سياسة دولية

من الاستفتاء حتى الاستقلال هكذا تدرجت أزمة مدريد مع كتالونيا

الاستفتاء أغرق إسبانيا في أخطر أزمة سياسية تواجهها- جيتي
الاستفتاء أغرق إسبانيا في أخطر أزمة سياسية تواجهها- جيتي

أعلن برلمان كاتالونيا اليوم الجمعة أن الإقليم بات "دولة مستقلة تتخذ شكل جمهورية" في قطيعة غير مسبوقة مع إسبانيا بعد أزمة سياسية حادة، وفي خطوة لم تعترف بها الدول الكبرى.

وعلى الإثر، قرر مجلس الشيوخ الإسباني وضع كاتالونيا تحت وصاية الحكومة المركزية في مدريد والإطاحة برئيس الإقليم كارليس بوتشيمون وحكومته. 

في ما يأتي تذكير بأبرز الأحداث منذ الاستفتاء على تقرير المصير الذي أجراه في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر القادة الانفصاليون في كاتالونيا، وأغرق إسبانيا في أخطر أزمة سياسية تواجهها منذ عودة الديموقراطية في 1977.

استفتاء وأعمال عنف

بعد توتر استمر أياما، احتشد آلاف الكاتالونيين أمام مراكز الاقتراع للمشاركة في استفتاء حول استقلال، أجري رغم حظره بقرار من المحكمة الدستورية وقاطعته الأحزاب التي تعارض الاستقلال.

حاولت الشرطة منع إجراء الاستفتاء في نحو مئة مركز، وراقبت قوى الأمن المتظاهرين وأطلقت الرصاص المطاطي واستخدمت هراواتها، وسقط 92 جريحا على الأقل.

أكد رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي أنه "لم يجر استفتاء" وأن قوات الأمن "تقوم بواجبها".

بروكسل تعرب عن قلقها

أكدت الحكومة الانفصالية أن معسكر مؤيدي الاستقلال فاز بـ 90% من الأصوات، بحسب النتائج الجزئية.

من جانبها، دعت المفوضية الأوروبية إلى تجنب أعمال العنف وإلى حوار بين الحكومة المركزية والانفصاليين.

تظاهر في برشلونة والإقليم آلاف الأشخاص دفاعا عن الاستفتاء وتنديدا بأعمال العنف.

تعبئة وخطاب الملك 

إضراب عام في كاتالونيا بناء على دعوة نحو أربعين منظمة نقابية وسياسية واجتماعية، وتظاهرة يشارك فيها 700 ألف شخص في برشلونة للاحتجاج على أعمال العنف التي تقوم بها الشرطة.

وفي المساء، يعلن الملك فيليبي السادس في كلمة تلفزيونية نادرة أن على الدولة "ضمان النظام الدستوري" وانتقد "عدم الولاء غير المقبول" للقادة الكاتالونيين.

رفض وساطة 

رئيس الإقليم كارليس بوتشيمون يؤكد أن حكومته تستعد لإعلان استقلال كاتالونيا في الأيام المقبلة ويأخذ على الملك أنه "تجاهل بصورة متعمدة ملايين الكاتالونيين" الذين صدمتهم أعمال العنف التي قامت بها الشرطة، وكرر دعوته إلى وساطة دولية سارعت مدريد إلى رفضها.

 الأوساط الاقتصادية قلقة

على خلفية تراجع البورصة، أعلن بانكو سابادل، ثاني مصرف في كاتالونيا نقل مقره إلى خارج المنطقة.

وسيقوم بالخطوة نفسها في اليوم التالي، عدد من المؤسسات منها ثالث مصرف في إسبانيا كايشابنك ومجموعة غاز ناتشورال للغاز الطبيعي.

وحتى الخميس، قررت أكثر من 1600 شركة نقل مقارها المحلية خارج كاتالونيا.

خطوات تهدئة خجولة 

النتائج النهائية للاستفتاء نقلت إلى البرلمان الإقليمي: 90،18% يؤيدون الانفصال مع مشاركة 43%.

الحكومة الإسبانية تدعو القادة الكاتالونيين إلى حل برلمانهم والدعوة إلى انتخابات إقليمية مبكرة.

الإسبان في الشارع 

في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، تظاهر عشرات الآلاف في عدد كبير من المدن الإسبانية للمطالبة بـ"حوار" بين الكاتالونيين وبقية أنحاء البلاد.

في اليوم التالي، تظاهر ما بين 300 ألف شخص كما قالت الشرطة في برشلونة، ونحو مليون، كما قال المنظمون، للدفاع عن وحدة إسبانيا.

ضغوط 

زعيم الحزب الاشتراكي الإسباني بيدرو سانشيز يطلب من بوتشيمون أن يتخلى عن إعلان الاستقلال من جانب واحد.

وأعلن أدا كولو، العمدة اليساري الواسع النفوذ لبرشلونة، معارضته إعلان الاستقلال.

المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تؤكد لراخوي دعمها لإسبانيا موحدة، فيما يدعو الانفصاليون الاسكتلنديون مدريد إلى احترام نتيجة الاستفتاء.

 بوتشيمون "يعلق" إعلان الاستقلال

أمام البرلمان، اعتبر بوتشيمون أن كاتالونيا "ستصبح دولة مستقلة على شكل جمهورية"، قبل أن "يعلق" إعلان الاستقلال الذي وقعه لتوه مع نواب حزبه والأحزاب الحليفة.

وتعتبر الحكومة الإسبانية الإعلان الضمني لاستقلال كاتالونيا "غير مقبول".

 مدريد تهدد 

راخوي يهدد بتعليق الحكم الذاتي لكاتالونيا إذا ما أصر الرئيس الانفصالي على أنه يريد قيادة منطقته إلى الاستقلال.

وتذكر المفوضية الأوروبية بأنها تتوقع "احتراما تاما للنظام الدستوري الإسباني". وتنتقد باريس وبرلين وروما الطابع "غير الشرعي" و"غير المقبول" لإعلان الاستقلال.

 خطر الانفصال 

مدريد وصندوق النقد الدولي يحذران من أن الأزمة يمكن أن تهدد النمو في 2018، فيما تعمد عشرات المؤسسات إلى نقل مقارها إلى خارج كاتالونيا. 

وهيئات عاملة في قطاع السياحة في كاتالونيا تعلن تراجع الحجوزات السياحية في الإقليم. 

 أولى الاعتقالات

كتب بوتشيمون إلى راخوي مؤكدا أن أولويته هي "الحوار" للشهرين المقبلين، وحددت له مدريد مهلة أخيرة مدتها ثلاثة أيام للرد "بوضوح".

تم الاستماع إلى قائد الشرطة الكاتالونية جوزب-لويس ترابيرو، المقرب من الرئيس الكاتالوني، للمرة الثانية بتهمة التحريض على الانفصال.

وفي اليوم نفسه، وضع في الاعتقال رئيسا هيئتين انفصاليتيين كاتالونيتين، هما خوردي سانشيز وخوردي كويسارت، بالتهمة نفسها.

 سجناء سياسيون

 

احتجاجا على هذه التوقيفات، نزل 200 ألف شخص إلى شوارع برشلونة، وتحدث بوتشيمون عن "سجناء سياسيين".

انتهاء فترة الإنذار

كتب بوتشيمون إلى راخوي لإبلاغه بأن برلمان كاتالونيا لم يصوت لإعلان الاستقلال، لكن يمكن أن يفعل ذلك إذا تابعت مدريد "القمع" من خلال تعليق الحكم الذاتي.

في مدريد، أجابت الحكومة أنها تواصل تطبيق المادة 155.

 المادة 155 

أعلن راخوي أنه سيطلب من مجلس الشيوخ السماح له بإقالة الحكومة الكاتالونية والدعوة إلى انتخابات إقليمية في غضون ستة أشهر.

نحو مليون شخص يتظاهرون في برشلونة. بوتشيمون ينتقد "أسوأ هجوم على المؤسسات والشعب الكاتالوني منذ الديكتاتور العسكري فرانشيسكو فرانكو".

إعلان الاستقلال 

أعلن برلمان كاتالونيا أن الاقليم بات "دولة مستقلة تتخذ شكل جمهورية".

ويطلب القرار من حكومة كاتالونيا التفاوض حول الاعتراف بها في الخارج في حين لم تعلن أي دولة دعمها للانفصاليين.

وبعيد ذلك، أجاز مجلس الشيوخ الإسباني وضع كاتالونيا تحت وصاية مدريد.

لا ولن نعترف 

في أول رد فعل أوروبي على قرار برلمان كاتالونيا إعلان الاستقلال، رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك يؤكد أن مدريد "ستبقى المحاور الوحيد... لا شيء تغير بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي". 

واشنطن وباريس يعلنان دعمهما "للحكومة الإسبانية"، وبريطانيا تشدد أنها "لا ولن تعترف" بإعلان استقلال كاتالونيا. 

التعليقات (0)