سياسة عربية

كيف أصبحت جريمة فض "رابعة" مفخرة وطنية يجري التباهي بها

ضباط وعساكر وأفراد شرطة اصبحوا يتحدثون عن "مفخرة " المشاركة بجريمة رابعة - أرشيفية
ضباط وعساكر وأفراد شرطة اصبحوا يتحدثون عن "مفخرة " المشاركة بجريمة رابعة - أرشيفية

بعد مرور أكثر من أربعة أعوام على مجزرة فض اعتصام رابعة والنهضة، بدأت بالظهور ملامح ظاهرة بين ضباط وأفراد بالشرطة والجيش المصري "للتباهي" بالمشاركة بالجريمة التي وقعت، باعتبارها "خدمة وطنية مشرفة يتقرب بها العساكر والجنود من الشهرة والمفخرة " .

ورأى مراقبون في تصريحات لـ"عربي21" أن الوصول لهذه الحالة يعد تعبيرا وتطورا طبيعيا للتخاذل وسلوك "بعض قيادات المعارضة المصرية التي صبت تصرفاتها حيال ما جرى فى صالح النظام العسكري".

 

وأكدوا أن المستقبل قد يحمل معه بعد قليل جعل ذكرى الجريمة "مناسبة قومية (لا مانع من أن يصبح عيدا شرطيا) وعلى الأقل مناسبة محاطة بالفخار بهؤلاء الذين حموا "الوطن" من "الإرهابيين" كما حصل خلال تجربة الجماعة الإسلامية فى التسعينيات، مع نظام حكم مبارك . 
 
وكان لافتا خلال تغطية الاعلام المصري لحادثة الواحات التى قتل فيها 58 من ضباط وأفراد الشرطة وفُقد فيها آخرون، عودة قوية للحديث من جديد عن مجزرتي رابعة والنهضة.

 

وقالت تقارير إعلامية مصرية أن العميد امتياز كامل، أحد قتلى الأمن المصري في هجوم الواحات، كان من ضمن القادة المشاركين بفض رابعة وأنه كان مطلوبًا للشهادة أمام المحكمة ،اليوم الثلاثاء ، في القضية.

 


 

ومع الاعلامى وائل الابراشى أكد شادي صلاح الدين، شقيق عمرو صلاح، أحد قتلى هجوم الواحات، أن شقيقه شارك في  "فض اعتصام ميدان رابعة العدوية" في آب/ أغسطس 2014 ، استجلابا على ما يبدو لمفهوم التضحية الوطنية المستمرة في تاريخ شقيقه القتيل .

 

 اقرأ أيضا : أ بي ثي: مجزرة رابعة بذكراها الرابعة دون حقيقة أو عدالة

وتابع: "شقيقي كل يوم كان يروح مأمورية واحنا بنعيش على أعصابنا، ومننساش دوره في فض اعتصام رابعة الإرهابي، كان موجود هناك، عمرو اشترك في عمليات كتير جدًا، وكان دايمًا بيُختار للعمليات الصعبة، وحبيبي مايتعزّش على ربنا". 

 

 

 

وفى برنامج صاحبة السعادة المذاع على قناة "سي بي سي" استضافت المذيعة إسعاد يونس مجند ( اسمه صبحي عطية مجند بقطاع الأمن المركزي)، ادعى بدوره ضمن شيوع ظاهرة التباهي بالمشاركة بجريمة رابعة على الفضائيات أنه شارك فى فض الاعتصام ، زاعما أنه "رفع اثنين من الضباط القتلى ماتوا كانوا معايا في رابعة العدوية". 

 
وقبل ذلك فى سابقة جديدة خرج نقيب شرطة يدعى  رامي جمال حرب قال عن نفسه أنه أحد مصابي العمليات في فض اعتصامي رابعة والنهضة وقال ان هذا الامر زادني شرفا وفخرا .


 

 

كذلك كرر الإعلام المقرب من نظام الإنقلاب استضافة اللواء مدحت الشناوي مساعد وزير الداخلية و مدير الإدارة العامة للعمليات الخاصة الذي أشرف على جريمة فض الاعتصام .
 
 وعن حالة الفخر بالمشاركة فى جريمة كمجزرة فض اعتصام رابعة يقول الدكتور عمرو عادل رئيس المكتب السياسي للمجلس الثوري المصري لـ "عربي21

 

"أرى أن قطاع الشرطة وغيره من الأجهزة الأمنية والعسكرية قد ترسخت عنده عقيدة أن وجوده وكافة ما يحصل عليه من مزايا بات مرتبطا بالحفاظ على الطبقة الحاكمة كما هي وبالتالي استمرار غياب الشعب المصري عن السيطرة على السلطة والثروة".
 
وأضاف بالقول "لطول المدة ولترسيخ هذه الفكرة لم يعد من العار من وجهة نظرهم الإعلان عن قتل الشعب بل أصبحت مدعاة للفخر".
 
ويوضح الدكتور عمرو "أن كل الأجهزة الأمنية والعسكرية أصبحت حائط صد للطبقة الحاكمة وهم يدركون ذلك ويبدو أن المواجهات بين الشعب والطبقة الحاكمة التي لم يعد من الممكن تجنبها  سيكون وقودها هو الأجهزة الأمنية والعسكرية". 

وبالمقارنة بين المشاركة بفض الاعتصام بصورة دموية والمشاركة بحرب اكتوبر يعلق اللواء محمود زاهر الخبير الأمنى والعسكرى وضابط المخابرات المصري السابق بالقول إنه "يعتز بنفسه كمشارك فى حرب السادس من أكتوبر وأحد أبطالها حيث كان ملازم أول وقتها " أعتز بذلك من منطلق ديني لأني كنت أدافع عن الأرض والعرض وحينما يعرف الناس عني ذلك يقدروني ويسعدوا ويعتزون بى " .

وأكد زاهر فى حديثه لـ "عربى21" " أن ضباط الشرطة الذين شاركوا فى فض رابعة "يفخرون بذلك لأنها أمر يدعو للاعتزاز بالنفس والتميز والشهرة والمكانة بين الناس ويترتب على ذلك أن تزداد رغبته فى المشاركة في عمليات أخرى " .

وعن الملاحقة القانونية والتحقيقات التى يمكن أن تطال الأفراد الذين مارسوا انتهاكات كالقتل والحرق وتجريف الجثث كما حصل فى جريمة فض اعتصام رابعة قال زاهر "أن التحقيقات بهذا الشأن تمت واتضح منها أن المعتصمين احتلوا شارع وأقاموا دولة وأعلنوا سفارة وكويس اننا تركناهم فى رمضان والعيد وتم الفض بعد العيد" .
 
إلا أن اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية المصري السابق يخالف شيوع الظاهرة بوصفها مفخرة ويقول لـ"عربي21" إن المعلومات حول هذا الموضوع "مغلوطة ولا أحد من الشرطة يفخر بالمشاركة فى فض رابعة لأن كل المهام التي توكل للأفراد هي أوامر وواجب وطني والمقصود منها حماية الوطن وفقط " .

 
في المقابل يقول والد أحد ضحايا فض الاعتصام المهندس عمار ياسر وهو الأستاذ ياسر حسانين لـ" عربى21" "الحقيقة أن حالة الافتخار الزائد بمشاركة الضباط في مذبحة القرن واعتبارها واحدة من البطولات الوطنية إنما يعكس الصياغة والتكوين الردئ لعقلية وعقيدة ضباط الجيش والشرطة ليصب في النهاية لمصلحة الصهاينة".

ويؤكد حسانين  "ابني المهندس الشاب الوطني الغيور لم يكن ابدا وكل الشهداء عدوا للوطن"  ويوجه حسانين حديثه  لضباط وأفراد القوات المسلحة قائلا " اوعوا تنسوا ان عدوكم الاول والتاني والتالت والاخير هو الكيان الصهيوني المجرم قاتل أبيك وعمك وابنك في 67 وحرب الاستنزاف وفي اكتوبر 73" . 

بينما يرى خبراء إعلاميون أن استدعاء حادثة فض الاعتصام عقب واقعة الواحات له أغراض سياسية من ضمنها إضفاء شرعية على عمليات الإعدام والاختفاء القسري ضد المعارضين ومحاولة لتمرير استحقاق الانتخابات وعام 2018 والسيسي على رأس السلطة ، من خلال القضاء على المعارضة السياسية ،والمتمثلة فى أكبر فصائلها الاخوان المسلمون بربط حادثة والواحات وعمليات استهداف الجنود بالمعارضة 

اقرأ أيضا : شقيق أحد قتلى الواحات: شارك في فض رابعة الإرهابي (شاهد)

التعليقات (1)
سوري مغترب
الثلاثاء، 24-10-2017 06:57 م
لعنة الله على كل من شارك في قتل المسلمين في ميدان رابعة والنهضة .. لعنة لا تحول ولا تزول ولا تبلغها العقول