ملفات وتقارير

مركز أبحاث يتحدث عن استقرار السعودية.. بماذا نصح إسرائيل؟

سلوك ابن سمان المتشدد أثار الخوف في أوساط محافل الاستخبارات الغربية - ا ف ب
سلوك ابن سمان المتشدد أثار الخوف في أوساط محافل الاستخبارات الغربية - ا ف ب

استعرض مركز أبحاث إسرائيلي نافذ، تداعيات الصراعات الداخلية والخارجية التي تمر بها السعودية، في ظل محاولة ولي العهد التفرد بالحكم وجمع أسباب القوة بين يديه، وهو ما يدعو الجميع بمن فيها "إسرائيل" إلى إعداد الخطط الطارئة في حالة اهتزاز المملكة التي ينتاب مستقبلها الغموض. 


استقرار المملكة


وتحدث "مركز بحوث الأمن القومي" التابع لجامعة "تل أبيب" العبرية، "الهزة الداخلية" التي تمر بها السعودية، عقب حملة الاعتقالات التي طالت أمراء ووزراء ومسؤولين كبار، ورأى فيما يجري أنه "تطور تاريخي".


كما أشار إلى تحطم طائرة مسؤولين سعوديين، وعلى رأسهم منصور بن مقرن، "الخصم المعلن لمحمد بن سلمان، في ظروف غامضة، في حين لم يعرف بعد مصير الأمير عبد العزيز ابن الملك فهد".


وأكد المركز في نشرة يصدرها بشكل شبه دوري تحت عنوان: "نظرة عليا"، أن "التطور الأهم يرتبط بسيطرة ولي العهد على مركز قوة أمني آخر (الحرس الوطني)، ويدور الحديث عن قوة عسكرية مجهزة ومدربة، مهمتها الحفاظ على استقرار الحكم والتوازن مع قوة الجيش النظامي، الذي يعد نحو 200 ألف رجل".


ويضم الحرس الوطني نحو 100 ألف جندي، وينتشر على طول الحدود، وخاصة مع اليمن وفي مدن الرياض ومكة والمدينة، كم توجد قوة منه في البحرين منذ 2011، لحماية حكم أسرة آل خليفة هناك.
 
ورجح المركز الإسرائيلي، أن الهدف من موجة الاعتقالات، هو "إبعاد المعارضين عن طريق محمد بن سلمان نحو التاج"، لافتا إلى أنه "فتح جبهة داخلية في الوقت الذي تشارك فيه السعودية في عدة جبهات ضد إيران في اليمن ولبنان، وضد قطر".
 
ومع هذا الخليط من المواجهات والصراعات الداخلية والخارجية، يتطلب الأمر "مراجعة دائمة للتطورات، الكفيلة بالمس باستقرار المملكة، وبلورة رد مناسب على عدم الاستقرار هذا"، وفق مركز البحوث الإسرائيلي الذي نبه أن ميزان القوى السياسي الذي يسعى ابن سلمان لإحداثه بالتدريج، بدأ منذ عام 2015".
 
مواجهة الأمراء


ولفت إلى وجود "صراعات قوى بين أبناء آل سعود للأمهات المختلفات، وهو ما أنتج معسكرات سياسية تحددت وفقا لانتمائها الأسري، لكن هذه الصراعات دارت خلف الأبواب الموصدة، ومن أجل الحفاظ على التوازن بين فروع الأسرة، وزعت المناصب العليا بين المعسكرات المختلفة، بما في ذلك السيطرة على قوات الأمن".
 
أما اليوم، فولي العهد "يسيطر على ثلاثة مراكز للقوة الأمنية المركزية وهي؛ الجيش النظامي، قوات الأمن الداخلي والحرس الوطني..، وعليه فإن انتقال التاج لمحمد بن سلمان؛ هو نتيجة توتر واضح ومواجهات بين الأمراء".
 
ورغم المزاعم أن حملة ولي العهد، "تأتي لمحاربة الفساد في السعودية، إلا أن القدر الأكبر منها، هو لتثبيت قوته ومكانته في الوقت الذي لم يتغير فيه نمط حياته الاستعراضي، وهو الذي اشترى عام 2016 يختا فاخرا بقيمة 500 مليون دولار".
 
ويشار وفق المركز، إلى أنه "في أعقاب جمع ولي العهد السريع للصلاحيات بين يديه، انطلق أمراء كبار في المملكة منذ الآن بدعوة علنية نادرة للتغيير، بإعرابهم عن عدم الثقة به وبأبيه الملك المريض".
 
وأوضح المركز، أن "الشكوك تعاظمت مؤخرا بقدرة ولي العهد على تنفيذ خطته التي أطلق عليها "رؤيا 2030"، بالوتيرة والنطاق اللذين أعلن عنهما، حيث يجري الحديث عن تغييرات ذات مغزى في الخطة وتأجيل بعض من أهدافها"، ملمحا إلى "تعاظم الإحباط لدى السعوديين وخاصة فئة الشباب، عقب انخفاض الرواتب، وتقليص الدعم الحكومي، وغلاء المعيشة".
 
زعيم بلا منازع


كما من شأن موجة الاعتقالات وحالة عدم الاستقرار السياسي، أن "يضع المصاعب أمام المملكة في تجنيد الأموال الضرورية لها، لتنفيذ المخططات الطموحة التي أعلن عنها ولي العهد".
 
وذكر المركز الإسرائيلي، أن "سلوك ابن سلئمان المتشدد، بعد سنوات تميزت فيها سياسة السعودية بضبط النفس والحذر، أثار الخوف في أوساط محافل الاستخبارات الغربية، من المخاطر التي قد ينطوي عليها، ضمن أمور أخرى، على استقرار المملكة".
 
وأكد أن ولي العهد الشاب، الذي يحظى بدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "يسير بالسعودية نحو حكم فردي مركزي"، مضيفا: "لقد تحول الحكم في السعودية، إلى حد بعيد لمسرحية رجل واحد، لم يسجل بعد إنجازات ذات مغزى، بل ركز على تثبيت مكانته وقوته".
 
وبين أن "إحداث تغييرات ضرورية بشكل متسرع في كل مجالات الحياة في المملكة، ينقطع عن تراث عملية اتخاذ القرارات بشكل جماعي، ويصطدم ضمن أمور أخرى بالمؤسسة الدينية والنخب الاجتماعية والاقتصادية، التي من غير الواضح على الإطلاق إذا كانت ستقبل إمرته بخنوع، وهنا يمكن القول إن نهاية هذه العملية محاطة بالغموض".
 
وفي ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المملكة العربية السعودية في كافة الجوانب، شدد مركز الأبحاث الإسرائيلي، على أهمية أن يتم "فحص مدى التأثير الخارجي المحتمل للازمة الحالية؛ هل سيعتبر أعداء السعودية التحولات السياسية فيها كلحظة مناسبة لهم لتشديد الضغط عليها؟ وهل سيخرج ابن سلمان من القصة كزعيم بلا منازع للمملكة أم ربما تواجه المملكة عصرا من عدم الاستقرار لا يمكن لنا أن نتوقع نهايته؟".
 
ونبه إلى أن "محافل التقدير والسياسة في الدول المتأثرة بمكانة السعودية، بما فيها إسرائيل، من السلامة بمكان أن توثق المتابعة للاستقرار في المملكة وأن تعد الخطط الطارئة في حالة اهتزازها".

0
التعليقات (0)