سياسة عربية

توقف مركز "الثلاسيميا" يهدد حياة مئات الأطفال بسوريا

تكلفة علاج الشخص الواحد تتجاوز الـ500 دولار- عربي21
تكلفة علاج الشخص الواحد تتجاوز الـ500 دولار- عربي21
أعلن المركز الطبي الوحيد في الشمال السوري لعلاج مرض الثلاسيميا أو "فقر دم حوض البحر الأبيض المتوسط" والموجود بريف إدلب، عن عدم قدرته على الاستمرار في العمل، بسبب توقف الدعم عن المركز بشكل كامل.

ويقدم المركز الخدمات والعلاج المناسب للمرضى بشكل مجاني منذ تأسيسه وحتى الآن علما بأن سعر الأدوية التي يحتاجها الأطفال يصل إلى 500 دولار أميركي أي ما يعادل 250 ألف ليرة سورية وهو مبلغ كبير جدا بالنسبة لآلاف العائلات التي لا تستطيع شراءه.

وقال مدير المركز، أحمد العلي، لـ "عربي21": بسبب انعدام مراكز الثلاسيميا في الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة قمنا قبل سنتين بتأسيس هذا المركز الذي يعتبر المركز الوحيد في الشمال السوري، بالإضافة لبنك الدم الذي يقدم الدم للأطفال ولدينا حولي 400 طفل مريض.

وأوضح أن المركز يخدم المرضى من أغلب المحافظات سواء كانوا من إدلب أم من النازحين والمهجرين قسرا من باقي المناطق بشكل مجاني، لافتا إلى أن تكلفة علاج الشخص الواحد يتجاوز الـ500 دولار أميركي من التحاليل إلى الحبوب وصولا إلى العلاج والدم. 

وتابع: "المركز كان يتلقى دعمه من منظمة الرعاية الطبية، التي نتقدم بالشكر لها على ما قدمته لنا خلال السنة الماضية، إلى أن أبلغتنا قبل ثلاثة أشهر بعدم قدرتها على الاستمرار في الدعم، كما أن أهل الخير من شعب الكويت كان لهم دور أيضا في دعم المركز سعيا منهم لاستمراره".

وطالب العلي المنظمات العاملة في هذا المجال بتأمين الدعم اللازم للمركز في ظل انعدام أي مورد له تجنبا لتوقفه، وبالتالي تعرض حياة 380 طفلا للخطر أو إجبار أهلهم على الذهاب إلى مناطق النظام من أجل العلاج.

من جهته، قال نبيه المحمد، من أهالي جبل الزاوية لـ"عربي21": "لدي طفل مصاب بمرض الثلاسيميا وهو بحاجة للعلاج، وكان المركز يقدم العلاج له دون أي مقابل، وهو بحاجة للاستمرار في هذا العلاج المكلف والباهظ الثمن، لاسيما أن كل دخلي في الشهر 60 ألف ليرة أي ما يعادل 110 دولارات أميركية، والعلاج بحاجة لأكبر منذ هذ المبلغ بكثير، كما أن انعدام المراكز في المناطق المحررة يزيد من معاناتنا".

وأردف: "توقف المركز سيضعني أمام خيارين أحلاهما مر إما أن أذهب إلى مناطق النظام وهذا مستحيل كوني مطلوب للنظام، أو أن أرى طفلي يموت أمامي ولا أستطيع أن أفعل له أي شيء".
التعليقات (0)