ملفات وتقارير

مطار غزة.. حلم الحرية تحوّل لأكوام من الركام والدمار (شاهد)

المطار تم تشغيله ثلاث سنوات فقط قبل أن تدمره قوات الاحتلال- جيتي
المطار تم تشغيله ثلاث سنوات فقط قبل أن تدمره قوات الاحتلال- جيتي

يصادف اليوم الذكرى التاسعة عشر لإنشاء مطار غزة الدولي الذي يعني للفلسطينيين الكثير، وباتوا يعيشون على أطلال ذكراه، فرغم قصر مدة تشغيله التي لم تتجاوز الثلاث سنوات، إلا أنه ما زال حديث الشارع الفلسطيني والغزي تحديدا، خاصة في ظل الحصار المطبق المفروض على قطاع غزة وحالة الإغلاق التي تلازم معابره، وتحرم سكانه من التواصل مع العالم الخارجي.

يقع مطار غزة الدولي شرق مدينة رفح في المنطقة المحاذية للحدود الدولية الفلسطينية المصرية، ويبعد عن مدينة غزة بحوالي 36 كيلو مترا، وقد روعي في تصميم مبانيه الطراز العربي الإسلامي وبأوجه شبه مع مباني وأسوار القدس المحتلة.

دمر الاحتلال المطار مع بداية انتفاضة الأقصى الثانية، ولقد عمد أولا إلى قصف مدرجه، ليقطع بذلك حبل التواصل مع العالم الخارجي، وينهي حلم الفلسطينيين بالسيادة على أجوائهم، حيث توقف فعليا عن العمل في كانون الثاني/ ديسمبر عام 2001، ومن ثم أجهزت طائرات الاحتلال على مبانيه بعد قصفها على فترات متفاوتة خلال الانتفاضة.

أم فايق فلسطينية من غزة سافرت عام 2000 لأداء فريضة الحج للمرة الأولى انطلاقا من مطار غزة، وصولا إلى جدة بالمملكة العربية السعودية في رحلة لم تتجاوز مدتها ساعتين فقط.


وأضافت العجوز السبعينية لـ"عربي21": "المطار وفر علينا الوقت والجهد، لقد وصلنا إلى مكة المكرمة بكامل نشاطنا دون إرهاق أو تعب، وأدينا المناسك وعدنا بعد 10 أيام على نفس المطار".


وتابعت: "المطار كان يشعرنا بالحرية والسيادة على معابرنا، لم نتعرض للإذلال، ولم نضطر إلى الانتظار لساعات طويلة، كما يحدث اليوم على معبر رفح". وأردفت: "أنا نفسي أحج كمان مرة قبل ما أموت، ولكن الطريق طويلة من رفح للقاهرة، وصحتي ما بتسمح وما بقدر أتحمل التعب ومشقة الطريق".

 

اقرأ أيضا: تحالف أسطول الحرية يدعو غوتيريس للعمل فورا على رفع حصار غزة

أما نسرين شاهين التي تقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة فاستذكرت بحسرة، حين أتت لزيارة أقاربها في غزة عام 1999، وكيف أن الطائرة ولأول مرة تغادر من مطار أبو ظبي لتحط في مطار غزة في رحلة مباشرة دون توقف استغرقت حوالي 4 ساعات فقط".


وبين الماضي والحاضر قالت شاهين لـ"عربي21 " إنه لا يمكن مقارنة حالة السفر حينما كان لنا مطار بغزة بحالة السفر اليوم. وأضافت: "الفلسطينيون في غزة يتعرضون لكل أشكال الإهانة بفعل عدم وجود مطار مستقل، وحصر الدخول والخروج من وإلى قطاع غزة بمعبر رفح الذي لا يفتح إلا أيام معدودة وعلى فترات متباعدة.. نحن نذوق الويلات حينما نسافر، لقد حرمني هذا الوضع المؤسف من رؤية أهلي سنين طويلة، وأضطر للتواصل معهم فقط عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

من جهته قال النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار إن تشغيل المطار والميناء وفتح كافة المعابر، بما فيها الممر الأمن الذي يربط قطاع غزة بالضفة الغربية من محددات رفع الحصار الإسرائيلي.

وطالب الخضري في حديث لـ"عربي21" بضرورة وجود رؤية فلسطينية واضحة للشروع في إعمار المطار تمهيدا لتشغيله، خاصة في أجواء المصالحة، معتبرا ذلك حقا لا يمكن التنازل عنه.

وأكد أن فتح المطار سيساعد بشكل كبير في تخفيف معاناة العالقين من المرضى والطلاب وأصحاب الإقامات والتجار وأصحاب الأعمال، وسيفتح الباب مشرعا أمام عائلات غزة المتواجدة في الدول العربية والأجنبية وترغب في زيارة أَهلها، والتي لم تتم منذ سنوات بسبب الأوضاع الراهنة وإغلاق المعابر.

وأضاف الخضري: "في حال فتح الممر الأمن سيتمكن أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية من استخدام المطار في تنقلاتهم وعودتهم، وسيتيح ذلك الفرصة أمام الوفود الخارجية الوصول للقطاع بسهولة ويسر، وسيجعل غزة أكثر تواصلاً مع العالم الخارجي اقتصاديا وتعليميا واجتماعيا".


وأشار إلى أن كل هذا سينعكس بشكل إيجابي على واقع القطاع، وسيؤثر بشكل مباشر على تحسين الأوضاع الاقتصادية، وتعيش غزة أوضاعاً إنسانية أفضل وأكثر استقراراً.

 

اقرأ أيضا: نشطاء: عام 2016 الأسوأ في سنوات حصار غزة

وشدد الخضري على أن رفع الحصار عبر تحقيق هذه المحددات "ليس استجداء أو حلما، بل هو حق فلسطيني بجب السعي لتنفيذه بأسرع وقت ممكن".

وفيما يتعلق بمعارضة إسرائيل لإعادة تشغيل المطار قال الخضري: "لا يضيع حق وراءه مطالب وأعتقد أنه على السلطة الفلسطينية أن تعمل على سحب الذرائع من الاحتلال وإعادة تشغيل المطار بعد إتمام المصالحة خاصة وأن هناك اتفاقا سابقا موقعا حول آليات تشغيل المطار".

 











0
التعليقات (0)