قضايا وآراء

ماذا بعد التراشق الإعلامي بين تيار المستقبل والجماعة الإسلامية في لبنان

وسام الحجار
1300x600
1300x600

برزت الخلافات الظاهرة إلى العلن بين تيار المستقبل والجماعة الإسلامية في منطقة جبل لبنان على خلفية تعيينات مجلس إدارة جديد لأحد المشافي الحكومية والبيانات الصادرة عن الطرفين، والردود عليها أن الفجوة في العلاقات بدأت تكبر شيئا فشيئا بين الحليفين السنيين على الساحة اللبنانية.
 
ولا يمكن اعتبار هذه الحادثة سحابة صيف بقدر ما هي مؤشر على تنامي الخلافات التي بدأت تظهر بين الطرفين؛ تحضيرا للانتخابات النيابية المزمع إقامتها في ربيع العام القادم وسط حالة استقطاب سياسية واسعة.
 
وكلما اقترب موعد الانتخابات النيابية كلما زاد هذا التشنج في المواقف، خاصة أنه لا يوجد أي لقاءات رسمية تعقد بين الجانبين منذ فترة، في ظل الفتور الكبير في العلاقة، خاصة بعد التسريبات في الإعلام التي تحدثت عن نية تيار المستقبل، باستبدال مقعد النائب عن الجماعة الإسلامية في بيروت بآخر من ما يعرف بـ"جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية" (الأحباش) المقربين من قوى الثامن من آذار الذي يقوده حزب الله اللبناني.
 
هذا إضافة إلى الضغوطات التي يتعرض لها تيار المستقبل من حلفائه الخليجيين ودول الحصار على قطر بعد الأزمة الخليجية القائمة، لقطع العلاقة مع الجماعة الإسلامية التي تحمل فكر جماعة الإخوان المسلمين.
 
هذا الواقع ربما يدفع الجماعة الإسلامية إلى شنّ هجمة مضادة، حيث من المتوقع أن تعلن عن ترشيح بعض أعضائها للانتخابات النيابية القادمة من ضمنهم مرشحين عن دائرة الشوف، التي تشهد تجاذبات سياسية قوية مع تيار المستقبل.
 
وفي آخر المعلومات المتداولة فقد حددت الجماعة خياراتها والأسماء التي تنوي ترشيحها عن هذه الدائرة، وهي بانتظار الموافقة النهائية من مكتبها العام ليتم إعلان الأسماء في مؤتمر صحفي يتم خلاله إطلاق الماكينة الانتخابية للجماعة في جبل لبنان.
 
مع العلم أن قانون الانتخابات الجديد سوف يقضي على الكثير من التحالفات السابقة، حيث يعتمد على النسبية مع الصوت التفضيلي، وهو ما سيكون له أثر كبير في تغيير سلوك المرشحين مع جمهورهم لاستدراج تأييدهم عبر التصويت لهم بالصوت التفضيلي.

ننتظر في الأيام القليلة المقبلة مآلات هذه المواجهة التي تظهر إلى العلن لأول مرة، والتي بدأت إفرازاتها تنتقل إلى القواعد الشعبية للفريقين، حيث بدأنا نشهد تراشقا واستهدافا اعلاميا عبر منصات التواصل الاجتماعي بين أتباع الطرفين لم نكن نشهده من قبل، والمعلوم أن أرضيتهما مشتركة وجمهورهما واحد والفريقين ينشطون في الساحة نفسها، التي ينشط فيها الآخر على مساحة كل لبنان.
 
الشارع السني في لبنان يرتقب ما ستؤول إليه هذه العلاقة بين الطرفين وكيف ستختم حملة التراشق الإعلامي بينهما، لكي يحدد موقفه مما يحصل ويحدد خياراته الانتخابية المقبلة.


التعليقات (1)
أبو محمود
الجمعة، 27-10-2017 10:36 م
: رد على بيان النائب الحجار https://www.facebook.com/aljamaalebanon/ لم تكن من أدبيات الجماعة الإسلامية يوما أو أسلوبها أن تدخل في سجال مع أحد من القوى السياسية القريبة أو البعيدة ولكن حجم المغالطات التي وردت في بيان النائب محمد الحجار دفعنا إلى إصدار هذا التعقيب لنحتكم جميعا للرأي العام وننزل عند حكمه فنحن من الذين يحترمون رأي الجمهور ونعتبر أننا موجودون لخدمته وترجمة تطلعاته وليس تجاهله أو تسخيره لحسابات سياسية ضيقة معروفة . أما في ما يتعلق بواقعة تعيين مجلس إدارة مستشفى سبلين الحكومي وإحتراما للمرجعيات والشخصيات وعلى رأسها معالي وزير الصحة العامة نتحفظ على الرد على معظم ما ورد في البيان المذكور ولكننا نؤكد أن الجماعة لم تتصل بمعالي وزير الصحة بخصوص مجلس إدارة مستشفى سبلين وإنما ورد يوم الخميس إتصال هاتفي من مكتب وزير الصحة بالأستاذ أحمد الصغير أن إسمه قد وضع في تشكيل مجلس الإدارة وفقا للمرسوم المعد وطلب منه إرسال السيرة الذاتية ولكن تدخلا من تيار المستقبل،كما ورد في بيان النائب الحجار، أدى إلى إستبداله بآخر. كما في ما يتعلق بالنسخة الموزعة للمرسوم دون توقيع معالي الوزير وفيه إسم الأستاذ أحمد الصغير فلقد نشرت جريدة اللواء ملحق جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الذي يتضمن مجموعة مراسيم لتعيين أعضاء مجالس إدارة للمستشفيات الحكومية من بينها مستشفى سبلين الحكومي وكان من بين أعضائها إسم الأستاذ أحمد الصغير. إن مشكلة كاتب البيان أنه يعتبر تياره هو المرجعية الوحيدة للطائفة السنية ويقسمها إلى فئتين، فئة معه والباقي بالنسبة إليه خصوم . أما بالنسبة للمغالطات التي أطلقها سعادته من ناحية التشاور مع رئيس الحكومة او نائب الجماعة فإن الواقع يخالف ما ذكر,، فلقد حرصت الجماعة على التواصل في كل ما فيه المصلحة الوطنية والاسلامية، وأطلقت العديد من المبادرات لترتيب البيت السني وتوحيد الكلمة، لم تلقَ الصدى المطلوب. وفي الختام لن تغير الجماعة الإسلامية من منهجها في العمل فهي ستبقى حريصة على التعاون مع الجميع لما فيه مصلحة الطائفة السنية بشكل خاص والوطن بشكل عام وتدعو الجميع من جديد للبعد عن الأنانيات الشخصية والحزبية لتحصين طائفتنا من الإحباط وبلدنا من محاولات الهيمنة والإستتباع. الجماعة الإسلامية – مكتب شحيم الإداري في 26-10-2017