سياسة عربية

قسد تشكل مجلسا مدنيا في دير الزور.. ونشطاء متوجسون

تسابق قسد قوات النظام إلى دير الزور انطلاقا من الحسكة وتثبت سلطتها كأمر واقع - جيتي
تسابق قسد قوات النظام إلى دير الزور انطلاقا من الحسكة وتثبت سلطتها كأمر واقع - جيتي
بشخصيات غالبيتها غير معروفة لدى الأوساط المحلية، وعلى غرار المجالس التي تشكلت في الرقة ومنبج من قبل، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، الأحد، عن تشكيل مجلس دير الزور المدني، لإدارة المناطق التي سيطرت عليها القوات التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري؛ من يد التنظيم.

وفي قرية أبو خشب، شمال غرب من دير الزور، اجتمع مسؤولون في قسد بمن قالوا إنهم "وجهاء" من دير الزور، ليعلنوا أن أولوية المجلس الجديد هي إعادة النازحين إلى مدنهم وقراهم التي غادروها قبل استعادتها من يد تنظيم الدولة.

وفيما عبّر عدد من أبناء المدينة عبر صفحات التواصل الاجتماعي، عن قلقلهم وتوجسهم من هذه الخطوة، أشاد الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار، بتشكيل المجلس المدني، مشيرا إلى أن أبواب المجلس مفتوحة أمام كل الفعاليات في مدينة دير الزور؛ لأن أبناء دير الزور مسؤولون عن إدارة مدينتهم، كما قال.

وقال درار لـ"عربي21"، وهو من مدينة دير الزور، إن "القوى التي شاركت في الإعلان عن المجلس هي القوى التي بدأت بالتحرك، وننتظر التواصل مع بقية القوى والفعاليات العشائرية للوصول إلى التنسيق والعمل المشترك".

وردا على اتهامات بعض أبناء دير الزور للقائمين على مجلس دير الزور المدني بالتنسيق مع الشيخ نواف راغب البشير، شيخ عشائر البكارة؛ الذي ظهر مؤخرا في المدينة إلى جانب قوات النظام، أكد درار أن هذه الاتهامات لا صحة لها، مضيفا: "حتى أبناء عمومته لا ينسقون معه، فكيف سننسق نحن معه، لأنه اختار طريق النظام، بينما نحن في موقف مواجهة مع النظام، ونحن جزء من الثورة"، على حد قوله.

وفي إشارة من درار إلى استعداد قوات سوريا الديمقراطية لمواجهة قوات النظام في دير الزور، قال لـ"عربي21": "نحن نعمل للوصول إلى التغيير الديمقراطي، لكن إن اضطررنا للمواجهة سنواجه".

بدوره، وصف الصحفي صهيب الجابر، من شبكة "فرات بوست"، المجلس المدني المشكل حديثا بـ"مجلس التهجير والشرعنة للاحتلال".

وقال في حديث مع "عربي21"، إن الأهالي ينظرون بعين الريبة إلى تشكيل هذا المجلس، مؤكدا أن ما يثير قلقهم أكثر الأفعال السابقة التي قامت بها المجالس الت  شكلتها قسد، مثل المجلسين في الرقة ومنبج.

واعتبر الجابر أن تشكيل مجلس دير الزور المدني هو استنساخ للمجالس التي شرعنت سلب الممتلكات ومصادرة الأموال في المدن العربية التي سيطرت عليها قوات سوريا الديقراطية، بعد دحر التنظيم عنها.

وأضاف: "المجلس المدني الجديد ومجلس دير الزور العسكري الذي تشكل أيضا تحت مظلة قسد، عبارة عن مجالس لشرعنة عملية التغيير التي ستطال المدينة فيما بعد"، وفق قوله.

وتم الإعلان عن تعيين كل من ليلى حسن وغسان اليوسف رئيسين مشتركين للمجلس المدني الجديد.

وتعليقا على اختيار هذه الأسماء "غير المعروفة" محليا، كما يقول نشطاء، بيّن عبد الكريم مرشد، وهو من أبناء مدينة دير الزور، شرق سوريا، أن قوات سوريا الديمقراطية تتنقي الشخصيات الموالية لها، وغالبا تختار الشخصيات من أبناء دير الزور التي كانت تقيم في مناطق سيطرتها في القامشلي وغيرها.

وقال لـ"عربي21": "مع قناعتي بفشل هذا المجلس، إلا أنه قد يكون من شأنه تحفيز أحرار الثورة والنشطاء من أبناء دير الزور".

في غضون ذلك، طالب مجلس العشائر العربية والتركمانية في سوريا؛ تركيا بالتدخل لمنع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يعتبر بمثابة الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي، من التأسيس لـ"كيان انفصالي" في سوريا.

وقال المجلس في بيان تسلمت "عربي21" نسخة منه؛ إن "البعض يخطط لتأسيس دويلة كردية في الرقة والحسكة ودير الزور، تحت ذرائع مكافحة الإرهاب"، مؤكدا أن "العشائر مستعدة لوضع أبنائها في الجيش السوري الحر، تحت إمرة تركيا، لأجل تحرير مناطقهم من احتلال حزب الاتحاد الديمقراطي"، بحسب البيان.
التعليقات (0)