع الجيواستراتيجي لسوريا، ومن ثم شكّلت اختبارا عمليا، دمويا ولا إنسانيا، لما ينطوي عليه هذا الموقع من تعدّد هويات دينية وعرقية داخليا وإقليميا..
ليس كبيرا الاختلاف في اللغة بين المبعوثَين الأمميين الحالي والسابق إلى سورية، فكلاهما ملزم بحكم ما يمثّل اعتبار "الحكومة السورية"، أي النظام بالمصطلح الأدقّ والأكثر واقعية، ركيزة المهمّة التي انتدب لها والعملية السياسية "الجادة" التي يُفترض أن تؤكّد جدوى الأمم المتحدة ونجاحها في وظيفتها الدولية.
?
كالعادة، لا بدّ أن تتكرّر لازمة أنه "لا يوجد حل عسكري في سورية"، وهذا ما فعله بيدرسون على رغم يقينه بأن ما يحصل منذ منتصف 2011، وتحديداً منذ خريف 2015 مع التدخّل الروسي حتى الآن، هو بالتأكيد حلٌّ عسكري يُستخدم لرسم معالم الحل السياسي. لا شك أن بيدرسون اطلع على الملفات وأدرك أن المبعوثين الثلاثة السا
لا تريد إيران أن تفقد التمايز الأوروبي عن الموقف الأمريكي، لكنها تسعى إلى التلاعب به، فلا تراقب سلوكها تجاه الأوروبيين بل تدفعهم شيئا فشيئا نحو واشنطن. من جهة تعبث بمصير الاتفاق النووي حين تخفّض التزاماتها ردّا على العقوبات الأمريكية، ومن جهة أخرى تريد فرض قرصنتها للسفن والناقلات ونزع الصفة الدول
ولدت ميتة. لن تغيّر شيئا. تقضي على «حل الدولتين». تكرّس الظلم اللاحق بالشعب الفلسطيني منذ ما يقارب القرن. تصعّد العنف والإرهاب في المنطقة. تمدّ أجل الصراع في الشرق الأوسط. تفاقم الفرقة بين الأديان والكراهية بين العالمين الإسلامي والغربي.. أو على العكس: تزرع بذور حل قائم على الازدهار الاقتصادي.
تتعامل إيران مع أزمتها وكأن لاختبار قدراتها العسكرية أولوية على التخلّص من العقوبات التي تستنزفها، أو كأن الإيحاء بوجود خطر خارجي عليها من شأنه أن يطغى على المشكلة الأساسية، أي العقوبات..
ليس واضحا لأي تدخّل سيكون التأثير الحاسم في خيارات العسكريين، أهو لـ «وساطة» علنية لرئيس الوزراء الإثيوبي، الذي حمل رسالة المجتمع الدولي ومطالبتها عبر الاتحاد الأفريقي بالإسراع في تسليم السلطة إلى المدنيين، أم لإلحاح غير علني من «الأصدقاء» الإماراتيين والسعوديين والمصريين على المجلس العسكري لتقنين
بعد سبعة عقود، أصبحت النكبة عامة، واكتوى وعي بعض العرب، فمعظم أنظمتهم يحصد الآن نتائج إهمال طويل للشعوب، كما أن شعوبهم تعيش نتائج النقص الفادح في التنمية والتقدم، وهو ما لا يمكن إلقاء مسؤوليته على النكبة.
