صحافة دولية

الإنترسبت: كيف ساعد العتيبة على تلميع السيسي في أمريكا؟

التقرير يكشف عن جهود العتيبة مع جماعات الضغط لتلميع النظام المصري - جيتي
التقرير يكشف عن جهود العتيبة مع جماعات الضغط لتلميع النظام المصري - جيتي
نشر موقع "إنترسبت" الأمريكي تقريرا له كشفت فيه الجهود التي يبذلها سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة الأمريكية يوسف العتيبة لتلميع صورة نظام الانقلاب في مصر.

ويورد الموقع في تقريره الذي أعده زايد جيلاني وترجمه "عربي21" كيف أن نظام السيسي لجأ إلى السفير العتيبة "ليساعدها على إضفاء المزيد من المصداقية على ممارسات حكومتها القمعية في واشنطن".

ويقول التقرير إن رسائل البريد الإلكتروني التي حصل عليها  الموقع "تكشف أن العتيبة والإمارات اختارا دفع الثمن لجماعات الضغط المصرية في واشنطن، وتم ذلك بعد أن انضمت مصر سنة 2013 إلى مجموعة "غلوفر بارك"، التي تعد من شركات العلاقات العامة ومؤسسات الضغط الكبرى وأسسها مسؤولون سابقون في البيت الأبيض والحزب الديمقراطي".

ويشير الموقع إلى مذكرة كتبتها مجموعة "غلوفر بارك" إلى العتيبة في أيلول/سبتمبر من سنة 2015، تتحدث فيها المجموعة عن الجهود التي تبذلها لصالح مصر "ليكون لها سطوة على كل من الحكومة الأمريكية ومراكز الأبحاث ووسائل الإعلام، بهدف التأثير على طبيعة السياسة الأمريكية تجاه مصر".

 ويلفت الموقع إلى أن مدير شركة هابر غروب، ريتشارد مينتز، وهي شركة عملت منذ فترة طويلة كـ"لوبي ضغط" لصالح الإمارات، قد أرسل بريدا إلكترونيا للعتيبة يحتوي على فاتورة مستحقات شركة "غلوفر بارك" الباهظة المتعلقة بملف مصر وبلغت قيمتها 2،735،343 دولارا.

ويذكر التقرير أن ريتشارد مينتز أشار في ذلك البريد إلى أن مجموعة "غلوفر بارك" ترغب في الحصول على مستحقاتها مباشرة من الإمارات، "لكنهم لا يزالون ينتظرون الحكم النهائي من محامي قانون تسجيل الوكلاء الأجانب لمعرفة ما إذا كان ذلك ممكنا".


وأكد أن السفير العتيبة كتب إلى جونسون بعد أشهر، وأخبره بأن الإمارات "حولت مبلغا قدره 2.7 مليون دولار إلى القاهرة، وهو الجزء الأكبر من مبلغ قدره 3 ملايين دولار الذي دفعته مصر لاحقا إلى شركة الضغط".

وينوه الموقع في تقريره إلى أن شركة "غلوفر بارك" "لم تستجب حتى اللحظة للطلبات الملحة للتعليق على دور الإمارات في دفع مستحقات شركات الضغط في واشنطن"، لافتا إلى أن الرسائل التي حصل عليها تظهر كيف كان العتيبة "يلقن الصحفيين والعاملين في مؤسسات الأبحاث دروسا عن إنجازات الزعيم القمعي عبد الفتاح السيسي".

وعندما كتب الصحفي في صحيفة بوليتيكو، مايكل كراولي، مقالا تحت عنوان "ترامب يرحب بالدكتاتور المصري" يقول تقرير الموقع إن العتيبة "كتب رسالة بريد إلكتروني لهذا الصحفي متهما إياه بأنه معارض للسيسي على الرغم من أنه من خيرة الصحفيين".



وبحسب التقرير، فقد سعى العتيبة كذلك إلى استقطاب دعم العديد من مراكز الأبحاث الأمريكية، "مركز التقدم الأمريكي" حيث "الزميل الأقدم فيه براين كاتوليس الذي قدّم للعتيبة جدول أعمال تفصيلي عن مصر ليعرضه على البيت الأبيض، وذلك بعد اجتماع السيسي مع ترامب في واشنطن.

وفي المراسلات التي دارت بين العتيبة وكاتوليس خلال شهر نيسان/أبريل سنة 2017، يظهر أن الأخير أخبر السفير الإماراتي بأن "إدارة ترامب من المرجح أن تطلب من مصر جعل الأمن ومكافحة الإرهاب أولوية لها وأن تسعى إلى إجراء حوار بشأن التجارة والاستثمار".



وأشار كاتوليس أيضا إلى أنه "من المحتمل أن تطلب الإدارة الأمريكية من مصر الإفراج عن بعض السجناء السياسيين، حيث أفرجت الحكومة المصرية بعد أسبوعين من هذه المراسلات عن الناشطة آية حجازي المصرية الأمريكية المتهمة بإساءة معاملة الأطفال والاتجار بالبشر، والتي تعتبر قضيتها حسب الموقع "خير دليل على القمع الذي كان يسلطه السيسي على منظمات المعون".



ويختم الموقع تقريره بالقول إن كاتوليس اقترح على الإمارات أن تطلب من إدارة ترامب تعيين سفير لواشنطن في مصر، ويفضل أن يكون من الأشخاص الذين يثق فيهم صهر الرئيس جاريد كوشنير.
التعليقات (0)