مقالات مختارة

ملحمة سامح شكري الكبرى!

محمود سلطان
1300x600
1300x600
عندما كتبت الصحف "العالم خسر مصر في انتخابات اليونسكو"، عقب "سقوط" مشيرة خطاب، فإن تلك المانشيتات لم تكن تعبر عن وجهة نظر الصحف، وإنما عن سياسة رسمية، لم تعد تخفى على أحد، ومن يراجع حوار وزير الخارجية، سامح شكري، مع عمرو أديب مساء أمس الأول، 15/10/2017، لن يجد صعوبة، في اكتشاف التحول الدرامي إلى "دولة البروباجندا".

ولعلنا نتذكر كيف تحولت "فضيحة" يونيو 67 من "هزيمة" إلى "نكسة"!.. إنها "البروباجندا" التي تُحيل الرأي العام إلى قطيع من "المساطيل".. والمسطول الذي لا يكاد يصلب طوله من السُكر، يكون خارج الإحساس بإحداثي الزمان والمكان، ويتوهم أنه أقوى رجل في العالم!

لا يمكن بحال أن يكون بوسعك الحفاظ على وقارك وهدوئك وأنت ترى وزير الخارجية يناضل على الفضائيات، ليقنع شعبه بأن هزيمة اليونسكو كانت "ملحمة عظيمة" خاضتها مصر!

ولا أدري من أين تأتيهم القدرة على حشر اسم مصر في كل تلك "الكبائر" التي يرتكبونها، من وراء ظهر "مصر" التي أحالوها في خطابهم السياسي والإعلامي إلى محض أداة؛ لابتزاز كل من يعارض سياسات الرئيس وحاضنته الإدارية والأمنية.

فكل من كان ينتقد اختيار مشيرة خطاب، للمنافسة على رئاسة اليونسكو، كان يُتّهم بالعمالة والخيانة وعدم الوطنية.. لأنه لم يقف بجانب "مصر"!! وكأن مصر اختزلوها في مشيرة خطاب!

الأخيرة لم تكن تمثل مصر، بل كانت تمثل الذين اختاروها من وراء ظهر مصر.. مصر كلها لا تعرف الجهة التي رشحتها، وعلى أي أساس، وما إذا كانت هي الأفضل من بين أسماء أخرى عُرضت على صانع القرار.. وهل مر اعتمادها بشكل مؤسسي أم كان كهبة وعطية من قبيل الترضية ومكافأة نهاية الخدمة.. أمور "خطاب" مشت وكأن اختيارها من نوع "سري للغاية" أو يقتضي التكتم عليه خوفًا من "أهل الشر"!

دخلت مشيرة خطاب السباق وخرجت بعد ثلاث هزائم متتالية، وعادت ليستقبلوها رسميا بأكاليل الزهور وأقواس النصر، وتلوين مانشيتات الصحف بأنها عادت "مرفوعة الرأس"!!.. ولم نسمع أن تحقيقا فُتح رسميا، يستقصي أسباب اختيارها، ولماذا فشلت؟ ويسأل عن الفواتير والأموال التي أُنفقت على بعثة مصر التي رافقتها وأدارت حملتها، وإنما تمت كلفتة الموضوع، وأُغلق الملف، واعتماده بخاتم "ملحمة كبرى" خاضتها مصر في معركة اليونسكو!

ولا يجوز لأحد أن يسأل بعد أن بات السؤال في مثل تلك الملفات، جريمة قد تجرد السائل من جنسيته ووطنيته.

المصريون المصرية
1
التعليقات (1)
مصري
السبت، 21-10-2017 12:41 ص
اغبي انسان ، اقل ما يقال.