سياسة عربية

السيسي الرابح من الإرهاب قبل انتخابات الرئاسة المقبلة

قائد الانقلاب طلب تفويضا للقضاء على الإرهاب المفترض ـ فيسبوك
قائد الانقلاب طلب تفويضا للقضاء على الإرهاب المفترض ـ فيسبوك

استبعد خبراء ومراقبون أن يُقَدِم قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة على أنه الجنرال القوي القادر على تحقيق الأمن والاستقرار كما حدث في الانتخابات الرئاسية الماضية؛ بعد فشله في تحقيق وعده، وتحول شمال سيناء إلى كتلة من العنف والتدمير والخراب، وانتقال العنف إلى مناطق أخرى كالواحات الغربية، وغيرها من المناطق.

السيسي ..الرابح من الإرهاب

 
في هذا الصدد، قال رئيس المعهد الأوروبي للقانون والعلاقات الدولية، محمود رفعت، لـ"عربي21": "إن الأمر اختلف كثيرا عند رجل الشارع فيما يتعلق بوعد السيسي بالقضاء على الإرهاب، إلا أن هناك قطاعا من الشعب لا يزال تحت القبضة الإعلامية، في أشبه ما يكون بعملية غسيل أدمغة؛ لذلك هناك قطاع لا يدري حقيقة ما يحدث".


وأكد محمود رفعت أن "استمرار العنف يصب في مصلحة السيسي؛ ويستخدمه كفزاعة، فالشعوب تستدعي فكرة الجنرال للحكم عندما تكون في حالة تموجات وهزات، كما حدث مع فرنسا عندما استدعت الجنرال شارل ديجول، فالتموجات تجعل الناس تنصرف لاستدعاء حكم السلاح أملا في الاستقرار".


وأضاف رفعت: "كما أنه يخدم السيسي دوليا لتبرير بيع السلاح له، والتبرير للحكومات الغربية أمام شعوبها التعامل مع ديكتاتور مثل السيسي".


ورأى أنه يوجد ارتباط بين العنف وحكم السيسي، "فاستدعاؤه لمحاربة الإرهاب ضرب من ضروب السخرية، فممارسات النظام في سيناء مثلا مبنية على الهدم والتدمير والقصف وقتل الحرث والنسل؛ من أجل صفقة القرن"، مشيرا إلى أن "حادث الروضة الإرهابي يكشف عن وجود شبهة تواطؤ من خلال السماح للمسلحين بالتنقل بحرية والوصول إلى هدفهم".

الإرهاب والسلطة والإخوان

 
من جهته؛ قال الخبير في النظم الانتخابية والبرلمانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، عمرو هاشم ربيع: "على الناس أن تحلل خطاب السيسي قبل الانتخابات الماضية، وتعود إلى ما قاله وتقارنه بما نفذه قبل الانتخابات الثانية".


وأضاف عمرو هاشم ربيع في تصريح لـ"عربي21": "على الناس بعد ذلك أن يختاروا الصالح من الطالح من خلال الصندوق".


وضرب بذلك مثلا بالقول: "نفترض أن شخصا وعد باستصلاح مليون ونصف مليون فدان في فترة رئاسته الأولى، ثم وعد بعملها في فترة الرئاسة الثانية، حينها ستدرك أنه كاذب، أو أنه سنيجز هذا المشروع أو ذاك، فهذا معناه أنه مستمر حتى إنجاز هذا المشروع".


وأشار إلى أنه "في البلاد النامية يجور موضوع العنف والإرهاب على حقوق الإنسان، وأصبح الإرهاب هو الشماعة التي يُعلق عليها كل شيء، وكل من يرفع صوته يتهم بالانضمام إلى الإخوان".


وأكد أن "عدم الاستقرار الأمني يستخدم كدعاية إيجابية في الانتخابات المقبلة، وأن لعبة القط والفأر بين الإخوان والسلطة هي التي جلبت الكوارث لمصر، وعطلت أي تطور ديمقراطي للبلاد، ويتحمل الطرفان مسؤولية ما يجري".

الولاء للخارج.. ضمانة السيسي

 
بدوره، قال الباحث بمعهد الدراسات حول العالم العربي والإسلامي بجامعة مرسيليا، المرسي طارق: " في كل الأحوال ليس هناك عملية انتخابية سواء بالشكل الصريح أو بالشكل المسرحي، والجميع يدرك بأن النظام اكتشف أن الاستناد على القوى الشعبية والداخلية ليس له قيمة".


وأضاف المرسي طارق في تصريح لـ"عربي21"، أن السيسي "أدرك أن بقاءه منوط بلعب دور الدولة أو النظام الوظيفي لصالح دول مثل إسرائيل والإمارات والسعودية؛ وهو مصطلح سياسي اجتماعي يطلق على من يقوم بخدمات للآخرين في مقابل الإبقاء عليه في موقعه".

 

ولفت إلى أن "الإرهاب بهذه المرحلة المتقدمة هو نجاح إضافي للنظام في تحقيق مخططاته التي جاء بها منذ اليوم الأول"، مضيفا أن "رد فعل العالم الخارجي تجاه عملية الواحات لم يكن ليرضي النظام وشرعيته المستمدة منهم؛ ولذا جاءت العملية بهذه الوحشية لإعادة التأكيد على الدور الوظيفي للنظام".

الطريق مفتوحا أمام السيسي

 
وتساءل مستشار ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، مختار محمد غباشي: "هل هناك أفق زمني يمكن من خلاله أن يُغلق هذا الملف، وإذا لم يكن هناك أفق زمني، ما هي البدائل المطروحة بجانب البديل الأمني؟".


وأضاف مختار محمد غباشي في تصريح لـ"عربي21": "نحن على أبواب الانتخابات ولا يوجد منافس حقيقي أمام السيسي حتى هذا التاريخ، ومن غير المتوقع وجوده"، ولكنه استبعد "أن يطرح السيسي نفسه على أنه الوحيد القادر على مواجهة الإرهاب، لأن الأمر أصبح بحاجة إلى معالجة أخرى، وإلى واقع اقتصادي ينعكس إيجابيا على الناس".


وأكد أن "على السيسي أن يطرح نفسه كنصير للفقراء، وإعادة جدولة عمل الحكومة بالاهتمام بالمواطن أكثر من المشاريع الكبرى، فالناس لا يعنيها عاصمة إدارية أو قناة السويس الجديدة، الناس يريدون التحكم في الأسعار، ويبحثون عن رعاية اجتماعية متميزة، وواقع أفضل مما هو عليه الآن".

التعليقات (1)
مصري جدا
الثلاثاء، 28-11-2017 05:20 م
السيسي لا يحتاج انجازات ولا برنامج ولا شعبية ،، ولا تقلقه معارضة او اخفاقات ،،،، السيسي مطنئن للدعم الخارجي خاصة المربع الصهيوخليجي وكذلك للدعم الداخلي من مؤسسات الجيش والشرطة والقضاء والاعلام ،،، فضلا عن غياب المعارضة الحقيقية والاستسلام الشعبي في ظل سجن المعارضة الحقيقية وهم الاخوان المسلمون ،،، اما موضوع الارهاب وتوزيفة فهذا موضوع له ابعاد اخرى في الغالب خارحية