ملفات وتقارير

انتقادات لمؤتمر "الرياض2".. وضغوط لمستقبل يتضمن الأسد

معارضون سوريون انتقدوا تجاوز الهيئة العليا بالتحضير للمؤتمر وتوجيه الدعوات- أرشيفية
معارضون سوريون انتقدوا تجاوز الهيئة العليا بالتحضير للمؤتمر وتوجيه الدعوات- أرشيفية
برزت مخاوف وتساؤلات مهمة حول مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، الذي بدأ اليوم الأربعاء، من أجل بحث تشكيل وفد يمثل المعارضة في مؤتمر جنيف، بعد توسعة الهيئة العليا للمفاوضات.

ومن بين أبرز المخاوف التي طرحها النشطاء السوريون كانت حول "مستقبل بشار الأسد"، وإن كان المؤتمر في الرياض عقد بطريقة تمهد الطريق لإطالة وجوده في السلطة حتى فترة انتقالية، ووجوده في مستقبل سوريا.

وحول هذا الأمر، لفت عضو الهيئة العليا للمفاوضات، جورج صبرة، إلى أن هناك توجها لفرض حل سياسي على الشعب السوري، يتمثل بالمصالحة مع نظام بشار الأسد، وبقائه خلال الفترة المقبلة.

وأوضح لـ"عربي21" أن "الرؤية الروسية للحل تتمسك في هذه الأمر، فعندما يتحدثون دائما عن أن مستقبل الأسد يحدده الشعب السوري، يعنون بذلك أن يكون مصيره نتاج انتخابات رئاسية قادمة، وهذا يعني بقاءه في المرحلة الانتقالية، وخوضه انتخابات، وربما استمراره في مستقبل سوريا".

وحذر صبرة من أن "هناك للأسف أجواء دولية وإقليمية تتجه بالفعل إلى هذا الأمر، وليس لديها مانع من حل كهذا". 

وأشار إلى أن دولا إقليمية -لم يسمها- قد "تراجعت عن موقفها من النظام السوري ومصير الأسد، وبدأت تتجاهل الجرائم الكبيرة التي قام بها، رغم ما أعلنته لجان التحقيق المتعددة حول مختلف الجرائم التي فعلها، وأخص استخدامه السلاح الكيماوي".

وشدد على أن هناك ضغوطا تمارس على مختلف المكونات السياسية والثورية للشعب السوري، لتسهيل ابتلاع مثل هذا الحل.

الرياض تجاوزت الهيئة العليا

وتخوف صبرة من أن هذه النتيجة قد يدعمها تجاوز الهيئة العليا للمفاوضات في التحضير للمؤتمر في الرياض، وإرسال الدعوات.

وقال: "من الأمور التي تجدر ملاحظتها في مؤتمر الرياض2، أن المدعوين تمت دعوتهم ليس من قبل السوريين، إذ كان يجب أن تلقى هذه المهمة على عاتق الهيئة العليا للمفاوضات، خاصة أنها قدمت مشروعا متكاملا من أجل توسعة هذه الهيئة، وإقامة اجتماع موسع للسوريين لاختيار هيئة جديدة، ورفدها بشخصيات سياسية تمثل المعارضة، ويمكنها أن تقوي أداء الهيئة في الجولات التفاوضية القادمة".

وشدد على أن من قام بتحضير مؤتمر "الرياض2"، "تجاهلوا الهيئة وحضورها، حتى إنهم لم يقوموا بدعوتها من أجل أن تقدم جردة حساب عن عملها خلال العامين الماضيين 2016و2017 في عملية التفاوض، ومن أجل أن يقوم المؤتمر بمساءلتها وتقييم عملها، وصنع تراكم للخبرات يقوم بخدمة الهيئة العليا القادمة في عملية التفاوض المقبلة.

وحذر من أن "أي مؤتمر تقل فيه مساهمة السوريين في الإعداد له تكون نتائجه ليست على المستوى المطلوب". 

وقال: "نأمل في أن يتمكن مؤتمر الرياض2 من تثبيت المرجعية السياسية اللائقة والموازية والمساوية لبيان الرياض1، وأن يختار هيئة عليا للمفاوضات ووفدا تفاوضيا يمثل قوى الثورة والمعارضة السورية يشكل حقيقي، ويتمسك بأهداف الثورة".

حصان طروادة

من جانبه، وافق عضو اللجنة القانونية في الائتلاف السوري الدكتور مروان حجو، ما صرح به صبرة، وأكد أنه "يفترض باللجنة التي قامت بعملية التفاوض أن تشرف على الدعوة إلى المؤتمر في الرياض، ولكن لم يتم تقديم الدعوة إليها أصلا، ولم يتم إرسال الدعوات من خلالها".

وأوضح لـ"عربي21" أن التوسعة في الهيئة جاءت من أجل تهيئة الأجواء على أساس الرياض1، وإدخال بعض الشخصيات المهمة والوازنة.

وأكد ما قاله صبرة، قائلا: "لم نشاور، ولم ندع، ولم يؤخذ برأينا بالدعوات التي وجهت بالحضور إلى رياض2، ولم تكن الدعوة سورية للسوريين، بل جرى انتقال المهمة إلى يد إقليمية".

وعبر عن تخوفه من أن تكون طريقة الدعوة هذه، "عبارة عن استراتيجية حصان طروادة، لإدخال شخصيات إلى المعارضة".

وقال: "هناك اختلاف بين من يقوم بدعوة سوري معارض مشهود له بالكفاءة والنزاهة والولاء للسوريين، وبين من يدعو من ولاؤهم لدول معينة من دول إقليمية أو دولية". 

وقال إنه "جرى دعوة شخصيات من المتوقع أن وجودها سيخدم أطرافا دولية، وليس خدمة للثورة، أمثال قدري جميل أو من منصة مصر التي ليس لديها مانع في بقاء الأسد في فترة انتقالية أو خوضه انتخابات جديدة".

وأوضح أنه "بالأساس لم يكن الهدف من التوسعة أن يتم إدخال أطراف محسوبين على دول إقليمية أو دولية، بل استقبال الثوار والمعارضين، بسبب نقص الكفاءات القانونية والسياسية والدبلوماسية". 

ضغوطات دولية وإقليمية

وأشار إلى أن الرياض هي الجهة الداعية للمؤتمر، ومن الدول التي تمارس ضغوطا على المعارضة السورية كما موسكو، موضحا أن الرياض رغم أنها الدولة الراعية "وهي مشكورة بجهودها، ولكنّ السوريين هم من يجب أن يدعوا من يمثلهم إلى المؤتمر، فالسوريون أدرى بثوارهم".

ولكنه عبر عن أمله "في أن يبقى موقف الثورة ثابتا كما في اتفق عليه في الرياض1، ونأمل أن لا ينحرف الأمر"، وفق قوله.

وقال حجو إن "الأمور لم تحسم بعد في مؤتمر الرياض2، ونحن نراهن على ثبات الشرفاء والثوار بالاستمرار على مواقفهم والثوابت التي طالب بها الشعب السوري، أبرزها رحيل رأس النظام وأتباعه، ومحاكمة المجرمين وفق الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن 2118- 2035- 2209 المتعلقة باستخدام الأسلحة الكيماوية واستخدام غاز الكلور".

وعند سؤاله "هل هذه الضغوطات ستنجح لا سيما أن الأطراف الدولية تمكنت من إدخال شخصيات محسوبة عليها؟"، قال: "إن المراهنة على السوريين بأنهم لن يمشوا في هذا الطريق، ولكن في حال وجود خلل بحكم أن الأعداد المدعوة إلى المؤتمر كان محسوبا لها مسبقا أن تأخذ الثورة بالاتجاه الخطأ، فإن ذلك يعني أن الهيئة لن تستطيع تحقيق مطالب الثورة السورية".

ولكنه عبر عن أمله في أن الأطراف الدولية والإقليمية "لن تستطيع جعل الثورة تنحرف عن مسارها".

تأثير الاستقالات.. وانتخابات الهيئة

وعن الاستقالات التي شهدتها الهيئة، قال حجو إن "ثوابت الثورة لم تتأثر"، مضيفا أنها "نتيجة طبيعية"، بسبب تجاوزهم في التحضير للمؤتمر وتوجيه الدعوات.

وعن أبرز المرشحين لخلافة الدكتور حجاب، وأعضاء الوفد الممثل للمعارضة في جنيف، قال إن "من خطط لهذه الطريقة في الدعوة للمؤتمر يكون قد حدد النهايات كما حدد السيناريو".

وقال إن تتبع الدول ومن يمثلها والتحالفات التي تحصل في اللحظات الأخيرة يمكن له أن يصل إلى نتيجة الانتخابات.

وختم بالقول: "طالما أن السوريين لم يكونوا هم الذين دعوا من يمثلهم إلى المؤتمر، فبالأكيد لن تكون النتيجة مرضية للسوريين، ولن تلبي طموحهم". 

أما صبرة، فختم بالقول: "ليست لدي فكرة واضحة عن ما يحصل في المؤتمر، لأني فضلت أن أرفض تلبية الدعوة لحضور المؤتمر، بسبب احتجاجي على تجاهل دور الهيئة العليا للمفاوضات، ولكننا جميعا نأمل في أن ينجح المؤتمر في اختيار شخصية يمكنها أن تملأ هذا الفراغ الكبير الذي تركه رياض حجاب منسقا عاما للمفاوضات".
التعليقات (0)