كتاب عربي 21

الحل في عودة الرئيس مرسي

آيات عـرابي
1300x600
1300x600

يبدو أنه على أسرة الرئيس مرسي أن تتحمل جانبا من ثمن انتخابه رئيسا، ويبدو أنه على أسامة مرسي نجل الرئيس أن يدفع ثمن ثبات أبيه في تلك المباراة التي بدأت بعد الثورة، وازدادت سخونتها حتى تصاعدت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، حتى أصبحت أشبه بمباراة غير ودية بين مرشح الشعب ومرشح العسكر.

مباراة تكسير عظام، بل إن شئت الدقة، كانت مواجهة صامتة بين الشعب وبين العسكر يعض كل طرف فيها على أسنانه.

للمرة الأولى كان رأي الشعب يؤخذ فيمن يحكمه. للمرة الأولى انفكت تلك القيود التي ظلت تكبل الشعب عقودا. كانوا يختارون ممثلهم لأول مرة ولا ريب أن النتيجة هالت العسكر. 
 
عتاولة دولة المخلوع يقفون ليؤدوا التحية لرئيس ملتح؟ 
 
كان الشعب يدفع العسكر إلى الانتخابات دفعا. قبلها حاول العسكر ممارسة اللعبة القديمة، ألبسوا أحدهم ثيابا مدنية ليتظاهر بأنه مدني!!
وكأن الحلة المدنية تجعل من صاحبها مدنياً هكذا بضغط زر!! 
 
كان رد الفعل حازما. الشعب لم يعد يقبل بهذه الألاعيب والانتخابات ستتم في الموعد المتفق عليه! 
هكذا اُسْقِطَ في يد العسكر وكان عليهم تقديم مرشحهم في مواجهة مرشح الشعب. ولا ريب أن النتيجة كانت تحمل نُذُرا كارثية للعسكر. فبعد قرنين من الحكم العسكري ومع كل هذه الدعاية كان الملتحي هو صاحب الكفة الراجحة ! 
 
كان على مؤسسة العسكر أن تقف لتؤدي التحية للرئيس الملتحي مرشح الشعب. كانت هذه هي اللحظات التي ادركت فيها مؤسسة العسكر التي نزلت من فوق عرش مصر شهورا، أنه لا سبيل لحكم الشعب إلا بالقوة. 
 
وبعد الانقلاب كان على العسكر أن يقوما بأمرين متناقضين، الأول أن يتظاهروا أن التجمع المفتعل في 30 يونيو ثورة، والثاني أن يتجاهلوا تماما الرفض الشعبي وأن يتظاهروا بأنه غير موجود. 
 
ثم كان التنكيل الوحشي بالشعب عقابا له على اختيار رئيس من خارج مؤسسة العسكر. خلال الفترة التي تلت الانقلاب كان العسكر في سباق لمحو آثار الثورة وإعادة الشعب للمربع صفر. 
 
فكانت مجزرة رابعة، وكان ما بعدها من مجازر استهدفت في الأساس كسر إرادة الشعب أو بالأحرى، كسر إرادة النواة الصلبة التي تقود التغيير.

ثم من بعد ذلك موجة من الأخبار العجيبة صُنعت لترهيب الشعب بالإضافة إلى مجموعة من الإجراءات القمعية غير المسبوقة كالحكم بالحبس 11 سنة على فتيات تظاهرن! 
 
ورغم أن الحكم على أسامة مرسي بالسجن ثلاث سنوات بتهمة امتلاك سكين في منزله، لا يقل عبثية عن الخطاب الذي أرسله ملك الهكسوس إلى أمير طيبة يخبره فيه أن أصوات أفراس النهر في طيبة تزعجه، وأنه يبدو للوهلة الأولى رغبة في التنكيل بالشعب ومعاقبته إلا أنه يحمل في نظري، مدلولا آخر.

وهو الرغبة في كسر إرادة المتشبثين بشرعية الرئيس مرسي وإظهار عجزهم لإغلاق ملف الرئيس مرسي وطيِ صفحته حتى لا يعلو صوت فوق صوت حملاتهم التي يبدو أنه لا يوجد من يتحمس لها. 
 
المشكلة الكبرى التي تواجه كل من يحاولون الترويج لمسرحية انتخابات 2018 هي أن الشعب يرفض لعب دور (كومبارس) يقف في الشوارع أمام اللجان في فيلم الانتخابات، ولسان حاله يقول: ما دمتم تسرقون أصواتنا فلترشحوا أنفسكم ولتنتخبوا أنفسكم ولتنجحوا أمام أنفسكم! 
 
ما دمتم معنيون بتنحية الشعب فلتتصرفوا على أنه غير موجود ولن يقف أحد أمام لجان ليكمل المشهد! 
 
الشعب يتصرف بملل من سئم اللعبة كلها، وفقد اهتمامه بالأمر برمته بعد انقلاب 2013. وربما كان الحل الوحيد ليتصرف الشعب باكتراث هو عودة الرئيس مرسي!

التعليقات (4)
عادل نصر قطب
الأحد، 29-10-2017 07:16 ص
واضح أنك عايشه في عالم موازى خاص بكم لقد تجاوزتكم الأحداث كثيرا جدآ
أبوبكر إمام
الأحد، 29-10-2017 12:11 ص
لحد الآن كل ما يقال ويكتب لم يصل إلى الحد الأدنى مما يجب أن يقدم لتغيير الأوضاع والإطاحة بهذه الثعابين والضباع ، والسبب بسيط كون مصر تزخر بنوع من المنافقين ، عديمي الرجولة والضمير ،المنافقون في مصر يمسكون ، من عهد بعيد ، بزمام الأمور ، ولهم باع في قلب الحقائق ويتحركون بسلاسة وبكل حرية .. وإن كان للحكام الظلمة جيوش تحميهم فالمنافقون هم الجيش الذي يحمي طغاة مصر ، وهؤلاء المنافقون ليس بالضرورة أن يكونوا من كبار القوم بل تجد في مصر فقيرا مدقعا منافقا متزلفا ، كما تجد من داسته وطحنته رحى الإذلال والخزي ولا يرتوي من كؤوس الذل بل يطلب المزيد ..إنهم منبثون في أوصال الشعب بشكل رهيب وعجيب ، إن الذين أُحرقوا في رابعة وغيرها ، إن ما يحدث من قتل وإخفاء يوميا و ما تطالعنا به الأخبار عن التعذيب والتنكيل والانتقام لأناس هم مصريون عرب مسلمون أبرياء مسالمون ولكن لا تجد لهم ناصرا ولا مغيثا ولا منجدا ، اللهم إلا القليل ، وتجد المنافقين في مختلف مناصبهم ومراكزهم يتشفون ، يصفقون ويتراقصون وكأن الذين يقع عليهم كل ذلك البلاء ليسوا من هذا الوطن ولا ينتمون إليه ..حاربوا النفاق والمنافقين ، واصنعوا شعبا صادقا مخلصا ، وربوا على هذا أجيالكم تتهاوى الأصنام وتتكسر
عبادة احمد
السبت، 28-10-2017 06:55 م
الحديث عن الشعب يسوقون الى ذكر كل الشعوب العربية والاسلامية أي سكان جغرافية العالم الاسلامي التي كانت مستعمرات اروروبية ولها خلفية دينية اسلامية ، هؤلاء سواء في مصر او العراق او سوريا او ليبيا او الجزائر او تونس او او او لا حق لهم في ممارسة ارادتهم ولا يحق لهم ان يعلنوا على الملاء من انهم استقلوا وتحرروا من الاستدمار القديم وإلا العقاب والقهر والتنكيل يكون نصيبا موفورا ، وهذه الحقيقة لا تحتاج الى دليل ، كل الحكام الذين هيمنوا على الدول العربية بعد استقلالها ، انما صنعوا على عين الغرب امريكا واروبا لمهمة واحدة هي منع الشعوب التواقة للحرية والعدل والتداول السلمي على السلطة وبناء مؤسسات سيدة ومستقلة على بعضها البعض حيث تكون المؤسسة العسكرية خاضعة لارادة الشعب من خلاله ممثليه في التنفيذ والتشريع ، هذه الجدارية التي سادت في اوروبا وجعلت منها مدنية عادلة حرة متطورة قوية ، هي ما يهدف الغرب بتحريض عملائه في العسكر والنخبة والادارة وعالم المال والاعمال والامن من حرماننا منه لانه من مقدمات النهضة والغرب لن يقبل لنا نهضة سياسية اقتصادية عسكرية ثقافية اجتماعية منتجة تنافسية يرى فيها تهديدا لوجوده ووجود اسرائيل ، لذالك استغنى عن استعمال العسكر وحتلال الدول واكتفى بعملاء واذناب له في مفاصل الدلول العربية يحركها ضد الشعوب كلما احس بالخطر الذي يعتبره هو خطر يهدده ، انهم يتعاملون معنا وفق عقيدة وليس طبقا لمصالح ، وهذا المنطق لم تستوعبه النخبة وخاصة التي فوضت امرها الى الغرب تحسبه انسانيا
مصري جدا
السبت، 28-10-2017 05:02 م
الحل في عودة الشعب ،،، هذا هو المطلب الذي نواجه به الاخفاقات السابقة ، الحديث عن الماضي القريب يثير الهموم والشجون والحسرة لما وصلنا اليه من هذه الحالة شبه الميؤس منها ،، حالة لا يستطيع مئات الالاف من الشباب والفتيات والاسر ان يعيش حياة عادية طبيعية ،، يقيم في بيته مع زوجته واولاده يذهب الى عمله ويصلى في مسجده ويسير في الطريق وقتما شاء ،، هذه الحالة العادية للغاية غير متوفرة ، هذا هو الواقع الذي يجب ان نفكر كيف نغيره ،، اما باقي مستلزمات الحياة من التعليم والتوظيف والصحة والاسكان والترفيه فهذه كماليات لا شان لنا بها خلال هذه الفترة ، الحق في الحياة فقط الحياة ، ورغم هذا لا تستطيع ، فضلا عن الترف الزائد في ممارسة حرية التعبير وممارسة الحقوق السياسية لا نريد ، شعبنا لدرجة القرف ،، فهل لديك يا استاذة ايات انت ومن عندك هناك حل لما نحن فيه هنا ،،لا اريد فتح ملفات تناولها مقالك لان فتحها يشبه عمليات القلب المفتوح التي غالبا تؤدي لحالات الوفاة ،، هل عندكم هناك شيئا تطرحوه غير البيانات السياسية والمواعظ الاخلاقية في المناسبات والكوارث الوطنية ، هم بهذا النمط سيبقون عندك مدى حياتهم وربما وحياتك انت ايضا ،، وسيبقى السيسي وعساكره 40 سنة هكذا قالها السيسي الغبي في وحود مرسي الذكي ولكن مرسي لم يفهمها من فرط ذكاءه هو واخوانه ،، يا استاذة ايات الحل ليس في عودة مرسي لان بهذا الاداء الباهت لن يعود مرسي ولن يخرج الشباب والاطفال من سجون المجرم ، بالله عليكم عيشوا الواقع ودعكم من اضغاث الاحلام ، اوجدوا حلا ،،،تصوري يا استاذة ايات ان الحرب الاهلية في روندا قتل فيها مليون مواطن رواندي ، قتل مليون امام العالم الذي وقف يشاهد باستمتاع هذه المحرقة والمجزرة التي تعجز الكلمات عن وصفها ،، ثم اوجدوا لانفسهم حلا تجاوزا فيه كل الحقوق وكل الدماء وعادوا يعيشون الواقع وانطلقوا الى المستقبل ، هل تعلمي كم نسبة النمو الاقتصادي في روتدا الان 10% من اعلى المعدلات في العالم ،، ابحثوا عن مخرج تفاهموا مع القاتل تنازلوا من اجل مئات الاف من الاسر الحبيسة داخل نفسها بسببكم ، قدموا التضحيات الاي يذكرها لكم التاريخ كما ذكر لخالد في مؤته وللنبى في الاحزاب ،، يا استاذة ايات ابن الدكتور مرسي يدفع ثمن دفعه عشرات الاف ليس ابوهم الدكتور مرسي منهم من حكم عليه بالاعدام ومنهم من اعدم فعلا ،، كانوا معي وكنت معهم ولبسنا جميعا البدله الحمراء ةشرفهم الله بالشهادة لانهم اهلا لها ولم يشرفني بها لا ادري لماذا ، لكن املي ان يكتب الله لي اجر الشهداء ،، كفاية تعبت