سياسة عربية

بعد تقليص الموسم لتوفير الدولار: معتمرو مصر عالقون بالمطار

حملت الحكومة المصرية شركات السياحة وخطوط الطيران مسؤولية الأزمة
حملت الحكومة المصرية شركات السياحة وخطوط الطيران مسؤولية الأزمة
وقع ما كان يخشاه المعتمرون المصريون وشركات الحج والعمرة، من تكدس مطار القاهرة الدولي بالمسافرين المتوجهين لأداء العمرة.

وجاءت الأزمة في أعقاب اختصار الحكومة المصرية موسم العمرة إلى ثلاثة شهور بدلا من ستة، (رجب وشعبان ورمضان) لتوفير الدولار، ما أدى إلى ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، والحجز في الفنادق نتيجة زيادة الطلب.

ولليوم الخامس على التوالي، استمرت أزمة تكدس آلاف المعتمرين المسافرين على متن الخطوط الجوية السعودية، التي بدأت يوم الاثنين الماضي، بسبب تأخر إقلاع الرحلات المتوجهة إلى مدينتي جدة والمدينة المنورة ما بين ثماني ساعات و12 ساعة لكل رحلة على الأقل، افترش خلالها المعتمرون المتذمرون أرض صالات المطار، ولم يجدوا بدا من النوم وتناول الطعام في أماكن انتظارهم.

تشابك بالأيدي في المطار

وقالت مصادر داخل مطار القاهرة لـ"عربي21"، إن سلطات المطار دفعت بأعداد إضافية من ضباط وأفراد الشرطة لاحتواء غضب المعتمرين، وامتصاص انفعالاتهم؛ بسبب تأخر الرحلات، واضطرراهم لافتراش الأرض دون اهتمام أو رعاية، مع قلة النظافة في المكان.

وأشار المصدر إلى نشوب مشادات كلامية بين المعتمرين والسلطات من جهة، والمعتمرين ومسؤولي شركات الحج والعمرة والعاملين بالخطوط السعودية من جهة أخرى، تطورت إلى التشابك بالأيدي، وكانت مسرحا لالتقاط السياح الأجانب الصور لهذه المشاهد.

ورفضت وزارة السياحة المصرية، في كانون الثاني/ يناير الماضي، مطالب أصحاب شركات السياحة الدينية بدء الموسم الجديد للعمرة في منتصف شباط/ فبراير الماضي؛ حفاظا على استمرار عمل شركاتهم، والتقليل من تراجع أعداد المعتمرين بسبب زيادة تكلفة الرحلة التي تتراوح ما بين 10 و20 ألف جنيه للشخص الواحد.

عدم الاكتراث بالمعتمرين

وقال أسامة عبد القادر، صاحب إحدى شركات السياحة بالعاصمة المصرية القاهرة، لـ"عربي21": "وقع ما حذرنا منه مرارا وتكرارا، ولكن الحكومة لا تستمع إلى أحد، ورفضت بدء موسم العمرة في وقته مثل كل عام، وأصرت على اختصار مدة الموسم للنصف تقريبا".

وعن الأضرار التي لحقت بالشركات والمعتمرين، أكد "أن الجميع تضرر من قرار الدولة الخاطئ؛ الذي لم يأخذ في الاعتبار مصلحة المعتمرين من أجل توفير العملة الصعبة، ولكن النتيجة كما نراه الآن، ارتفاع أسعار تذاكر السفر والفنادق، وتكدس المعتمرين بشكل غير حضاري، وبه الكثير من المعاناة والألم للمعتمرين خاصة كبار السن"، على حد قوله.

وأشارت بيانات وزارة السياحة إلى أن عدد من أدوا العمرة العام الماضي بلغ مليون و300 ألف معتمر، كما بلغ عدد الشركات السياحية 2500 شركة.

على الصعيد البرلماني، غابت لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب عن المشهد، وفي اتصال هاتفي مع أمين سر اللجنة، عمرو حمروش، قال لـ"عربي21": "لم نعرف بالأمر إلا اليوم، فلم يكن هناك اجتماع للجنة على مدار الأسبوع الجاري".

وأضاف أن "اللجنة سوف تجتمع الأسبوع المقبل وتبحث في الأزمة، وربما يكون هناك لقاء مع المعنيين بشؤون العمرة سواء وزارة السياحة أو شركات السياحة"، وفق قوله.

وزير الطيران يتفقد السياح في شرم

وبالتزامن مع أزمة المعتمرين، كان وزير الطيران المدني، شريف فتحي، يتفقد إجراءات الأمن والخدمات في مطار شرم الشيخ، يوم الثلاثاء، ويطمئن على سير العمل ورحلات وصول وعودة السياح الأجانب، ويلتقي بعدد منهم ويستمع إلى آرائهم، فيما لم يقم بزيارة مطار القاهرة وتفقد المعتمرين، والعمل على حل أزمتهم، ما تسبب في موجة انتقادات بين النشطاء السياسيين.

وانتقد الناشط السياسي، حازم رضا، تجاهل وزير الطيران لأزمة المعتمرين، وقال لـ"عربي21": "تلك هي طبيعة الدول التي يحكمها العسكر، في الوقت الذي يذهب فيه (الوزير) لشرم الشيخ لاستقبال السياح الأجانب، ورسم البسمة على وجوههم، لا يعير أزمة المعتمرين بالا، ولا يكلف نفسه عناء الذهاب إليهم"، بسحب تعبيره.

في طريقها للحل

وفي سياق متصل، أكد باسل السيسي، رئيس لجنة السياحة الدينية الأسبق، وعضو لجنة إدارة أزمة العمرة، أن "الأزمة في طريقها للحل، وستنتهي الجمعة (اليوم)، خاصة أنه كان هناك اجتماع مع الخطوط السعودية ووزارة السياحة المصرية".

وعزا الأزمة، في حديث لـ"عربي21"، إلى "حصول الخطوط السعودية وحدها على نقل أكثر من 50 في المئة من حجم المعتمرين بسبب عروض الأسعار التنافسية والمزايا التي قدمتها، وهو عبء كبير، وقد ظهرت نتيجته الآن"، كما قال.

وبشأن شكوى مئات المعتمرين من عدم تقديم خدمات لائقة بهم، نتيجة تأخرهم لساعات، أو صرف أي تعويضات معنوية أو مادية، أكد أن "هناك شروطا ملزمة لشركات الطيران في حال تأخرها لأكثر من ثماني ساعات بنقل المتأخرين إلى فنادق مجاورة، ولكن لم تطبق إلا في حالات قليلة"، وفق تأكيده.



التعليقات (0)