سياسة عربية

هذا مصير المرشحين العرب باليونسكو.. ماذا عن مصر وقطر؟

لم تحقق القاهرة أي نجاح منذ 1999 والدوحة حصلت على أول موقع لها بالمنظمة عام 2013- جيتي
لم تحقق القاهرة أي نجاح منذ 1999 والدوحة حصلت على أول موقع لها بالمنظمة عام 2013- جيتي
قال الباحث الأمريكي جوزيف هاموند، إن انتخابات مدير عام جديد لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، قد تكون العملية الانتخابية الأكثر إثارة للاهتمام في سنة 2017، والأقل شفافية.

وأضاف الباحث، وهو مراسل رفيع المستوى في معهد "أميريكان ميديا إنستيتيوت"، في تقرير نشره "معهد واشنطن"، أن المرشحين النهائيين التسعة لخلافة إيرينا بوكوفا، ينتمي أربعة منهم إلى أربعة بلدان من "جامعة الدول العربية" (العراق ومصر ولبنان وقطر)، أما المرشحون الآخرون فيأتون من أذربيجان وفيتنام وغواتيمالا وفرنسا والصين.

وتوقع هاموند أن يكون مصير المرشحين العرب الأربعة هو الفشل في هذا السباق، لافتا إلى أنه "لم يسبق أن انتخب مدير عربي لليونسكو"، إلى جانب أن الفريق العربي ليس متحدا.

وأوضح أن هذا السباق، "يسلط الضوء على الاضطرابات في السياسة العربية الشاملة، لا سيما المنافسة القوية بين مصر، التي تدعم وزيرة الحكومة السابقة مشيرة خطاب، وقطر، التي تطرح مرشحا لها حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة الذي لم يمض الكثير من الوقت على انتهاء ولايته".

وتابع: "كل من مصر وقطر عضو في المجلس التنفيذي لليونسكو الذي سيفصل في المسألة، ولا يرجح أن تكسب قطر دعم السنغال، التي قطعت علاقاتها مع قطر في وقت من الأوقات أثناء الأزمة الخليجية، كما أنه لن يكون باستطاعتها أن تعول على تشاد التي ضعفت علاقاتها مع الدوحة أيضا، غير أن دولة السودان ستصوت أيضا في تشرين الأول/ أكتوبر، وعلاقاتها مع قطر متينة، فقد أنفقت هذه الأخيرة الملايين لإنقاذ الأهرام السودانية وساعدت في مشاريع أخرى في السودان".

وأشار الباحث الأمريكي إلى أن "التراث الثقافي الغني الذي تتمتع به مصر كان محور حملة مشيرة خطاب، وأكثر ما يعرف عن اليونسكو هو قائمتها الخاصة بمواقع التراث العالمي التي تحوز مصر على سبعة منها، بما فيها الأهرام وآثار أبو مينا المعرّضة للخطر، التي كانت في وقت من الأوقات موقعا مسيحيا مهما للحج".

وبحسب هاموند: "أعلنت خطاب عن ترشيحها لمنصب اليونسكو من أمام المتحف المصري في القاهرة، الذي يقع مقابل ميدان التحرير ويحتوي على قناع الملك توت عنخ آمون وقطع أثرية أخرى، وصممت خطاب حملتها حتى تدفع باتجاه المزيد من التسامح في الشرق الأوسط والعالم قائلة: منذ العصور الوسطى حتى اليوم، اتسم تاريخ مصر بجمع العلماء اليهود والمسيحيين والمسلمين معا، وهذا ما تحتاج اليونسكو إلى القيام به".

وأضاف: "لم تحقق مصر أي نجاح عندما كانت تترشح في كل مرة في انتخابات اليونسكو منذ سنة 1999، وهي تعتبر أن قطر دولة متطفلة تحاول انتزاع منصب طالما اعتبرت القاهرة أنها تستحقه لنفسها، غير أن ثروة قطر سمحت لها ببناء متحف من المستوى العالمي وبتنظيم معارض لفنانين مشهورين مثل داميان هيرست، ويتوقع أن يفتتح متحف قطر الوطني من تصميم جان نوفيل في سنة 2018 المقبلة".

ولفت هاموند إلى أن قطر لم تحصل على أول موقع لها في اليونسكو إلا في سنة 2013، بعد سنوات من المناورات السياسية لإضافة حصن الزبارة الذي يعود لسنة 1938، وبعض الآثار في جواره، إلى القائمة.
التعليقات (0)