ملفات وتقارير

هذا تأثير زلزال الرياض على مصر.. كيف تناوله إعلام السيسي؟

تباين في وجهات نظر المحللين حول مدى خسارة السيسي من تبعات المشهد السعودي- أ ف ب
تباين في وجهات نظر المحللين حول مدى خسارة السيسي من تبعات المشهد السعودي- أ ف ب

في ظل ما تعيشه السعودية من توتر سياسي داخل الأسرة الحاكمة، يثار التساؤل حول مدى توقف الدعم السياسي والمالي من الرياض للنظام المصري بوصفها الداعم الأكبر الذي ساهم بترسيخ الانقلاب منذ أكثر من 4 سنوات.

ويطرح التساؤل أيضا، حول تنامي فرصة النظام العسكري للصعود إلى واجهة الأحداث دوليا واستعادة دور مصر في ظل انشغال محتمل للملك سلمان بن عبدالعزيز والأمير محمد بن سلمان بالشأن الداخلي.


 وبدأت السلطات السعودية منذ 11 أيلول/سبتمبر الماضي، في شن حملات اعتقال موسعة ضد علماء ودعاة بارزين بجانب كتاب وصحفيين، وشهدت المملكة السبت قرارات اعتقال بحق أمراء سعوديين ورجال أعمال كبار ووزراء حاليين وسابقين، بينهم الأمير الوليد بن طلال الذي يمتلك مشروعات زراعية وسياحية عديدة في مصر، إلى جانب رجل الأعمال الشيخ صالح كامل.

 

اقرأ أيضا: واشنطن بوست: السعودية على منعطف طريق وعلامات استفهام على الخلافة

 وترتبط السعودية بنظام الانقلاب في مصر بمصالح سياسية واقتصادية كان آخرها إعلان الأمير محمد بن سلمان عن مشروع "نيوم"، بمشاركة مصرية.


 وأيد الإعلام المصري الموالي للانقلاب قرارات النظام السعودي دون الإطالة في تغطية الأحداث بحجة أنه شأن داخلي ويأتي لمكافحة الفساد، دون الحديث عن الصراع داخل الأسرة السعودية؛ إلا أنه حاول الاستفادة من تلك الأحداث بكيل الاتهامات لبعض الموقوفين ووصم بعضهم بأنه تابع لجماعة الإخوان المسلمين.


 وعلى سبيل المثال قال الإعلامي أحمد موسى، عبر برنامجه بقناة "صدى البلد" الاثنين، إن السعودية أوقفت رجل الأعمال محمد حسين العمودي، الممول الأول لسد النهضة الإثيوبي، متهما إياه بأنه داعم لجماعة الإخوان المسلمين، متوقعا وقوع خلافات بين الرياض وأنقرة، بحجة أن عددا من الموقوفين لهم مشروعات ضخمة بتركيا.


 الأزمة تطال الجميع


وفي رده على تلك التساؤلات، أكد مساعد وزير الخارجة الأسبق السفير عبدالله الأشعل، أن ما يحدث في السعودية لا شك سيطال مصر، قائلا إن "السعودية مقدمة على أزمة خطيرة قد تنتهي بتفتيت المملكة"، مضيفا أن "أزمة المملكة ستقترن بأزمة شاملة في المنطقة العربية وربما تصل إلى حرب طائفية"، مشيرا إلى أن "دور مصر في الفوضى القادمة ليس واضحا بعد".


وحول مدى خسارة السيسي من تبعات المشهد السعودي، أو مكسبه من الأزمة وحصوله على دور متنام على حساب الرياض المنهمكة داخليا، أكد الأشعل لـ"عربي 21"، أن "نظام السيسي يمكنه تحقيق مكاسب من الوضع السعودي ولكنها ليست آنية وقد تكون مكاسب لاحقة".

 

 وحول وجوه التأثر المصرية بسبب حالة عدم الاستقرار في الرياض، حذر الأشعل من سقوط نظام الانقلاب في مصر إذا سقطت المملكة، موضحا اعتقاده بحدوث "فوضى كبرى"، وربما حرب إقليمية غير واضحة المعالم، تهدد أنظمة المنطقة ومنها مصر والسعودية.

 

اقرأ أيضا: ديفيد هيرست: هذه تفاصيل "الليلة المرعبة" في الرياض

 لا يملك مقومات الدور الخارجي


من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية بدر شافعي، أن "ما يحدث في السعودية لن يكون له تأثير كبير على المعونات والدعم المقدم من السعودية لنظام السيسي"، موضحا لـ"عربي 21"، أن ابن سلمان يسعى لتسويات داخلية بينها محاولة تمكينه من مفاصل الدولة، وإبعاد خصومه الاقتصاديين لأن له مصالح اقتصادية، بالإضافة إلى حاجته المالية لاستكمال مشروعاته مثل مشروع (نيوم) الذي ستدخل فيه مصر بجانب تكاليف حرب اليمن".


 ويعتقد شافعي أن النظام في مصر لن يتأثر ماليا بأحداث السعودية، مشيرا إلى أنه "في أزمة متواصلة لن يخرج منها، وهو بالتالي يعوض ضعفه الاقتصادي وأزماته بالسيطرة الأمنية على مفاصل الدولة".
 
وحول احتمالات بروز دور النظام المصري عالميا في ظل الانشغال السعودي، أكد الأكاديمي المصري، أن نظام السيسي "لا يمتلك أية مقومات لمثل هذا الدور سوى أنه يسعي للتقارب الإسرائيلي مع الدول العربية وتأمين إسرائيل، وهو يراهن على هذه الورقة نظرا للوجود القوي للإمارات والسعودية بملفات أخرى".


 مصر لا تحتاج السعودية


وفي الجانب الآخر، يرى رئيس حزب الجيل ناجي الشهابي، أن "الدعم السياسي والمالي السعودي لمصر كان في عهد الملك عبدالله"، مؤكدا "توقف الدعم منذ تولي الملك سلمان الحكم".


  الشهابي أضاف لـ"عربي 21"، أن "مصر ليست بحاجة إلى دعم سياسي من السعودية؛ بل تعارضت سياسة القاهرة مع الرياض بالقضية السورية وحرب اليمن"، مشيرا إلى أن "الاختلاف بدا واضحا بمجلس الأمن عندما انتقد المندوب السعودي كلمة مصر بشأن القضية السورية".


 وأكد الشهابي على عدم تأثر مصر بما يحدث بالسعودية وعدم حاجتها للرياض ماليا، وقال: "لم يمنح النظام السعودي قبلة الحياة لمصر؛ فمصر بلد كبير يؤثر في الدول الأخرى ولا تؤثر فيه تلك الدول".


 وأضاف السياسي المصري: "أما ما يثار حول فرصة مصر في استعادة دورها في ظل انشغال محتمل للملك سلمان وولى عهده فهذا الكلام غير صحيح، فإن استعادة مصر لدورها بدأ مع إصرار مصر على الحفاظ على سوريا ومؤسساتها وجيشها، ودورها بالمصالحة بين الحكومة السورية والمعارضة وكذلك في إتمام المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس".


 ووفي رده على كيفية التعامل المستقبلي بين نظام السيسي والأمراء ورجال الأعمال السعوديين الموقوفين ممن لهم استثمارات في مصر وبخاصة الوليد بن طلال وصالح كامل، يعتقد الشهابي أن "توقيف رجال الأعمال السعوديين لن يؤثر على استثماراتهم في مصر"، مؤكدا أنها "تدار من خلال إدارة تلك الشركات وعلى أعلى مستوى".


وأضاف: "وفي تصوري أن استقرار الرياض مهم للقاهرة ولباقي العواصم العربية".

 

اقرأ أيضا: إغناتيوس: ابن سلمان فتك بالتوازن داخل العائلة المالكة

 

التعليقات (0)