حقوق وحريات

نشطاء مغاربة يهاجمون الحكومة ويدعون لاستقبال لاجئي سوريا

أليس الحق في حياة آمنة من الحقوق الأساسية؟ ـ فيسبوك
أليس الحق في حياة آمنة من الحقوق الأساسية؟ ـ فيسبوك
خلق الرفض الرسمي الحكومي المغربي لاستقبال اللاجئين السوريين العالقين على الحدود مع الجزائر، حالة غضب تتطور بين النشطاء والفاعلين المدنيين والحقوقيين المغاربة، الذي اعتبروا الموقف الحكومي انتكاسة. 

وكان الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، عبد الكريم بنعتيق، قال إن المغرب لديه "قانون هجرة صارم ولا يستطيع استقبال عشرات المهاجرين السوريين العالقين في المنطقة الحدودية مع الجزائر".

اقرأ أيضا: بعد مناشدة الملك.. المغرب يرفض استقبال السوريين العالقين
 

أين حقوق الإنسان

أول الانتقادات وجهها القيادي في حزب العدالة والتنمية، ورئيس هيئة محامين من أجل العدالة، وعضو المكتب التنفيذي لمنتدى الكرامة لحقوق الإنسان، عبد الصمد الإدريسي، حيث قال: "أليس الحق في حياة آمنة، من الحقوق الأساسية؟".

وتابع عبد الصمد الإدريسي في تصريح لـ"عربي21": "بين القرار السياسي والمقاربة الإنسانية، على الأقل اختاروا من يتحدث، بنعتيق (وزير الهجرة) غير مؤهل لذلك، أثر الكلام بقدر مصداقية صاحبه".

وتابع عبد الصمد الإدريسي، موجها كلاه لجهات لم يسمها: "أوصلتموهم للوزارة، فليصمتوا، ألم يكن هدفهم الوزارة، أليس الحق في حياة آمنة من الحقوق الأساسية؟ ماذا تقول وزارة حقوق الإنسان".

وأضاف: "ألا يتوفر بلدنا على دستور متقدم نفتخر أنه دستور الحريات؟ ولنا سياسة متقدمة في مجال احتضان المهاجرين؟ ثم ماذا لو كان المهاجرون من دول جنوب الصحراء وليسوا سوريين؟ أم أن الحسابات مع الجزائر تجعلنا كدولة نتنكر لخط في سياسة الهجرة رسمناه وأعلناه؟".

وختم تصريحه قائلا: "من فضلكم فكروا، احسبوا، حللوا، قرروا سياسيا، لكن لا تنسوا أن تقاربوا إنسانيا".

ارفعوا الحصار

من جهته قال الناشط اليساري ورئيس تحرير موقع لكم، نجيب شوقي: "نعلم أن الطغمة العسكرية الحاكمة الجزائر، تكيد لنا صباح مساء. وتطيل سطوتها على الحكم، بمحاولتها الدائمة استفزاز المغرب. وفرنسا المستفيد الكبير من هذا كله.. لكن يا (مخزن) البؤس ويا حكومة "الإهانة" ويا بنعتيق الوزير؛ ما ذنب الأطفال السوريين والنساء السوريات؟؟؟ .. ارفعوا الحصار عن اللاجئين".

وتابع نجيب شوقي في تدوينة على حسابه موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "بلد لديه حوالي 5 ملايين مهاجر في العالم، مليون ونصف مليون منهم بلا وثائق (غير نظاميين)، وأيضا المئات من طالبي اللجوء المغاربة، في ألمانيا وحدها فقط حوالي 1300 مغربي، أليس عيبا هذا التشدد كله مع 55 سوريا عالقا في الحدود منذ أيام؟".

وسجل أن "المقرف أن يخرج وزير محسوب على حزب يساري يدافع على قرار بئيس، يتعارض كليا مع قيم اليسار في مسألة الهجرة".

أين إنسانيتكم؟

 من جهتها قالت الصحافية حكيمة أحجو: "تصوروا معي بشاعة المنظر: لاجئون سوريون عددهم خمسون، محاصرون في مكان قاحل، عزل معهم أطفال وامرأة نفساء ووليدة بمشاكل صحية جمة، لا أكل لا ماء، مع بعض المساعدات الشحيحة من ساكنة فكيك، ويقولون نحن أمة واحدة يجمعنا الدين واللغة!".

وتابعت حكيمة في تدوينة على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "إلى المسؤولين المغاربة أين إنسانيتكم؟ دعوهم يدخلون، ما يحدث (للمحاصرين) عار ومهانة إذا ارتضاها إخواننا الجزائريون لأنفسهم فلا أعتقد أن هناك مغربيا حرا سيقبلها".

50 سوريا على الحدود 

وتساءل الناشط والمدون، حكيم الحضنى: "ما ذنب هؤلاء اللاجئين حتى يؤدوا ثمن صراعنا مع دولة جارة؟؟؟ ما ذنب بعض إخواننا أننا لسنا على ما يرام مع جيراننا؟؟ لماذا هذا التعنت رغم أن العدد القليل وقيمة الموقف إنسانيا تزن الكثير؟؟ ما الفرق بينهم وبين مهاجري الجنوب الذين يدخلون بالمئات لماذا هذه الازدواجية في ممارسة أبسط حقوق الإنسان؟؟؟".

وتابع في تدوينة على حسابه بموقع "فيسبوك": "إذا كان جنرالات الجزائر لا يعترفون بالمواثيق الدولية لأن هذا حال العسكر في كل بقاع العالم، هل كان من الضروري أن نحذو حذوهم؟". 

وشدد على أن "صورة المغرب تقتضي استقبالهم حالا وتأجيل التنابز مع الجزائر لاحقا، لطالما كان المغرب دولة مدنية تعطي المثال على دولة تعايش وأمن و احترام للإنسان". 

هذه التدوينات والتصريحات تنضاف إلى مجهودات فاعلين مدنيين بمنطقة "فكيك" يحاولون تقديم مساعدات للعالقين السوريين، توازيا مع ضغط المنظمان الحقوقية على الرباط من أجل السماح اللاجئين بدخول المغرب.
التعليقات (1)
السبت، 06-05-2017 10:22 م
سبحان الله على دولة النفاق .لو كانوا يهود لأدخلتهم إلى القصور معززين مكرمين لكن من السنة المسلمين لابواكي لهم .