سياسة عربية

سياسيون عرب يفككون العلاقات العربية الإقليمية من عمّان

المؤتمرون قالوا إن العرب في أضعف حالاتهم بعد أن فقدوا الاتجاه في جميع التحركات مع الإقليم- عربي21
المؤتمرون قالوا إن العرب في أضعف حالاتهم بعد أن فقدوا الاتجاه في جميع التحركات مع الإقليم- عربي21

قدم سياسيون ودبلوماسيون ومسؤولون حكوميون سابقون عرب، قراءة في واقع وآفاق العلاقات العربية- الإقليمية خلال ندوة نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط في العاصمة عمان يوم السبت.


ووضع الخبراء في اليوم الأول للندوة، العلاقات العربية -التركية- الإيرانية- الإسرائيلية، تحت المجهر، بعد اتساع دائرة الصراع في المنطقة العربية وسط التدخلات الخارجية في عدد من الدول.

وأكدوا أن "العرب في أضعف حالاتهم، بعد أن فقدوا الاتجاه في جميع التحركات مع الإقليم، وأضاعوا قضية فلسطين بوصفها البوصلة والحقوق الوطنية الثابتة لشعبها".

إسرائيل التحدي الأكبر

وقال رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، جواد الحمد، إن "أبرز تحد يواجه العلاقات العربية الإقليمية، هو التحدي الإسرائيلي على الصعيد الاستراتيجي، والذي يتمثل بإقامة إسرائيل اليهودية على أرض فلسطين العربية وطرد أهلها وتشريدهم".

معتبرا أن "

اختلاف وتفاوت السياسات العربية في التعامل مع الكيان الاسرائيلي ومشروعه الصهيوني في المنطقة يشكل إشكالية كبرى أمام المصالح العربية والأمن القومي العربي
الذي يعتبر إقامة علاقات مع اسرائيل تهديدا مباشرا له بغض النظر عن السياقات والمبررات والظروف".

من جانبه قال وزير الخارجية الأردني الأسبق كامل أبو جابر إن ما تمثله قضية فلسطين هي كونها قضية العرب والمسلمين الأولى، مضيفاً أن إسرائيل تواصل عدوانها واضطهاد الشعب الفلسطيني وسط صمت رسميّ في ظلّ غياب مشروع عربي حقيقي لمواجهة المشاريع التي تتلاعب بالمنطقة.

ورأى أبو جابر أن القوى الإقليمية تتفاوض على مصير العالم العربي الذي يكتفي بالمراقبة والاحتجاج، محمّلا الأنظمة العربية مسؤولية ما وصلت إليه هذه الدول، وأنّ الفجوة تزداد اتساعاً بين صناع القرار وبين الشعوب.

وتساءل أبو جابر عن آليات معالجة العلاقة مع إيران في ظلّ استمرارها في سياسة التمدّد وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط وباب المندب، إضافةً إلى ضرورة معالجة العلاقات مع تركيا، وبحث المصالح المشتركة معها.

العلاقات مع تركيا وإيران

وبين الحمد أن العلاقات العربية تواجه تحديا كبيرا مع تركيا وإيران، يتعلق بعضها بسياسات عربية ويتعلق بعضها الآخر بسياسات هاتين الدولتين، التي تسببت في إشكالات في استقرار العلاقات.

مشددا على أن الخلاف المذهبي بين إيران والدول العربية، واستمرار سياسات إيران في مد نفوذها إلى القلب العربي، وخاصة الجوار السوري والعراقي واليمني، أدى إلى استمرار التحديات الأمنية والفكرية للعلاقات الإيرانية العربية.

واعتبر الحمد أن الخلاف بين مجلس التعاون الخليجي، شكل معول إضعاف وتشتيت للجهد العربي، واستنزافا للطاقات والموارد بعيد عن استثمارها في بناء علاقات عربية-إقليمية مستقرة".

أما فيما يخص العلاقة مع إيران، قال رئيس الوزراء الأردني الأسبق أحمد عبيدات، إن "إيران وقد أصبحت قوة إقليمية لها حضورها وطموحاتها إن لم نقل أطماعها في المنطقة، فتبدو الحالة أكثر تعقيداً بسبب تدخلها السافر في الشأن العراقي الداخلي، وانحيازها ميدانياً لنظام الحكم السوري في القتال الدائر بين النظام وفئات من الشعب السوري التي ثارت ضده منذ خمس سنوات.

بعدما تم تدويل المسألة السورية، أصبح قرار النظام السوري السياسي والعسكري قرارا روسياً بامتياز، مثلما أصبح قرار المعارضة بشقيها السياسي والعسكري قرارا أميركيا

وأكد أنه علينا أن نعترف بأن الدول العربية كانت قد فقدت المبادرة منذ البداية، ولم تكن أصلا تمتلك مشروعا يواجه المشروع

الإيراني في الإقليم".

ودعا عبيدات العرب "لتبني استراتيجية جديدة للتعامل مع الحالة الإيرانية من جهة، والعمل على تقليل الخسائر في الجبهات المختلفة إلى الحد الأدنى بأولويات واضحة، جازما أن وقف الحرب ووضع حد لنزيف الدم العربي في اليمن اليوم قبل الغد هي الأولوية الأولى وبداية الخروج من المأزق العربي".

خيارات التعامل مع إيران

وعلى صعيد الخيارات مع إيران، قال عبيدات: "هناك خيارات متعددة للتعامل مع إيران، فإن أخطر وأسوأ هذه الخيارات من وجهة نظري أن يتم التعامل معها من منظور مذهبي، فهذا الخيار شرك نصبته الدوائر الصهيونية للعرب والمسلمين إبان حرب الولايات المتحدة الأمريكية للسوفيات بأفغانستان، فسقطوا في حبائله واستفاقوا بعد ربع قرن ليجدوا الكيان الصهيوني قد استكمل مشروعه الاستيطاني ففي فلسطين بعد طبخة مفاوضات الحصى في أوسلو، ويريدون اليوم أن يشغلوننا ربع قرن آخر بحرب عبثية بين الشيعة والسنة لا يعلم أحد ماذا ستكون نتائجها ومتى وكيف ستنتهي".

بدوره، قال رئيس قسم التحرير في المركز العربي للأبحاث، عماد قدورة، في ورقة بحثية في الندوة، إن العلاقات العربية التركية تميزت بالتفاعل والاستمرارية؛ بحكم القرب الجغرافي، والتحديات الأمنية والسياسية الناشئة عن هذا الجوار، وتوازنات القوى الإقليمية، والمصالح المتبادلة.

وبين أن العلاقات التركية- العربية، شهدت تحسنا وزخما حق وصول حزب العدالة إلى السلطة، وتحول تركيا الى طرف في الاستقطاب الإقليمي الناتج عن الانقسامات السياسية في المنطقة العربية".

مزيد من التصعيد السعودي مع إيران

بينما توقعت ورقة بحثية أعدتها، الباحثة الجزائرية حسنا عبد الحق، من مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية، مزيدا من التصعيد في الصراعات الحالية بين إيران والسعودية في سوق النفط، إلى جانب توسيع تحالفات السعودية في جنوب ووسط آسيا وتعميق العلاقات مع مصر وتركيا، مع رفع الشحن الطائفي في المنطقة من قبل إيران في المنطقة الشرقية السعودية.

اقتصاديا، اعتبرت د.سامية غربي الأستاذة في جامعة القسطنطينية في الجزائر، أن "

العلاقات الاقتصادية العربية التركية، شهدت قفزة نوعية
إذ ظهرت استثمارات عربية جديدة في تركيا، ومن بينها الجزائر التي تربطها مع تركيا مشاريع استثمارية في مجالات الطاقة والإنشاءات، وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين  مليار دولار عام 2016".

ويتضمن اليوم الثاني للندوة عقد ثلاث جلسات تتناول الأولى منها بحث العلاقات العربية -الإسرائيلية، وتتناول الجلسة الثانية العلاقات العربية - الإفريقية، فيما تتناول الجلسة الثالثة مستقبل العلاقات العربية الإقليمية وآفاقها المستقبلية، فيما تختتم الندوة بكلمة ختامية وعرض التوصيات الصادرة عنها.

 

التعليقات (0)