يجد كثير من المصريين في الأحداث التي تجري في هونغ كونغ حالياً ما يذكرهم بما وقع لهم. فبينما ينطلق الملايين إلى الشوارع في احتجاجات تتحدى قمع الدولة مطالبين بحماية حرياتهم الديمقراطية، لا أملك سوى رؤية أوجه الشبه بين ذلك الذي يجري في هونغ كونغ وتلك الفظاعات التي ارتكبت في ميدان رابعة..
يلجأ الرئيس المصري إلى إسكات الغرب من خلال الزعم بأنه يحارب الإرهاب على الرغم من أن اقتصاد بلاده في حالة انهيار والمجتمع المدني فيها في حالة تشرذم، والعنف آخذ في الانتشار
في أول يوليو 2012 حين سلم المجلس العسكري الحكم -مجازا- للسلطة المنتخبة كان الاحتياطي الأجنبي حينها قد هبط إلى 15.5 مليار دولار فقط، أي إن المجلس العسكري أنفق ما يزيد على 20 مليار دولار..
إن المجتمعات تقوم إذا كان لديها طبقة وسطة قوية، بما لديها من قيم وبنية اقتصادية واجتماعية، فالطبقة الوسطى هي رأس المال الاجتماعي الحقيقي لأي مجتمع، والسيسي يدرك أنه بسيطرته على القادة الحركيين ربما يأمن من قيام ثورة أخرى.
لا يمكن أن يكون هذا الفشل كله بمعزل عن استبداد آخر في ظل غياب تام لأي منطومة تشريعية أو نظام محاسبة، فقائد الانقلاب الخائن قام بشراء أسلحة بما يقارب الـ8 مليارات دولار بعضها مدعومة بدول إقليمية والآخر دفعه آجل سيدفعه المواطن سواء من ضرائب جديدة سيتم فرضها أو خصما من دعم كان يجب أن يصل إليه..
لو أن نظام الانقلاب أراد أن يتصرف بما لديه من مال أو بقرابة الخمسين مليار دولار من المنح والهبات من الدول الداعمة لما كان هناك مشكلة بقدر ما هي عليه الان.
في الأول من إبريل/ نيسان أعاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما المساعدة العسكرية الأمريكية إلى مصر، فيما يعتبر تراجعاً مثيراً للحكومة الأمريكية التي كانت قد سحبت المساعدة العسكرية بعد انقلاب 2013 الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطياً في مصر.
وباستئناف تدفق المساعدة العسكرية الأمريكية
شهدت المنطقة تغييرات سياسية واستراتيجية كبيرة خلال الفترة الماضية؛ وهي تغييرات تؤثر بلا شك على ثورتنا المصرية المجيدة، إذ إن تتابع الأحداث في المنطقة من جهة، وثبات الثورة من جهة أخرى؛ يمثلان العاملين الرئيسيين في التأثير على مستقبل هذه الثورة.
شهد العالم العربي يوم أمس الإثنين حدثين هامين، شكلا نقطة فارقة في مسار حراك الربيع العربي، ومثلا صدمة للكثيرين ممن راهنوا على أن معركة الشعوب ضد الاستبداد ستنتصر رغم كل العثرات.