حول العالم

اسطنبول تحتضن المؤتمر العالمي لبديع الزمان سعيد النورسي

بلال أردوغان تحدث في المؤتمر الذي جاء تحت عنوان "العمل الإيجابي البناء في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية"- عربي21
بلال أردوغان تحدث في المؤتمر الذي جاء تحت عنوان "العمل الإيجابي البناء في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية"- عربي21
احتضنت مدينة إسطنبول المؤتمر العالمي الحادي عشر لبديع الزمان سعيد النورسي، بعنوان "العمل الإيجابي البناء في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية"، بمشاركة وفود أكثر من 100 دولة، وشارك في افتتاح المؤتمر نجل رئيس الجمهورية، بلال أردوغان، ومفتي الديار التركية بإسطنبول، وكوكبة من العلماء والباحثين، بثلاث لغات؛ تركية وإنجليزية وعربية.

وتلقى المؤتمر في جلسته الافتتاحية ثلاث رسائل دعم وإشادة من رأس الدولة التركية رجب طيب أردوغان، ورئيس وزرائه بن علي يلدرم، ورئيس البرلمان التركي إسماعيل كهرمان. 

وشدد أردوغان في رسالته على ضرورة كشف التنظيمات التي قامت تحت ستار خدمة الدين، فقامت بهدم أركان المجتمعات الإسلامية، في إشارة إلى منظمة فتح الله غولن، التي وصف ممارساتها بالأعمال السلبية التي يرفضها الإسلام وحاربها بديع الزمان النورسي.

في حين أكد بلال أردوغان نجل الرئيس التركي، في كلمته أمام آلاف الحضور في حفل الافتتاح، على خطورة الدور المشبوه الذي قامت به جماعة فتح الله غولن، من استغلال لستار الدين، والتمسح في صاحب الرسائل؛ لبث الفتنة بين أبناء الشعب التركي، وتمزيق وحدته، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل؛ بسبب وحدة الشعب، الذي لم ينخدع بهم.

وقال مفتي الديار التركية، حسن يلماظ، إنه علينا كعالم إسلامي أن نتعاون ونتكاتف، وأن ننفتح على المسلمين في كل بقاع الأرض، في زمن نطالب فيه جميعا بأن تعلو فيه راية حرية الآراء والأديان، التي تعطي المسلم الأمل والحركة؛ من أجل الارتقاء، وإلا فالويل للأمة الإسلامية إذا لم تتوحد كما دعاها القرآن ويطالبها صاحب رسائل النور. 

ودعا يلماظ إلى تحويل أفكار النورسي لحقيقة في واقعنا، وفقا لأسس الأخوة الإسلامية.

120 بحثا حول الإيجابية

وناقش المؤتمر أكثر من 120 ورقة بحثية ودراسة حول رسائل النور للمفكر الإسلامي والمصلح بديع الزمان سعيد النورسي، من خلال 25 جلسة علمية، خلال ثلاثة أيام، تناولت العديد من المحاور الهامة التي تضمنتها مفاهيم رسائل النور.

وترأس الجلسات كبار الأكاديميين المخضرمين المتخصصين في دراسة رسائل النور، من مختلف الأقطار؛ حيث شارك في أعمال المؤتمر وفود من أكثر من 100 دولة عربية وإسلامية وأوربية ولاتينية.

وتحدث من المغرب الدكتور إبراهيم الحقاني، ومن نيجيريا الدكتور وافي فوداي شريف، الأستاذ بجامعة عثمان دانيفوديو، ومن الهند الدكتورة بشرى بيجوم، الأستاذة بجامعة كيرالا، كما تحدث من تركيا البروفيسور فارس كايا.

ومن بين عناوين الأبحاث التي تم مناقشتها في المؤتمر "بعض الملاحظات حول أصول الفقه والعمل الإيجابي البناء" للدكتور يلماز فيدان بجامعة غوموشخانه التركية، و"دور التوحيد الإسلامي في بناء عالم أفضل: النظرة الأساسية لرسائل النور" للدكتور وافي فوداي شريف بجامعة عثمان دانيفوديو، بنيجيريا، و"مبادئ الإنتاج والاستهلاك في استدامة منتجات الطعام الحلال في رسائل النور"، للباحثة الماليزية بيتانيا كارتيكا، بالجامعة الإسلامية العالمية، ومن الجزائر بحث حول "العمل الإيجابي بين التيارات الفلسفية ورسائل النور" للدكتور شريط لخضر، بجامعة الجزائر.

كما تناول المؤتمر بحثا حول "الفهم والتعايش الديني؛ من خلال تفسير إشارات الإعجاز للأستاذ سعيد النورسي" للباحث ميخائيلو ياكوبوفيتش بالجامعة الوطنية لأكاديمية أوستروه بأوكرانيا، و"العمل الإيجابي في أفكار بديع الزمان سعيد النورسي" للباحثة سويندام بيرينجي، بجامعة إكستر البريطانية، وبحثا حول "الأعداء الثلاثة وسُبل مكافحتهم في منظور رسائل النور"، للدكتور حامد أشرف همداني، بجامعة البنجاب الباكستانية.

رسائل النور ترفض العنف الداخلي

من جهته، قال سعيد ايجا، رئيس وقف مؤسسة اسطنبول للثقافة والعلوم، إن أول مؤتمر دولي حول رسائل النور انطلق في عام 1992، ثم صار المؤتمر الدولي يتم تنظيمه كل ثلاث سنوات في دولة إسلامية مختلفة؛ بحيث يستلهم روح رسائل النورسي الإيجابية، التي تدعو للتعايش والسلمية الداخلية، وترفض العنف والاقتتال الداخلي، ورفع سلاح المسلم ضد أخيه في الداخل. بينما يشدد على القوة في مواجهة الأعداء دون ضعف أو تردد.

وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن هذا المؤتمر يأتي في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها تركيا والأمة الإسلامية عامة، ليكون بمثابة دعم لدور تركيا الإقليمي والمناهض للظلم والعدوان في مختلف أرجاء الأمة؛ من أجل خلق روح إيجابية في المواجهة، إضافة إلى التأصيل الشرعي لذلك في فكر النورسي، وإبراز قبح الحركة السلبية.

وأوضح يوجا أن الحركة الإيجابية هي التعمير والبناء، وليس التخريب والهدم والفرقة والتوتر داخل البلدان الإسلامية، ولا يقبل الجهاد برفع السلاح داخل البلد الواحد، ولا يرفع السلاح من مسلم ضد مسلم، بينما الجهاد ضد أعداء الأمة واجب بالسلاح وبكل الوسائل عندما نتعرض لأي اعتداء.

وأشار إلى أن من تعليمات النورسي التحلي بأعلى درجات التسامح فيما بيننا كمسلمين وكأمة واحدة، وعدم الدعاء على أحد، والعفو والصفح والتغافر، والعمل على تعمير بلاد المسلمين، وعدم التدخل في شؤون الآخرين، وجعل القرآن دستور الأمة، والتوجه إلى قبلة الأمة الواحدة، وعدم استخدام القوة ضد المجتمع.
التعليقات (0)