ملفات وتقارير

صراع تنظيم الدولة وطالبان.. هذه ملامح العلاقة بينهما مستقبلا

ظهر التنظيم للمرة الأولى عام 2015 في ولايات شرق أفغانستان- أرشيفية
ظهر التنظيم للمرة الأولى عام 2015 في ولايات شرق أفغانستان- أرشيفية
بعد خسارته معاقله الرئيسية في كل من العراق وسوريا، يبحث تنظيم الدولة عن ملاذات جديدة تكون حاضنة لفكره المتشدد، ومنطلقا لعملياته ونشاطاته، وتبرز أفغانستان كإحدى أهم وجهاته المفضلة، إذ يستغل اضطراب الأوضاع الأمنية وسهولة جلب مقاتلين جدد؛ ليتغلغل في هذا البلد الذي يشهد صراعا داميا بين حركة طالبان، وبين الحكومة الأفغانية والمتحالفين معها.

وظهر التنظيم للمرة الأولى عام 2015 في ولايات شرق أفغانستان المتاخمة للحدود الباكستانية خاصة في "كونار" و"ننغهار".

وتحت مسمى "ولاية خراسان" شن التنظيم بعض الهجمات ضد قوات التحالف، لكن صراعه على مناطق النفوذ مع طالبان؛ وعدم تنسيقه معها، أدى إلى استعداء الحركة وظهر ذلك واضحا بعد اشتباكات اندلعت بين عناصر من الجهتين أدت لسقوط قتلى وجرحى مؤخرا.

رسالة من طالبان للبغدادي

وهو ما دفع طالبان لتحذير التنظيم من أي محاولة للتمدد في البلاد، حيث كتب مساعد زعيم حركة طالبان محمد منصور رسالة قال فيها: "يجب خوض الجهاد ضد الأميركيين وحلفائهم تحت راية واحدة"، معلنا أن حركته تتصدر "المقاومة" ضد القوات الغربية وحلفائها في أفغانستان.

وهذه الرسالة للملا منصور الذي كان وزيرا أثناء حكم طالبان في كابل (1996-2001) موجهة مباشرة إلى زعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي.

وقال منصور في الرسالة: "إن الإمارة الإسلامية في أفغانستان (الاسم الذي تطلقه طالبان على نفسها) ستضطر للتحرك من أجل الدفاع عن مكتسباتها".

اقرأ أيضا: مقتل 11 مسلحا باشتباكات بين تنظيم الدولة وطالبان بأفغانستان

وأكد أن طالبان لن تسمح بأي "أنشطة جهادية" في أفغانستان تحت أي راية غير رايتها، مضيفا: "في حال تسبب الأشخاص المرتبطون بكم في أفغانستان في مشاكل لطالبان، فإن ذلك سيؤدي لإثارة غضب جميع المسلمين ضدكم، وستضطر طالبان للرد على أعمالكم".

وقبل أيام قتل أحد عشر مسلحا في تجدد الاشتباكات بين طالبان وعناصر من تنظيم الدولة في ولاية جوزجان شمال أفغانستان، الأمر الذي يطرح تساؤلا حول مستقبل العلاقة بين الطرفين، ومدى نجاح تنظيم الدولة في كسب المزيد من المناطق على حساب طالبان.

اختيار سيء


الكاتب والخبير في الحركات الإسلامية صلاح الجورشي قال إن استراتيجية تنظيم الدولة فشلت في المنطقة، وتبين أنها على المستوى الاستراتيجي تعاني من ضعف كبير في القوة العسكرية وفي المنهج.

وأضاف الجورشي في حديث لـ"عربي21" أن التنظيم بعد أن تعرض لتصفية في وجوده المؤسساتي في المنطقة، يسعى إلى إعادة الانتشار، وفق استراتيجية جديدة.

ورأى أن اختياره لأفغانستان سيكون اختيارا سيئا، فهو يحمل كما هائلا من الهزائم وأصبح مستهدفا من جميع الأطراف الدولية والإقليمية، إضافة إلى تحركه على أرض واحدة في مواجهة خصمين محليين هما القاعدة وطالبان، الأمر الذي سيفضي حتما إما إلى خصام وصراع، أو انضمام وانضواء سواء على الصعيد الفكري أو الميداني.

وعن الأفق الذي يمكن أن يصل إليه التنظيم في أفغانستان قال الجورشي: "إنه في مستقبل الأيام قد يصبح هذا التنظيم عديم القيمة، وغير ذي تأثير؛ إلا في حال حصول تغيرات جوهرية في استراتيجية العمل والتفكير لديه".

أرض مختلفة

واستبعد الجورشي أن يتمكن التنظيم من الانتشار والتمدد على حساب وجود حركة طالبان وقال: "سيكون من الصعب حدوث ذلك، فطالبان هم أبناء البلد وهم الأقدم على الأرض، وعاجلا أم آجلا سيطردون داعش وأي من التنظيمات الغريبة عن الأرض الأفغانية، فطالبان استطاعت أن تصمد أمام خصومها الأفغان والولايات المتحدة الأمريكية خلال سنوات عديدة من حرب الاستنزاف".

اقرأ أيضا: البنتاغون: مقتل الزعيم الجديد لتنظيم الدولة في أفغانستان

وأشار إلى أن "اختيار التنظيم لأفغانستان، دليل على حالة الانحسار التي يعاني منها وانسداد الطرق أمامه وفشله في بناء أي قاعدة له قابلة للاستمرار لمدة طويلة، فهو الآن في حالة لجوء مؤقت مهما تطور عسكريا، خاصة إذا لم يجد حاضنة حقيقية على الأرض".

وعن موقف الأمريكان من وجوده في أفغانستان تابع: "لا شك أن تنظيم الدولة يتحرك الآن في أرض مختلفة عن تلك التي كان يتحرك عليها في العراق أو في سوريا أو ليبيا، وبالتالي سيكون عرضة لهجمات مكثفة تستنزف طاقاته وتحد من إمكانية نموه ينمو عسكريا وعدديا، وما سيزيد من تمهيد الفرصة أمام القوات الأمريكية هو الصراع المفتوح بين التنظيم من جهة والقاعدة وطالبان من جهة أخرى، وسيبقى تنظيما مكشوفا وأكثر عرضة من غيره للضربات الأمريكية".
التعليقات (1)
شرحبيل
السبت، 21-10-2017 05:24 م
الخوارج والقرامطة .............كفر الخوارج سيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه وهو ماهو ..فحاربهم واستأصل شأفتهم في معركة النهروان ولو طال بهم الأمد لكفروا أبا بكر وعمر وعثمان ، وو صلوا إلى سيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ...وبعد تشتتهم انقسموا إلى فرق وشيع لاتحصى ، وكل فرقة تكفر الآخرين ..كما يفعل الدواعش والجواحش وحزب الشيطان المجوسي في عصرنا هذا ...أنهم قوم نزعت أدمغتهم من جماجمهم ولم يبق مكانها إلا الخواء والهواء والخ.....راء ...فلا عجب أن يصطدموا مع طالبان ومع غيرهم من الحركات التلنمودية اليوشعية التي تهدم الاسلام وتنكر العروبة وتكفر الشعب بأكمله وصدق الله العظيم حين قال ( إنها لاتعمى الأبصار ولكنها تعمى القلوب التي في الصدور ...)