سياسة عربية

ماذا حمل العبادي في جولته "الخاطفة" لثلاث دول عربية؟

العبادي أجرى زيارة خاطفة إلى السعودية ومصر والأردن- مكتب العبادي
العبادي أجرى زيارة خاطفة إلى السعودية ومصر والأردن- مكتب العبادي

أثارت جولة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الأحد، إلى السعودية ومصر والأردن، والتي وصفت بـ"الخاطفة"، تساؤلات عدة حول أسباب الزيارة، وأهم الملفات التي جرى بحثها مع قيادة هذه البلدان.

وكان العبادي، قد اختتم، الأحد، جولة خارجية بدأها، مساء السبت، للسعودية، ثم إلى مصر والأردن، جرى خلالها تدشين مجلس التنسيق المشترك بين الرياض وبغداد، وعرض رؤية العراق لمستقبل المنطقة. 

وقال النائب والقيادي في حزب الدعوة الحاكم إن "العبادي زار السعودية بدعوة وإصرار قيادة المملكة، لأنه أبدى إرادة صلبة في التعامل مع تنظيم الدولة خلال المعارك، وما أنجزه على الأرض من نصر على تنظيم الدولة واستعادة كركوك، ما أعطى له رمزية عربية".

وأوضح في حديث لـ"عربي21" أنه "بناء على ذلك، فإن العبادي سيتمكن من لعب دور أوسع لتهدئة العلاقات بين إيران والسعودية والدوحة والرياض، ضمن تفكير استراتيجي لتهدئة المنطقة وإعادة الإعمار سواء كان في العراق أو المناطق الأخرى".

 

اقرأ أيضا: اتفاقيات غير مسبوقة في مجلس التنسيق السعودي العراقي

 

تسليم قاعدة بيانات

وحول الملفات التي بحثها العبادي في جولته، قال البياتي إن "دولا مثل السعودية ومصر والأردن، فيها أفكار لتنظيم الدولة بشكل كبير، وسيكون للعراق دور في إعطاء قاعدة بيانات لكل عناصر التنظيم المتواجدين من هذه الدول في العراق".

وتابع بأنه "يمكن أيضا إدخال قوات من الشرطة المحلية لتلك البلدان في مناورات مع قوات مكافحة الإرهاب التي لعبت دورا كبيرا في محاربة تنظيم الدولة في العراق"، معربا عن اعتقاده بأن "هذا الجانب الأساسي جرى بحثه بشكل جيد".

ولفت إلى أن "حضور وزير الخارجية الأمريكية إلى الاجتماع بين السعودية والعراق، كان مخططا له والهدف منه تقويض دور إيران في العراق، وتكريم العبادي بولاية ثانية، وذكر ذلك أيضا في وسائل إعلام عراقية".

وأردف بأن "اللقاءات كان فيها عتب على رئيس الوزراء العراقي، حول أحداث كركوك"، مبديا رأيه بأن "ما قام به العبادي في كركوك، كان عملا سياديا قانونيا دستوريا، ولولا تدخله لتمت عمليات اغتيال وخطف للمكونين العربي والتركماني".

 

اقرأ أيضا: اتفاقيات غير مسبوقة في مجلس التنسيق السعودي العراقي

 

من جهته، علق المحلل السياسي العراقي هادي جلو مرعي على جولة العبادي في مقال له، قال فيه إن "هذه الزيارة هي الثانية التي يقوم بها الرئيس حيدر العبادي إلى مصر منذ توليه مقاليد الحكم".

ووصف مرعي الزيارة لمصر بأنها "الأكثر أهمية لأنها تأتي بعد سنتين على زيارة جس النبض الأولى إلى القاهرة ولأنها تجيء بعد زيارة موفقة للرياض جرى خلالها توقيع عدة اتفاقيات في مجالات الاقتصاد والأمن والسياحة والتجارة والمعابر وتبادل الخبرات وفتح الأسواق".

وأضاف أن "مصر كما السعودية مرتاحة لدور العبادي في محاربة الإرهاب وتوحيد العراق في وجه تحديات تخشاها القاهرة كما تخشاها بلدان عربية عدة خاصة وإن هاجس الأمن لا يزال في مقدمة الهواجس التي تضغط على الحكومات العربية كافة ودون انتظار لتطورات قد لا تكون في صالح أحد".

وأردف مرعي قائلا: "زيارة العبادي ستمثل انتقالة كبرى في تاريخ العلاقة بين بغداد والقاهرة فالمصريون يمثلون حالة الاعتدال التي يفضلها العراقيون ويتفاعلون معها والترحيب بالوجود المصري في بلاد الرافدين لا يماثله أي ترحيب آخر لطبيعة العلاقة بين الشعبين".

من جانبه، رأى الكاتب العراقي عزيز الربيعي أن "ما شهدناه من حفاوة الاستقبال للوفد الذي يرأسه العبادي يدلل على أن السعودية اليوم مؤمنة بأن العراق لاعب رابح في المنطقة، والانتصار الميداني للقوات العراقية بمختلف تشكيلاتها يبرز دلائل كثيرة من بينها أن بغداد قد أخضعت كل الإرادات لإرادتها الاتحادية".

 

وأوضح في مقال له أن زيارة العبادي إلى السعودية ستجعله يتحرك بأريحية من خلال الدبلوماسية العراقية، وستجعله غير آبه لدور أولئك الذين يدعون الوصل بالرياض، فلا حاجة لنا بأسامة النجيفي (نائب الرئيس العراقي/ سني) وفريقه بعد اليوم".

وأشار إلى أن "من سيعترض على بناء علاقة متينة بين بغداد والرياض عليه أن يفقه أن المصالح الدولية تتطلب مرونة في التعاطي مع المواقف لا مع العواطف، فكسب طهران للدوحة على حساب مجلس التعاون الخليجي (أنموذجا) واضحا على ذلك".

 

اقرأ أيضا: بعد زيارته للسعودية.. العبادي يصل مصر ويلتقي السيسي

 

"وهم أمريكي"

وفي السياق ذاته، قال الكاتب السعودي عبد العزيز السويد في مقال له إن "السعودية قامت باختراق مهم في العلاقات العربية – العراقية، وحضّرت له على مدى سنوات وسط إرهاب إيراني داخل بلاد الرافدين؟".

وبحسب قوله فإنه للتذكير بهذا يمكن العودة إلى التعامل الذي قوبل به تعيين السفير السعودي السابق ثامر السبهان وزير الدولة الحالي. كان حفرا في الصخر توّج أخيرا بإعلان المجلس التنسيقي بين البلدين مع وفود تجارية وبحث فرص استثمارية وتعاون.

وأشار السويد إلى أن المؤشرات تدعو إلى التفاؤل الحذر، والحذر مرده إلى واقع الحكم في العراق وتغلل إيران في قراره السياسي والعسكري، فالطبقة السياسية في العراق ملوثة بعناصر ولاؤها لإيران أكثر من العراق نفسه.

وتابع بأنه "في التشكيلات المليشياوية المسلحة هناك من يأتمر بأوامر المرشد ويعلن ذلك جهارا نهارا بأصوات زعمائها، والعداء معلن من هؤلاء للسعودية وللمحيط العربي، كما أن الطائفية في الخطاب والعمل المسلح الميداني لا تحتاج إلى أدلة".

ولم يكن لدى الدولة السعودية، بحسب قوله، مشكلة مع العراق إلا بسبب طموحات ساسته من صدام إلى نوري المالكي، فالأول دكتاتور أصابه عمى الغرور والثاني حاول وما زال يحاول أن يكون دكتاتورا عميلاً مجندا نفسه لخدم المرشد الإيراني على حساب مصالح العراقيين وجيرانهم.

ودعا السويد في مقاله إلى "الأخذ في الحسبان بأن إيران لم تسيطر على العراق لتخرج منه بسهولة أو تخسر مكاسب حققتها على مدى السنوات الماضية ومنذ الغزو الأمريكي البريطاني. ونَفَسُها السياسي الطويل وغرسُها عملاء طائفيين في مفاصل الدولة العراقية الحالية في السياسة والاقتصاد إضافة إلى المليشيات الطائفية المسلحة التي تناصب العرب والسنة العداء، تحتم ضرورة الفرز والتأني عند التعامل".

إلى ذلك علق وزير الخارجية العراقي السابق، هوشيار زيباري، في تغريدة له عبر "تويتر" على زيارة العبادي للسعودية قائلا إن "التقارب العراقي السعودي وھم أمريكي لإقناع الذات بأن ھناك إمكانية لإبعاد حيدر العبادي عن الهيمنة الإيرانية".

 

#Iraq & Saudi KSA reproach mint & engagement is a mirage & self-dilutions by US to disengage PM Abadi from Iranian domination & hegemony.

التعليقات (0)