سياسة عربية

ما مستقبل التحالف الدولي في سوريا بعد تقلص "الدولة"؟

العميد الرحال: أمريكا لن تخرج قبل تأمين مصالحها في سوريا- جيتي
العميد الرحال: أمريكا لن تخرج قبل تأمين مصالحها في سوريا- جيتي

بعد إعلان النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه السيطرة على مدينة البوكمال آخر معاقل تنظيم الدولة في سوريا تثار تساؤلات حول مستقبل التحالف الدولي الذي أنشىء لمواجهة التنظيم عام 2014.

وخلال الأشهر القليلة الماضية تمكن التحالف الدولي وعبر قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قبله من السيطرة على العديد من المعاقل الكبيرة لتنظيم الدولة وأهمها مدينة الرقة بعد معارك استمرت لمدة 4 أشهر.

وفي الذكرى الثالثة لتأسيسه أصدر مكتب المحاسبة الحكومي الامريكية تقريرا لمجمل العمليات التي شنها التحالف منذ عام 2014 وحتى الشهر الماضي.

وقال التقرير الأمريكي إن القتال تواصل على مدار 1095 يوما وشن التحالف أكثر من 23 ألف غارة على العراق وسوريا على حد سواء وبكلفة 13.6 مليار دولار.

وأشار التقرير إلى أن التحالف شن قرابة 10 آلاف غارة جوية في سوريا وساهم في استعادة ما يقرب من 58 بالمئة من الأراضي السوري.

ويرى مراقبون أن التحالف الدولي لن ينتهي عمله في سوريا بانتهاء تنظيم الدولة أو اضمحلاله وسيبقى لترسيخ النفوذ الأمريكي في المنطقة التي كانت سابقا حكرا على الاتحاد السوفيتي وروسيا من بعده.

 

بقاء طويل

الكاتب والمحلل السوري سعد وفائي قال إن تدخل التحالف في سوريا كان لهدف أكبر من محاربة تنظيم الدولة وهو المحافظة على قاعدة حظر تخطي الحدود بين الدول بطريقة غير نظامية والمعمول فيها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وأوضح وفائي لـ"عربي21" أن الولايات المتحدة المتزعمة للتحالف أعلنت مرارا بقاءها في سوريا لفترة طويلة ومن المعلوم أن تنظيم الدولة مرحلة مؤقتة من الصراع في سوريا وتصريحات واشنطن تعني أنها أوجدت موطئ قدم في سوريا ولن تغادرها.

وأضاف: "هناك مزاحمة دولية على النفوذ في سوريا وإذا دعت الحاجة من أجل بقاء هذا النفوذ فسيخرج لنا أشكال أخرى من التنظيم والعصابات التي تحاربها الدول الكبيرة لتواصل وجودها على الأرض السورية وغيرها من الساحات".

وشدد على أن الولايات المتحدة والمتحالفين معها يسعون لإعادة هندسة المنطقة ليس وفقا للمصالح التي حققتها سايكس بيكو لبريطانيا وفرنسا مطلع القرن العشرين إنما لمصالح واشنطن التي طالما سعت إليها في المنطقة.

ورأى أن المشهد اليوم في سوريا لم يكن كما كان فالقواعد ونقاط التمركز الأمريكية باتت واضحة للجميع ومواقع نفوذها معلومات ولديها معسكرات تدريب وتسلح مواطنين سوريين وهذا لم يكن سابقا وكان تبعية الدولة سابقا للاتحاد السوفيتي وأمريكا لن تضحي بمكتسباتها في سوريا.

 

تحرش بأذرع إيران


من جانبه قال المحلل العسكري العميد أحمد الرحال إن التحالف الدولي وبعد إنهاك تنظيم الدولة في سوريا وإعادة لنقطة لوضعه السابق بعيدا عن السيطرة على المدن سيضع تنظيم القاعدة على جدول عملياته.

وأوضح الرحال لـ"عربي21" أن المتواجدين في الساحة السورية الآن أصبحوا بيد التحالف وروسيا وإيران مع الأطراف المتحالفة معهم لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن هذا لا يعني الصدام بين هذه الأطراف.

وأضاف: "ربما يلجأ التحالف بعد التخلص من القاعدة إلى التحرش بالمليشيات الشيعية التي جاءت بها إيران كجزء من مخططات ترامب للقضاء على أذرع إيران في المنطقة".

ولفت إلى أن التحالف لم يتحرك ضد المليشيات الإيرانية حتى الآن رغبة منه في التركيز على جبهة واحدة وعدم الانشغال بمعارك جانبية.

 لكن الرحال شدد على أن التحالف بقيادة الأمريكان تسبب في إزعاج الروس والإيرانيين بإبقائه على القواعد ونقاط التدريب التي تصل إلى 12 نقطة وأغلبها في مناطق الشمال السوري.

ورأى الرحال أن الشعار الضمني للتحالف الدولي منذ تدخله في سوريا هو أننا "لن نخرج قبل القضاء على الإرهاب وإيجاد حل عادل في سوريا" على حد وصفه.


وقال إن "الحل العادل من وجهة نظر الولايات المتحدة في سوريا هو المحافظة على نفوذها عبر الأطراف والقوى التي قامت بدعمها خلال سنوات الأزمة في سوريا".

التعليقات (0)