صحافة دولية

قناة ألمانية: ابن سلمان سيسعى لفتح أكاديمية متهمة بالتطرف

دس أريسته: تعد السعودية من أكبر داعمي الإرهاب في العالم- أرشيفية
دس أريسته: تعد السعودية من أكبر داعمي الإرهاب في العالم- أرشيفية
نشرت قناة "دس أريسته" الألمانية، تقريرا على موقعها الرسمي، سلطت خلاله الضوء على أكاديمية الملك فهد التي تمولها السعودية، والتي تم غلقها مؤخرا في ألمانيا، بعدما تعرضت لانتقادات عديدة بسبب نشرها أفكارا متطرفة تتعارض مع القوانين الألمانية، فضلا عن اتهامها بدعم تنظيم الدولة.

وقالت القناة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "المملكة العربية السعودية، التي تتهم بنشر الفكر الإسلامي المتطرف، أوقفت نشاط أكاديمية الملك فهد في مدينة بون الألمانية في 30 حزيران/ يونيو 2017، وذلك وفقا لما أعلنه المتحدث باسم هذه المؤسسة".

وأشارت إلى أن قرار وقف نشاط هذه المدرسة كان قد اتخذ في وقت سابق، وأعلن عنه قبل حوالي سنة كاملة، في ظل تواصل الانتقادات والاتهامات الموجهة للأكاديمية على خلفية الأفكار التي تنشرها السعودية عبر هذه المؤسسة.

وأضافت القناة أنها كانت قد عرضت تحقيقا صحفيا ضمن برنامج بانوراما يعود إلى عام 2003، تبين فيه أن نموذج "الإسلام الراديكالي" الذي يتم اعتماده في المملكة السعودية، كان يتم تدريسه ونشره عبر أكاديمية الملك فهد في بون.

وتابعت: "أظهرت تسجيلات صوتية تسربت من داخل المسجد التابع لهذه الأكاديمية، أن الإمام كان يدعو الآباء المسلمين لتشجيع أبنائهم على الجهاد، وهو ما يتعارض تماما مع القوانين والمواقف الألمانية. وفي عديد البرامج التلفزيونية التي تمت فيها مناقشة المناهج التعليمية في هذه المؤسسة؛ تبين أن أكاديمية الملك فهد تقدم أفكارا لا تتماشى مع توجهات بلد مثل ألمانيا؛ يتبنى القيم الجمهورية".

وذكرت القناة أن "السلطات الألمانية رغم وجود هذه المعلومات والاتهامات؛ أبدت تخوفا من الإقدام على غلق المؤسسة. وكان غيرهارد شرودر إبان وجوده في منصب المستشار الفيدرالي الألماني، قد اكتفى بالحصول على تعهد من الجانب السعودي بإدخال إصلاحات على مناهج التدريس ومحتوى الخطب التي يتم إلقاؤها، إلا أنه لم يتحقق شيء من هذه الوعود منذ ذلك الوقت".

واعتبرت أن "الحكومة الفيدرالية الألمانية كانت تفكر في الحفاظ على مصالحها وعلاقاتها مع الحليف السعودي؛ أكثر من تفكيرها في مكافحة الفكر المتشدد، ولذلك سمحت للسعوديين بممارسة أنشطتهم التعليمية، ونشر أفكارهم الظلامية على الأراضي الألمانية".

وانتقدت القناة ارتباط السياسيين الألمان بالسعودية، ووصفهم إياها بالشريك في مكافحة الإرهاب والمحافظة على الاستقرار في الشرق الأوسط، "في حين أنها تعد من أكبر داعمي الإرهاب في العالم، وهو ما يظهر في عدة أمثلة، من أبرزها دورها في هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001. وفي المقابل؛ تمسكت الحكومة الألمانية برأيها الذي يعتبر أن الرياض غير ملزمة بغلق أكاديمية الملك فهد".

وأشارت القناة إلى أن السعوديين أعلنوا عن قرار الغلق بشكل علني، ما أثار اهتمام الصحافة الألمانية، "ولكن يبقى السؤال المطروح في الوقت الراهن متعلقا بما إذا كانت المملكة جادة في مراجعة هذا النوع من الأنشطة، خاصة أنها تواجه في المرحلة الحالية صعوبات جمّة بسبب انخفاض أسعار النفط الذي أثر كثيرا على الاقتصاد، بالإضافة إلى تورط الرياض في حرب في الحد الجنوبي لليمن، أدت لسقوط عدد كبير من المدنيين وتسببت في تفشي المجاعة، من أجل تحقيق هدف المملكة الوحيد الذي يتمثل في فرض رؤيتها، والحفاظ على مصالحها".

ولفتت إلى أن وكالة الاستخبارات الألمانية نشرت تقريرا علنيا في نهاية عام 2015، اتهمت فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان باتباع "سياسة متهورة تقوم على التدخل في شؤون الدول الأخرى"، معتبرة أن الرياض "لم تكن قادرة على منع صعود تنظيم الدولة في سوريا والعراق بكل ما تملكه من مال وأسلحة".

وفي الختام؛ نبهت القناة إلى أن ابن سلمان "قد يلقي الآن بثقله الأيديولوجي على قضية أكاديمية الملك فهد في ألمانيا، عبر تقديم الدعم لها، وإلغاء قرار غلقها".
التعليقات (1)
الدسوقي
الثلاثاء، 08-08-2017 04:51 م
أغلب الحكام في الغرب مصلحيون بل منافقون ، فهم ينتقدون العصابة السلولية الحاكمة في ( الدرعية / الرياض ) في العلن و على استحياء ، و لكنهم يقبلون أقدام رجالها في السر ؛ و يلتمسون " وصالها " كما البغايا و عيونهم على " أكياس الرز " بالمعنى السيساوي ؛ الذي تغدقه عليهم العائلة الهالكة في بلاد الحرمين الشريفين سعيا منها لشراء ذممهم و رشوتهم و إفسادهم ، و هم بذلك يتنافسون على تقديم ما تطلبه من خدمات ذليلة و تنازلات مهينة على حساب القيم الإنسانية و الدولية التي يدعون احتكار تمثيلها و الدفاع عنها كحقوق الإنسان و الديموقراطية و حرية التعبير و المعتقد إلى غير ذلك مما يعرفه الناس في عصر " القرية الكونية " . و الذي يهمنا نحن المسلمين في كل ذلك ؛ هو تمادي هذه العائلة المالكة المجرمة في تشويه صورة الدين الحنيف من خلال دعم فكر الغلو و أيديولوجية التطرف ( الحشوي البدوي ) ، و الحمد لله أن هذه العقائد الفاسدة لم تظهر إلا منذ عقود قليلة ، و إلا ما كان الإسلام لينتشر في العديد من الأصقاع و البقاع بالسلم و التسامح و المعاملة الطيبة و الخلق الحسن كما في الملايو و الكثير من بلدان القارة السمراء . و نرى أن على المصلحين الشرفاء و أحرار الجزيرة العمل بجد و عزيمة و إصرار على إسقاط هذه العصابة الآثمة المجرمة ، ففي سقوطها و محاسبتها و عقابها الخير كل الخير لهم و للإسلام و العرب أجمعين .