حول العالم

هكذا تدمر الغيرة المرضية الحب.. كيف تتم معالجتها؟

الطبيبة النفسانية قالت إن على الأشخاص الغيورين أن يحددوا مواطن الغيرة- أرشيفية (تعبيرية)
الطبيبة النفسانية قالت إن على الأشخاص الغيورين أن يحددوا مواطن الغيرة- أرشيفية (تعبيرية)
نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن التأثير السلبي للغيرة المرضية على العلاقات العاطفية، حيث يمكن أن تؤدي إلى توتير العلاقة العاطفية بين الطرفين وتدمير الحب، خاصة أن الغيرة دليل على غياب الثقة في الشريك.

وقالت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "الغيرة تدمر العلاقة العاطفية التي ينبغي أن تقوم بالأساس على الثقة المتبادلة بين الطرفين. وفي أسوأ الحالات، يمكن أن تدفع الغيرة بأحد الطرفين إلى اتخاذ قرار الانفصال عن الشريك".

وأشارت الصحيفة إلى أن الغيرة في بعض الأحيان، قد تتحول لإدمان إلى درجة أن الشخص يحس بأن شريكه يشدد عليه الرقابة. وفي هذا الصدد، أفادت الأخصائية النفسية بمدينة فرانكفورت، كريستينا باكهاوس، بأن الغيرة تعد بمثابة السم بالنسبة للعلاقة العاطفية. 

وأكدت أن الغيرة المفرطة تنبع من الخوف الشديد من خسارة الشريك. ويمكن أن تكون الغيرة العادية بمثابة إنذار على وجود خطب ما، لكن الإفراط فيها مؤشر يدل على قلة الثقة في النفس وشدة التعلق بالشريك. 

في المقابل، يعتبر الكثير من الأشخاص أن الغيرة دليل على أن مشاعر الحب بين الطرفين قد بدأت تتلاشى، لذلك فإنك تجد معظم الأشخاص يتجنبون الارتباط بالأشخاص الغيورين. 

وبينت الصحيفة أن الغيرة يمكن أن تكون نتيجة مرور المرء بتجارب عاطفية فاشلة، أو تتولد بسبب غياب الدفء العائلي. فضلا عن ذلك، يمكن أن يدفع شعور الشخص بأنه غير جدير بالحب، إلى التعلق بالشريك إلى درجة الغيرة المفرطة. وحيال هذا الشأن، أوردت الأخصائية النفسانية باكهاوس أنه "يمكن أن تكون الغيرة وليدة التجارب العاطفية الفاشلة".

ونقلت "فيلت" عن الأخصائية النفسانية، بريجيت شبيسهوفر، قولها إنه "يجب على الأشخاص الغيورين أن يحددوا مواطن الغيرة". فالعديد من الأشخاص يشعرون بالغيرة بسبب افتقارهم لبعض الصفات. فعلى سبيل المثال، قد تغار المرأة على زوجها عند الحديث مع امرأة تفوقها جمالا، أو قد يغار الزوج على زوجته حين يراها تتجاذب أطراف الحديث مع رجل آخر ذي درجة علمية مرموقة.

وذكرت الصحيفة أن الأشخاص الغيورين يجب أن يعززوا ثقتهم في أنفسهم. وفي هذا السياق، قالت شبيسهوفر: "حين أحب نفسي، لا أحتاج إلى أن يحبني شخص آخر". وفي الحقيقة، فإن الشعور بالثقة في النفس لا يتلخص في الاعتراف بنقاط الضعف فحسب، بل يتضمن أيضا إدراك مواطن القوة.

وفي هذا الإطار، نصحت الأخصائية النفسانية، كريستينا باكهاوس، بأن "الجلوس على انفراد لكتابة المزايا الذاتية على ورقة قد يكون مفيدا لتعزيز الشعور بالثقة في النفس".

ونوهت إلى أن عدم تقدير الذات يولد لدى الشخص الغيور الشك في حب الشريك له. ومن هذا المنطلق، يبدو أن الشعور بالغيرة لا يتسبب فيه الشريك فحسب، بل ينبع من المخاوف الذاتية أيضا. ومن المثير للاهتمام أن الأشخاص الغيورين يرتبطون عادة بالأشخاص الذين يثيرون شكوكهم. 

وأوضحت الصحيفة أن العديد من الأشخاص يلجأون إلى انتهاج أسلوب الدفاع مع شركائهم الغيورين، حيث يتحاشون الحديث عن العديد من المسائل قصد عدم الدخول في نقاش حاد مع شركائهم. وفي هذه الحالة، يشعر الشخص الذي يعاني من الغيرة المفرطة بأن الشريك يخفي عنه العديد من الأشياء، ما يدخله في دائرة من الشك والريبة.

وأشارت إلى أنه يجب على الأشخاص المرتبطين بشركاء يعانون من الغيرة المرضية أن يتحلوا بالثقة بالنفس ويحاولاوا التقرب أكثر من الشريك أكثر لمعرفة أسباب الغيرة، لكن ينبغي دائما توخي الحذر. من جانب آخر، لا يمكن تجاوز الغيرة المفرطة إلا إذا طلب الشريك المساعدة من الطرف آخر.

وفي الختام، أوردت الأخصائية النفسانية باك هاوس أنه "يمكن للإنسان تذكر الأوقات السعيدة التي قضاها مع الشريك، حيث كانا قريبين من بعضهما البعض"، وبذلك سيتمكن المرء من التحكم في مشاعر الغيرة التي تعتريه.
التعليقات (2)
أمل
الخميس، 28-10-2021 12:42 ص
الغيرة مضرة بالعلاقة الزوجية
فيروز حواص أل در ي د ي
الأحد، 21-01-2018 07:09 م
الغيرة المفرطة تصبح مرضية ونهايتها وخيمة