صحافة دولية

تعرف على أفضل مطعم في العالم يوجد داخل السجن

سجن بريكستون بني في سنة 1819- جيتي
سجن بريكستون بني في سنة 1819- جيتي

 نشرت صحيفة "الكونفيدينسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن أفضل مطعم في العالم، حسب ترتيب موقع "تريب أدفايزر" لسنة 2017. وخلال هذه السنة فجر هذا الترتيب مفاجأة، حيث تصدر مطعم يوجد في سجن بريكستون الصدارة.


وقالت في تقرير ترجمته "عربي21" إن هذا المطعم الذي تم افتتاحه في سنة 2014 للعموم، موجود في سجن بريكستون، جنوب لندن. في الأثناء، يشرف السجناء على إدارة هذا المطعم وتلبية طلبات زبائنه. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المطعم غير مخصص لكي يتناول السجناء الطعام فيه.


وبينت الصحيفة أن المطعم يقدم وجبات حقيقية ويعمل فيه سجناء بالفعل. علاوة على ذلك، تتجاوز هذه التجربة فن الطبخ وتكتسي أبعادا أخرى. وقد وقع بناء سجن بريكستون في سنة 1819، ويعد من أقدم السجون في المملكة المتحدة.

 

وبين القضبان العتيقة لهذا السجن، قضى بعض المشاهير على غرار ميك جاغر، سنة في هذا المكان على خلفية استهلاك المخدرات في سنة 1967. ومن بين المشاهير الآخرين الذين قضوا مدة زمنية في هذا السجن، التوأم كراي.


وأفادت بأن "كلينك ريستورانت" الذي يعتبر جزءا من برنامج "كلينك الخيري" لإعادة تأهيل السجناء، يشرف على تنظيم خدمات هذا المطعم. وعموما، تم تطبيق هذا البرنامج بنجاح في سجنين آخرين، علما بأن هذه التجارب قد كللت بالنجاح.


وكشفت الصحيفة أن منظمي هذا البرنامج، أكدوا أن "دورات التكوين التي تتكفل بها المؤسسة، والتي يشارك فيها 24 سجينا في كل سنة، توفر ظروف عمل ملائمة وخدمات ذات مستوى عال".


وفي الأثناء، يشارك في هذه التدريبات السجناء الذين يقضون الفترة النهائية من عقوبتهم. وعلى العموم، يهدف هذا البرنامج إلى الحد من حالات انحراف السجناء وانسياقهم وراء الجريمة مرة أخرى. فعلى سبيل المثال، سجلت منذ سنة 2012، ثلاث حالات فقط انحرف خلالها سجناء تلقوا مثل هذه التدريبات التي يوفرها برنامج كلينك.


وبينت الصحيفة أن ثمن الوجبة الواحدة التي تتكون من ثلاث أطباق مع كوب قهوة، يقدر بحوالي 33 يورو. وتتم الحجوزات عبر موقع المطعم، وذلك قبل 72 ساعة على الأقل. وفي مرحلة موالية، يعمل الفريق الأمني للسجن على التحقق من عدم وجود أي علاقة، من أي نوع، بين العملاء والسجناء المشاركين في هذا البرنامج. عقب هذه العملية، تتم الموافقة على قدوم العميل إلى هذا المطعم من عدمه.


وأشارت إلى أن الدخول إلى مطعم سجن بريكستون، يقتضي ترك الأجهزة الإلكترونية في الخزائن، كما يمنع نشر صور من داخل هذا السجن على شبكات التواصل الاجتماعي. وفي هذا السجن أيضا، تقدم سكاكين مصنوعة من البلاستيك للعملاء. وبغض النظر عن هذه التفاصيل، لا يوجد جوانب أخرى غير مألوفة في هذا السجن، في الوقت الذي توحي فيه جدرانه بجو هادئ ولطيف.


 وأفادت الصحيفة بأن قدرة استيعاب المطعم، الذي تم تركيزه في منزل المدير السابق للسجن، تبلغ 120 شخصا. وقد تمكن هذا المطعم من تصدر المنصب الأول في ترتيب أدفيزور، بفضل التقييمات الجيدة التي قدمها العملاء بشأنه. علاوة على ذلك، حافظ هذا المطعم الموجود في السجن، على مراتب متميزة على مدار عامين.


وذكرت أن ميزة مطعم سجن بريكستون تكمن في إعداد الوجبات من منتجات حديقته الخاصة. فضلا عن ذلك، تقدم الوجبات في أطباق فريدة من نوعها وبأسعار في المتناول. أما الخدمات التي يقدمها المطعم، فقد تم وصفها على أنها ممتازة. وبشكل عام، يتسم عمال هذا المطعم بالحرفية واليقظة وقدرتهم على تقديم المعلومات اللازمة للعملاء.


ونقلت الصحيفة على لسان المدير التنفيذي للمطعم، كريس مور، أن "الأحكام المسبقة والخاطئة تجاه السجناء وعملية إعادة تأهيلهم، تعد من بين التحديات الكبرى التي تواجه هذه المؤسسة الخيرية".


وأضاف مور أن "الحصول على شهادات إيجابية والظفر بالمرتبة الأولى في تصنيف تريب أدفيزور، دليل على أن هذه المبادرة في غاية الأهمية نظرا لقدرتها على الحد من معدلات انحراف السجناء من جديد".


وفي الختام، أوردت الصحيفة أن الجريمة الوحيدة التي يمكن ارتكابها في هذه الزاوية من السجن، حيث يجتمع السكان العاديون والسجناء، تتمثل في عدم الاستمتاع بالأطباق الشهية التي يقدمها المطعم.

التعليقات (0)