صحافة دولية

حمامة حزب العدالة والتنمية "عبد الله غل" يعود للأضواء.. لماذا؟

الموقع يشير إلى احتمالية أن يشغل غل منصب عمدة إسطنبول- جيتي
الموقع يشير إلى احتمالية أن يشغل غل منصب عمدة إسطنبول- جيتي
نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا، تحدث فيه عن الدور الذي سوف يلعبه الرئيس السابق، عبد الله غل، في تحسين صورة حزب العدالة والتنمية، وفي إصلاح الأضرار التي تسبب بها خلفه، رجب طيب أردوغان.
 
 وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن السياسات الجريئة التي اتبعها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تسببت في إثارة بعض الانقسامات داخل حزبه، فضلا عن خيبة أمل في صفوف الناخبين، وانعدام ثقتهم فيه؛ لذلك، يجب على أردوغان سد كل هذه الثغرات؛ ليتمكن من تحقيق فوز ساحق في انتخابات سنة 2019.
 
وذكر الموقع أن هناك الكثير من الأحاديث السرية التي تدور داخل أروقة السلطة، التي تفيد بأن الرئيس وحلفاءه يسعون إلى عقد هدنة مع سياسيين سابقين من حزب العدالة والتنمية كانوا يشكلون في السابق تهديدا على الحزب. ومن بين هؤلاء نذكر عبد الله غل، سلف أردوغان، المؤسس المشارك للحزب، الذي يرى الكثيرون أنه يمثل الشخص المثالي القادر على تلطيف صورة الحزب.
 
وأكد الموقع أن حزب العدالة والتنمية يمكن أن يرسل أول إشارة تدل على رغبته في عقد هدنة مع بعض السياسيين السابقين، يوم 14 آب/ أغسطس، وذلك أثناء احتفال حزب العدالة والتنمية بذكرى تأسيسه السادسة عشرة في حديقة بلاد العجائب التي تقع في أنقرة.
 
ونقل الموقع عن بعض المصادر الحزبية قولهم إن "كل الذين لم يديروا ظهورهم إلى حزب العدالة والتنمية سوف توجه لهم دعوى خلال هذه الذكرى". وتضم هذه القائمة الرئيس السابق، عبد الله غل، ورئيس الوزراء السابق، أحمد داوود أوغلو، ونائب رئيس الوزراء السابق، بولنت أرينج، فضلا عن الوزيرين السابقين، حسين سيليك وسعد الله أرجين.
 
وأشار الموقع إلى أنه من المتوقع أن يسلط خطاب أردوغان، في تلك المناسبة، الضوء على ضرورة المصالحة؛ لضمان نجاح الانتخابات الرئاسية لسنة 2019، وجميع الانتخابات المحلية الأخرى. كذلك من المتوقع أن يؤكد أردوغان على "القيم والمبادئ التي جمعت الموالين للحزب، ويشدد على أن حزب العدالة والتنمية "حركة ولاء".
 
ونقل الموقع عن تلك المصادر ذاتها أن أردوغان سيدعو رئيس الوزراء بن علي يلدرم، وعبد الله غل، وداوود أوغلو، للوقوف على المسرح بجانبه؛ من أجل تقديم التحية للشعب الذي سوف يأتي لحضور ذلك الاحتفال.
 
وقال الموقع إن غل شخصية تتسم باللطف والهدوء، ويملك وجهة نظر تختلف عن الرئيس الحالي. وقد شغل عبد الله غل في السابق مناصب متعددة، منها؛ منصب رئيس الوزراء، ووزير الخارجية، ورئيس الدولة. فضلا عن ذلك، كان غل يعدّ رجل دولة حقيقي، وليس مجرد سياسي عادي؛ فقد كان شخصية مركزية في حزب العدالة والتنمية خلال السنوات التي كان يركز فيها الحزب على إجراء إصلاحات ووضع مصلحة المواطنين فوق الدولة.
 
وتجدر الإشارة إلى أن غل كان يتطلع إلى تعزيز العلاقات بين حلفاء تركيا في الغرب، وفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع الشرق الأوسط، التي وضعتها أنقرة جانبا منذ عقود، حيث أقنعته الثماني السنوات التي قضاها في المملكة العربية السعودية، كخبير اقتصادي في البنك الإسلامي للتنمية، بضرورة أن تعيد تركيا إقامة علاقات مع المنطقة.
 
أما على الصعيد المحلي، فكان غل موضع تقدير من قبل المؤيدين والمعارضين للحزب، حيث كان يتبع سياسة قائمة على التوافق والإجماع، دون أن يضطر لإخفاء ميولاته الإسلامية. كما كان غل يعتقد ويؤمن أنه "لا يمكن أن تكون هناك إصلاحات عميقة إذا نفذت في مناخ من الاستقطاب".
 
وأفاد الموقع بأن غل كان يملك الشجاعة لمعارضة أردوغان عندما يكون الوضع مبررا. فعلى سبيل المثال، كانت ردة فعل عبد الله غل على احتجاجات منتزه غيزي بتركيا قادرة على تهدئة الغضب الشعبي، حتى إنه حظي بتصفيق المعارضة في ذلك الوقت. وقد أعرب غل بكل جرأة عن معارضته لموقف أردوغان، وقال إن المتظاهرين لهم كل الحق في الاحتجاج بطريقة سلمية، معتبرا استخدام الشرطة القوة ضد المتظاهرين السلميين، في الأيام الأولى من هذه الاحتجاجات، خطأ فادحا.
 
وأضاف الموقع أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يتعارض فيها غل علنا مع أردوغان. ففي سنة 2003، أيد أردوغان اتفاقا مع الحكومة الأمريكية لاستخدام تركيا كقاعدة انطلاق لفتح جبهة شمالية ضد العراق، التي كان يحكمها في ذلك الوقت صدام حسين. ودعا نواب البرلمان إلى التصويت لصالح هذا الاقتراح، إلا أن غل عارض استخدام الأراضي التركية لمهاجمة بلد مسلم آخر.
 
وفي الختام، أشار الموقع إلى أن عبد الله غل من المحتمل أن يشغل منصب عمدة إسطنبول، أكبر مدينة في تركيا، البالغ عدد سكانها حوالي 16 مليون نسمة، ولكن تجدر الإشارة إلى أن هذا المنصب يعدّ مرموقا، لكنه غير سياسي إلى حد كبير.
 
الكاتب: سوراج شارما

الموقع: ميدل إيست آي

التعليقات (0)