سياسة عربية

استمارة "تأييد السيسي" سيف مسلط على رقاب موظفي الدولة

مصريون قالوا "الحملة موجودة فقط في الإعلام الذي يروج لها بشدة"- جيتى
مصريون قالوا "الحملة موجودة فقط في الإعلام الذي يروج لها بشدة"- جيتى

يتعرض موظفوا الدولة المصرية لحملات ابتزاز للتوقيع على استمارات حملة "علشان تبنيها"، وأكد عدد منهم أنهم وقعوا وزملاءهم رغما عنهم وخوفا من التنكيل أو اتهامهم بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين.
 
وكانت الحملة قد انطلقت في 25 أيلول/سبتمبر الماضي، تأييدا لترشح السيسي لانتخابات الرئاسة في 2018، لتنتشر بالقاهرة وجميع محافظات مصر، دون الإعلان عمن يقف خلفها، كما ظهرت بمحافظة البحيرة غرب الدلتا استمارتين أخريين لنفس الغرض باسم "ابن بلدي" و"كلنا معاك من أجل مصر".


وتحدث مواطنون لـ"عربي 21"، عن رفضهم التوقيع للحملة في الشوارع مؤكدين عدم خوفهم من هذا الرفض، ونشرت صفحة "المنصورة اليوم" في فيسبوك صورة لاعتداء أهالي المدينة عاصمة الدقهلية على أحد أفراد الحملة معلنين رفضهم لها.


ووصلت عمليات رفض الحملة إلى أروقة القضاء المصري؛ حيث أقام المحامي علي أيوب، دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري، 7 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، مطالبا السلطات بمنع توزيع الاستمارة وغلق مقرات الحملة وإزالة لافتاتها بدعوى ممارسة العمل السياسي دون ترخيص.


وعبر صفحته في فيسبوك، قال الكاتب الصحفي سيد أمين، إن "الغالبية الكاسحة ممن وقعوا في صمت على استمارات ترشيح السيسي؛ هم من مؤيدى الشرعية تجنبا للقمع والتلفيق والاضطهاد".

 

اقرأ أيضا : "لا والنبي ياعبدو" حملة ساخرة بشوارع مصر.. هل تهز السيسي؟

وفي واقعة أثارت استهجان المصريين، قام مدير إحدى المدارس الإبتدائية بإدارة غرب القاهرة التعليمية، الأحد، بإحالة المدرس ياسر محمد محمود، للتحقيق لرفضه التوقيع على الاستمارة.
 
وعبر صفحته في فيسبوك، أعلن المدرس بالتربية والتعليم تامر نبيل، في  9 تشرين الثاني نوفمبر‏ الجاري، تعرضه للتوقيع وجميع زملاءه بالمدرسة على الحملة مرغما أمام تلاميذه داخل الفصل بإشراف مدير المدرسة وبتهديد مباشر من شخص يدعي أنه تابع لجهاز الأمن الوطني.
 
بأموال الدولة وإشراف رؤساء التحرير


وأكد الكاتب الصحفي (ر.ع)، أن نسب الموقعين على استمارة علشان تبنيها بالمؤسسات الصحفية الحكومية مرتفعة لأن معظم الصحفيين مؤيديين للنظام، وبرغم أن هناك نسبة لا بأس بها من الوسط الصحفي غيروا رأيهم في السيسي، إلا أنهم يقومون بالتوقيع خوفا".


وقال لـ"عربي 21"، إن "معارضي النظام لم يقوموا بالتوقيع على الاستمارة بأي شكل من الأشكال"، موضحا أن "الخوف لدى رافضي التوقيع ليس العقاب الإداري أو المباشر، ولكن الخوف من تقارير أمنية تصنفه كمعارض، وتعريضه (للاعتقال أو السجن أو الفصل من العمل)".


وحول مكان طباعة أو تصوير تلك الاستمارات وهل يتم استغلال المطابع الحكومية بالمؤسسات الصحفية؟، قال إنها "نسخ مصورة وليست مطبوعة ويتم تصويرها داخل المؤسسات الصحفية باستخدام ماكينات التصوير"، ما يعني استغلال أموال وممتلكات ومؤسسات الدولة في الترويج للحملة.


وأكد أن التوقيع في المؤسسات الصحفية الحكومية يتم تحت إشراف مباشر لرؤساء التحرير الذين يسعون لكسب ثقة النظام لمصلحتهم، إلى جانب صحفيين يعتبرون أن هذا دورهم ويتولون الترويج وعمليات توقيع العاملين والفنيين والسائقين.


وأوضح أنه من جانب المضايقات للمعارضيين فإنها "دائمة ومستمرة وزادت مع تولية الإدارات الصحفية الجديدة مؤخرا قبل شهور مهامها، وليس بسبب التوقيع فقط، وتتمثل في سحب المصادر التي يعمل عليها الصحفي (تجميد الصحفي)، وتخفيض المكافآت أو إلغاءها تماما والمنع من أية مميزات".
 
التوقيع مرغما

 
الصحفية (علا. ن)، قالت إن "التوقيع على الاستمارة تم بمعظم المؤسسات الصحفية القومية وعلى رأسها دار الهلال والجمهورية، وإلى الآن لم يتم تطبيقه بأخبار اليوم"، مضيفة أن هناك حديث يدور عن أن التوقيع بأخبار اليوم سيتم في أقرب فرصة".


وأكدت لـ"عربي 21"، أنه "إلى جانب الوصم بتهمه الانتماء للإخوان المسلمين؛ يقوم أغلب الصحفيين بالتوقيع خوفا من خفض الحافز أو التنكيل به"، مضيفة أن "من يتهرب من التوقيع يتم مطاردته حتي يخضع بالتوقيع مرغما".

 

اقرأ أيضا: "علشان تبنيها" بمصر: هكذا يتم ملء استمارات دعم السيسي

 


وأشارت إلى أنه "بجانب ترهيب الصحفيين فإنه تم معاقبة البعض في الكثير من مؤسسات الدولة خاصة التربية والتعليم لرفضهم التوقيع على الحملة".
 
ووقع على الحملة رسميا نقيب الصحفيين ورئيس مجلس إدارة الأهرام، عبد المحسن سلامة، وعبد الرازق توفيق، رئيس تحرير الجمهورية، وطبع ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، 3 آلاف استمارة، مطالبا الصحفيين والعاملين بالتوقيع عليها.
 
ترهيب المعلمين الرافضين

 
المعلم بالتربية والتعليم (حاتم. م)، أكد أن هناك معلمة مسيحية في المدرسة التي أعمل بها بالإسماعيلية تتولى هذا الأمر وتقوم بتصوير الاستمارة وحض الزملاء للتوقيع عليها، ولكنها لا تجرؤ أن تعرضها على معارضي السيسي.


وأكد لـ"عربي 21"، أن هناك من زملائه في مدارس أخرى ممن رفضوا التوقيع علي الاستمارة أكدوا أنهم تعرضوا للترهيب ممن يتبنون أمر الترويج للحملة، رافضا ذكر أسمائهم ولا نوع الترهيب الذي تعرضوا له.
 
بعيدا عن القطاع الخاص

 
وعلى الجانب الآخر يرى المدير بإحدى شركات القطاع الخاص (جمال ع)، أن الحملة قد تتواجد بين أروقة المنشآت الحكومية إلا أن شركات القطاع الخاص لا يسمع ولا يرى عنها شيئا.


وأضاف لـ"عربي 21"، أن الحملة موجودة فقط في الإعلام الذي يروج لها بشدة، إلى جانب بعض الأكشاك الموجودة بالشوارع، مؤكدا أنه يرى مروجي هذه الاستمارة بشكل يومي في شوارع القاهرة ولا يوجد تفاعل معهم على الإطلاق ولا تجد إلا القائمون على الحملة فقط.

0
التعليقات (0)

خبر عاجل