سياسة عربية

اعتقالات وإصابات خطيرة في احتجاجات "الخميس الأسود" بالحسيمة

أصيب 72 رجل أمن و11 محتجا في مسيرات متفرقة بالحسيمة، أمس الخميس- عربي21
أصيب 72 رجل أمن و11 محتجا في مسيرات متفرقة بالحسيمة، أمس الخميس- عربي21
شهدت مدينة الحسيمة (شمال المغرب) أمس الخميس، حملة اعتقالات في صفوف نشطاء "حراك الريف" وإصابات متفاوتة الخطورة وسط محتجين ورجال الأمن خلال احتجاجات متفرقة شهدتها المدينة.

وشارك المئات من النشطاء في مسيرات متفرقة بالحسيمة، أمس الخميس، طالبوا خلالها بإطلاق سراح كافة معتقلي الحراك، ومحاربة الفساد ورفع التهميش عن المنطقة، وذلك بالرغم من قرار مسبق للسلطات حظر الاحتجاج بالمدينة.

اقرأ أيضا: على بعد 3 أيام.. داخلية المغرب تمنع مسيرة احتجاجية بالحسيمة

واعتقلت السلطات الأمنية الصحافي المغربي حميد المهداوي، مدير موقع "بديل" الإخباري، قبل انطلاق المسيرة، وقال بلاغ للنيابة العامة إن الصحافي الموقوف كان يخطب في الناس محرضا على المشاركة في المسيرة الممنوعة، وأن توقيفه لا علاقة له بعمله كصحفي.

وأضاف البلاغ أن المهداوي "اعتقل من أجل الاشتباه في ارتكابه لأفعال مخالفة للقانون تمثلت بالأساس في تحريض أشخاص على ارتكاب جنح بواسطة الخطب والصياح في الأماكن العمومية ودعوتهم للمشاركة في مظاهرة بعد منعها والمساهمة في تنظيم ذلك".

كما اعتقلت السلطات نشطاء لم يتم تحديد عددهم أثناء فض المسيرات المتفرقة بالحسيمة، أمس، بحسب ما أفاد شهود عيان.

ولم تخل الاحتجاجات من حالات عنف متفرقة، حيث أصيب 72 من رجال الأمن و11 محتجا، بحسب ما كشفت عنه عمالة (محافظة) إقليم الحسيمة، في بلاغ، أمس الخميس.

اقرأ أيضا: مسيرة الحسيمة تنطلق والأمن المغربي يعنف المحتجين (شاهد)

وقال البلاغ إن الأحداث التي جرت أمس الخميس بالحسيمة، "أدت إلى إصابة 72 عنصرا من قوات الأمن بجروح متفاوتة الخطورة، و11 شخصا من المتظاهرين نتيجة استعمال الغازات المسيلة للدموع، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة".

وأضاف البلاغ أن "جميع المصابين غادروا المستشفى باستثناء عنصرين من القوات العمومية وصفت حالتهما بالخطيرة (لتعرضهما لإصابة على مستوى الرأس نتيجة الرشق بالحجارة من طرف بعض المتظاهرين)"، مشيرا إلى أنه "تم تخريب وإحراق سيارتين تابعتين للقوات العمومية من طرف بعض المتظاهرين بأجدير".

ولفت المصدر ذاته إلى أن عدد المتظاهرين الذين "حاولوا تحدي قرار منع مسيرة 20 تموز/ يوليو" تراوح بين 300 و400 شخص، كاشفا عن أن "بعض العناصر الملثمة عمدت إلى استفزاز القوات العمومية ومهاجمتها بالحجارة”، وذلك “تبعا لقرار عدم السماح بتنظيم مسيرة احتجاجية بمدينة الحسيمة".

كما عرف التدخل الأمني أمس بالحسيمة، إصابة ناشط قاصر وصفت حالته بالخطيرة، حيث تداول نشطاء بحراك الريف أنباء دخول المصاب في حالة غيبوبة جراء تعرضه لإصابة قوية على مستوى الرأس ناتجة عن قنبلة للغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الأمن لتفريق المتظاهرين في المدينة، أمس الخميس.

وكشف رئيس منتدى شمال المغرب لحقوق الإنسان، عبد الوهاب التدموري، أن الناشط عماد العتابي الذي يوجد في حالة حرجة جدا في قسم الإنعاش بالمستشفى الإقليمي بمدينة الحسيمة، "تعرض لإصابة غائرة في الرأس تنم عن ضربة مباشرة ومقصودة من طرف قوات التدخل السريع".

وأضاف التدموري في تدوينة على حسابه بـ"فيسبوك": "أستبعد فرضية الدهس بسيارة تابعة للقوات الأمنية، حسب ما تم الترويج له، وهي الإصابة التي أدخلته في غيبوبة عميقة استدعت الاستعانة بآلة التنفس الاصطناعي من أجل إبقائه حيا، والأمل في نجاته ضعيفة جدا".

واعتبر الحقوقي أن هذا الحادث "يظهر أن الدولة المخزنية بمقاربتها القمعية قد وقعت في المحظور، وهو ما نبهنا إليه مرارا وتكرارا"، وفق قوله.

بالمقابل، قالت السلطات المحلية لإقليم الحسيمة، إن الناشط المذكور "يوجد في حالة غيبوبة، تظهر عليه حسب المعطيات الأولية إصابة على مستوى الرأس بسبب الرشق بالحجارة، تم نقله في ظروف غامضة، مساء أمس الخميس، لمستشفى محمد الخامس بالحسيمة لتلقي الإسعافات الضرورية".

وأوضحت السلطات حسب ما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، أنه تم "فتح تحقيق من طرف السلطات الأمنية تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد هوية هذا الشخص وظروف وملابسات الحادث".

وأكدت السلطات المحلية، في بلاغ، الجمعة، أن الناشط عماد العتابي، عكس ما تم الترويج له، يوجد "في حالة صحية مستقرة ويخضع للعلاجات الطبية الضرورية".

المصدر ذاته، أورد أن العتابي تم نقله رفقة عنصرين من القوات العمومية في حالة خطيرة، في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، بواسطة طائرة طبية إلى المستشفى العسكري بالرباط.

يشار إلى أنه لم يتسن لـ"عربي21" التأكد من الحالة الصحية الحقيقية للناشط عماد العتابي من مصدر مستقل.

وتعيش مدينة الحسيمة ومدن الريف وقراه على وقع احتجاجات للشهر التاسع على التوالي بعد مقتل بائع السمك محسن فكري، فيما فشلت الاعتقالات والمحاكمات ووعود المشاريع الاقتصادية في تهدئة الأوضاع.


                                   
                                   
                                   
                                   
                                   
التعليقات (0)

خبر عاجل