سنة 2014 شهد فيها العالم العربي تغيرات جذرية وتاريخية لم تحصل من قبل، ولم يتوقعها أكبر المتشائمين .. أحداث قد تكون غريبة بالنظر إلى المفارقات العجيبة في مصير ثورات الربيع العربي..
انتهى سباق المراتب في تونس ليبدأ سجال يسبق التنافس بين كتل وأحزاب معظمها اختارت التَرَوّي في اختيار الحليف الأوحد ضمن وطن لا يهم أن تكون كراسيه من خشب، أو من حديد أو حجارة، ممزوجة بالدماء، أم تجري من تحته السيول، فلا يهم أن يكون بأقدام آيلة للانكسار أو الانهيار، ذا عجلات أو قواعد، لا يهم كل ذلك.
استفاق التونسيون صبيحة الرابع عشر من يناير من سنة الحادية عشر وألفين على شمس شتاء ناعمة فوق العادة كانت قد غمرت غابات الزياتين الرائعة وتسللت من شقوق نوافذ الشقق الفاخرة أمام شوارع فارغة تجشؤ برائحة الشهداء العطرة.