سياسة دولية

الإعلاميون العرب بتركيا يسعون لتشكيل مظلة قانونية تجمعهم

الإعلاميون العرب في تركيا
الإعلاميون العرب في تركيا
لم تكد ثورات دول الربيع العربي تتعرض للانتكاسة على يد الثورات المضادة، كما يطلق عليها البعض، حتى قرر الإعلاميون العرب الذهاب إلى مكان أرحب صدرا من الأنظمة العربية، والاستقرار في تركيا.

وعلى مدار السنوات الأربع الماضية، لم ينجح مئات الإعلاميين العرب من مختلف الجنسيات في تدشين مظلة تجمعهم وتوفر لهم الأمان الوظيفي والمهني والحماية القانونية أثناء مزاولة عملهم، وسعت كل جنسية لتأطير إعلامييها في كيان موحد، إلا أن أيا منها لم ير النور، أو لم يتم تفعيله حتى الآن.

وحاول بعض الإعلاميين العرب المستقلين تأسيس رابطة تجمعهم في مطلع 2016، دشنتها المذيعة المصرية آلاء زارع؛ بهدف خلق جسر تواصل بين الإعلاميين العرب بكافة أطيافهم وبين الدولة التركية؛ لتوفير ضمانات قانونية، وتسهيل إجراءات اعتمادهم في تركيا، إلا أن التجربة لم يكتب لها الاستمرار، وتم إجهاضها بعد بضعة أشهر.

بدوره، قال الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للصحافة المصري السابق، قطب العربي، لـ"عربي21"، إن للإعلاميين العرب في تركيا (الذين يعملون في وسائل إعلام عربية تبث من تركيا) احتياجات ضرورية، تتمثل في الاعتراف القانوني بعملهم، الذي يعتمد حتى الآن على مجرد قرار سياسي غير مكتوب.

ويضيف رئيس المرصد الإعلامي لحقوق الصحفيين، أن الإعلاميين العرب يحتاجون إلى من يتحدث باسمهم ويرفع صوتهم للمسؤولين في الدولة التركية، مبينا أن إعلاميين سوريين أسسوا رابطة قانونية لهم، ويسعى إعلاميون مصريون لتكوين رابطة أيضا، كما أن هناك بيت الإعلاميين العرب، الذي يضم إعلاميين عربا وإعلاميين أتراكا ناطقين باللغة العربية.

يشار إلى أنه لا يحظى الإعلاميون العرب في ظل هذا الوضع الاستثنائي بحماية قانونية، كتلك التي يحظى بها نظراؤهم الأتراك، أهل البلد، ولا حتى المراسلين الأجانب في تركيا، لاسيما أن لهم احتياجات معيشية وخدمية أخرى حتى يمكنهم أداء دورهم الإعلامي في بيئة مناسبة.

ويرى العربي أنه ومع وجود هذه الكيانات، فإنه من المتوقع وجود تعاون فيما بينها لخدمة الإعلاميين العرب، وإيصال صوتهم ومطالبهم للمسؤولين في الدولة، وتوفير الخدمات والحماية القانونية لهم، وأن تكون هذه الكيانات جسرا للتواصل مع الشعب التركي والإعلاميين الأتراك والنخب التركية عموما.

بيت الإعلاميين العرب مظلة محتملة 

من جهته، يؤكد الإعلامي التونسي إبراهيم بوعزي، لـ"عربي21"، أن المظلة الشرعية والقانونية للصحفي الأجنبي في تركيا هي بطاقة الصحفي التي تُسلمها رئاسة الوزراء، وثمة ثلاث نقابات خاصة بالصحفيين، وتدافع عن حقوقهم. أما جمعية بيت الإعلاميين العرب، فيمكنها أن تساهم في ترشيد العمل الصحفي الناطق بالعربية في تركيا، وأن تكون همزة وصل بينهم وبين الحكومة؛ من أجل تمكينهم من بطاقة الصحفي على الأقل.

والجمعية تتميز عن سائر النقابات بأنها مخصصة للصحفيين والإعلاميين العرب أو الأتراك الناطقين بالعربية؛ لذلك فهي الأقدر على لعب دور همزة الوصل بين تركيا والعالم العربي في مجال الإعلام والصحافة.

ويشير بوعزي إلى أنه قبل الربيع العربي كان الإعلاميون العرب في تركيا يعدون على أصابع اليد، ولكن بعد فشل الثورات العربية عام 2013، هاجر مئات الإعلاميين إلى تركيا، وظل التنسيق بينهم ضعيفا، اُعلن افتتاح جمعية الإعلاميين العرب بمبادرة من الإعلامي التركي الناطق بالعربية زاهد غول.

رابطة الإعلاميين اليمنيين حلت نفسها خلال عام 

ويؤكد وديع عطا، المنسق الإعلامي لمنتدى الإعلاميين اليمنيين، لـ"عربي21"، أنه قبل عام تم تأسيس رابطة للإعلاميين اليمنيين ضمت أكثر من 60 عضوا من أوائل من حضر إلى إسطنبول، ونظرا لصعوبات إدارية وتمويلية؛ تعثرت، ولم تستمر، وتم إعلان حلها.

ويضيف عطا أن الملحقية الإعلامية بالسفارة اليمنية بتركيا مهتمة جدا بدعم الإعلاميين والوقوف بجانبهم، وتؤسس حاليا منتدى الإعلاميين اليمنيين ( 150 عضوا)، بهدف تقديم صورة حقيقية للقضية اليمنية بشكل مفهوم للإعلام التركي بديلا عن الإعلام الأوروبي، الذي يقلب الحقائق، ويتجاهل الانقلاب على الشرعية في اليمن، على حد وصفه.

كل ما تقدم مجرد وعود لا أكثر

بدوره، يؤكد صهيب الفلاحي، الإعلامي العراقي والمدير التنفيذي لشركة أوراق، لـ"عربي21"، أنه حتى الآن، للأسف، لا يوجد مظلة حقيقية أو كيان موحد يضم الإعلاميين العراقيين في تركيا.

وبيّن أنه كانت هناك محاولات جادة من خلال رابطة الإعلاميين العراقيين في الخارج، إلا أنه نتيجة لضعف التواصل والتمويل حال دون تحقيق هذا الهدف، حيث تم تسجيل الرابطة بصورة رسمية في تركيا، لكنها لم تُفعل.

وأضاف أن بيت الإعلاميين العرب ربما يكون مظلة، إلا أنه لم يستطع أن يلبي الاحتياجات الحقيقية التي طالب بها الصحفيون وذووهم فيما يخص هوية الصحفيين والإقامة، وتسهيل دخول المؤتمرات الصحفية، وما يتعلق بحقوق وإذن العمل، وما زال في دائرة الوعود التي لم تر النور بعد.

بدوره، يشير باسل حفار، الإعلامي السوري، مدير مركز إدراك ومدير تحرير الخليج أونلاين السابق، لـ"عربي21"، إلى أنه لا توجد رابطة مفعلة تجمع الإعلاميين السوريين في تركيا حتى الآن، مؤكدا على ضرورة أن يكون هناك ما يجمع الإعلاميين العرب ويرعى مصالحهم في تركيا.

مساواة الإعلاميين العرب بالمراسلين الأجانب 

من جهته، أكد محمد زاهد جول، الإعلامي التركي، مؤسس جمعية بيت الإعلاميين العرب، لـ"عربي21"، أن الجمعية بأهدافها وكيانها هي فعليا حتى الآن المظلة الوحيدة التي تجمع أكبر عدد من الصحفيين العرب العاملين في تركيا تحت مظلتها، أملا في تقنين وضعهم، وتقديم المشورة القانونية.

وأضاف أن الجمعية تلقت وعودا إيجابية من الحكومة التركية، بالسعي لتمكين الصحفيين العرب على كارنيه الصحافة التركي، وتسهيل بعض الخدمات لهم بصورة تجعلهم اقرب لوضع المراسلين الأجانب، مشددا على أن هناك وعودا لم يتم تنفيذها حتى الآن، ونتمنى أن تتجاوب معنا الحكومة التركية في تحقيقها.
التعليقات (0)

خبر عاجل