القدس

تحذيرات دولية وإسلامية من قرار محتمل لترامب بشأن القدس

تحذيرات متكررة من أن أي قرار يتعلق بالقدس قد يقود المنطقة لمزيد من الاشتعال- أ ف ب
تحذيرات متكررة من أن أي قرار يتعلق بالقدس قد يقود المنطقة لمزيد من الاشتعال- أ ف ب

أثار قرار الولايات المتحدة المرتقب سواء فيما يتعلق بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، أو الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل، ضجة دولية على المستويين الشعبي والرسمي ترفض أي قرار يتعلق بشأن القدس ويخالف الاتفاقيات والمعاهدات الدولية.

 

وتعترف الأمم المتحدة باحتلال وضم القدس الشرقية من قبل إسرائيل وتعتبرها منطقة محتلة، وترفض القانون الإسرائيلي الصادر في 1980 لضم القدس، وتقول إنه مخالف للقانون الدولي.

 

ودعت الأمم المتحدة في قرارها رقم 478 الصادر عام 1980 كافة الدول التي لديها تمثيل دبلوماسي في القدس إلى سحب بعثاتها من المدينة، وتؤكد أن الوضع النهائي للقدس يجب أن يتم التفاوض عليه بين الطرفين.

 

وترصد "عربي21" في التقرير الآتي أبرز المواقف الدولية الرسمية التي تصدرت معارضة القرار الأمريكي المحتمل.

 

بدوره، حذر الاتحاد الأوربي الثلاثاء، من أن أي "خطوة أحادية الجانب" حول تغيير وضع مدينة القدس، ستكون لها انعكاسات سلبية على مستوى العالم.


جاء ذلك في بيان حول الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية فيديريكا موغريني، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.


وأوضح البيان أن موغريني والصفدي تناولا في اتصالهما الهاتفي احتمال اعتراف الولايات المتحدة بالقدس المحتلة عاصمة أبدية لإسرائيل.


وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يعتقد بأن اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل، سيولد نتائج سلبية جدية، وسيشغل الرأي العام العالمي.


ودعا البيان إلى الاهتمام بمسيرة السلام بين إسرائيل وفلسطين، موضحا أن عملية السلام ستتأثر سلبا في حال إقدام الولايات المتحدة على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.


وأكد أن الاتحاد الأوروبي سيستمر في التواصل مع جميع الأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية من أجل إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

 

من جانبه، قال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان صحفي، إنه "أبلغ نظيره الأمريكي دونالد ترامب، بأنه قلق من إمكانية أن تعترف الولايات المتحدة بصورة أحادية بالقدس عاصمة لإسرائيل".


وجدد تأكيده على أن مسألة وضع القدس يجب التعامل معها في إطار مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بهدف إقامة الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.

 

اقرأ أيضا: مظاهرات الأربعاء.. الفصائل الفلسطينية تؤكد: القدس خطر أحمر


من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن مسألة القدس قد تؤدي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، موجها حديثه إلى الرئيس الأمريكي ترامب قائلا: "القدس خط أحمر بالنسبة للمسلمين وتؤدي لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل".


وحذر أردوغان ترامب من اتخاذه هذه الخطوة، مؤكدا أنه "سيعقد اجتماعا لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، وسنحرك العالم الإسلامي من خلال فعاليات مهمة".


من جهتها، أعلنت جامعة الدول العربية على لسان أمينها العام أحمد أبو الغيط، أن اتخاذ ترامب قرارا بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يعزز التطرف والعنف ولا يخدم عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.


وقال أبو الغيط: "من المؤسف أن يصر البعض على محاولة إنجاز هذه الخطوة دون أدنى انتباه لما تحمله من مخاطر كبيرة على استقرار الشرق الأوسط وكذلك في العالم ككل".

 

اقرأ أيضا: الرئاسة الفلسطينية: ترامب أبلغنا نيته نقل السفارة إلى القدس


وفي السياق ذاته، حذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون من "تداعيات خطرة" لأي قرار بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.


وشدد على "ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني في القدس، وعدم اتخاذ أي قرار يستهدف تغيير هذا الوضع"، على ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية (بترا).

 

وفي سياق متصل، أكدت وزارة الخارجية السعودية أن الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل، يخالف القرارات الدولية التي أكدت حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والراسخة في القدس، والتي لا يمكن المساس بها أو محاولة فرض أمر واقع عليها.


وحذرت من التداعيات البالغة الخطورة التي ستنتج عقب هذا الاعتراف، إلى جانب "إضفاء المزيد من التعقيدات على النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، وتعطيل الجهود الحثيثة القائمة لإحياء عملية السلام"، حسب تعبير البيان.


كما أرسل عاهل المغرب الملك محمد السادس رسالة إلى ترامب، أعرب فيها عن القلق البالغ الذي ينتاب الدول والشعوب العربية والإسلامية، إزاء الأخبار المتواترة بشأن نية إدارته الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها.


وأضاف العاهل المغربي في رسالته: "لا يخفى عليكم ما تشكله مدينة القدس من أهمية قصوى، ليس فقط بالنسبة لأطراف النزاع، بل ولدى أتباع الديانات السماوية الثلاث، فمدينة القدس، بخصوصيتها الدينية الفريدة، وهويتها التاريخية العريقة، ورمزيتها السياسية الوازنة، يجب أن تبقى أرضا للتعايش، وعلما للتساكن والتسامح بين الجميع".


وفي نفس الإطار، أكد رئيس نظام الانقلاب المصري عبد الفتاح السيسي على موقف بلاده بشأن الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس ضمن المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة.


وشدد السيسي خلال تلقيه اتصالا من ترامب مساء الثلاثاء، على ضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط.


وفي الموضوع ذاته، دعت منظمة التعاون الإسلامي إلى عقد قمة استثنائية للدول الإسلامية في حال قررت الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في خطوة اعتبرت المنظمة أنها ستشكل "اعتداء" على العرب والمسلمين.


وقالت المنظمة في بيان صحفي إنه "سيتم عقد اجتماع استثنائي على مستوى مجلس وزراء الخارجية ومن ثم عقد مؤتمر القمة الإسلامي بشكل استثنائي في أقرب وقت، في حال إقدام أمريكا على اتخاذ خطوة محتملة إزاء الاعتراف بمدينة القدس بما تسمى (عاصمة إسرائيل)".


وحذرت من أن هذه الخطوة أو إقامة أي بعثة دبلوماسية في القدس، سيشكل "اعتداء صريحا على الأمتين العربية والإسلامية"، معتبرة مثل هذه القرارات انتهاكا خطيرا للقانون الدولي.

التعليقات (3)
المهدي
الأربعاء، 06-12-2017 05:43 م
اتمنى ان تقوم ساعة على ان تكون قدس عاصمة لاسرائيل
كاظم أنور دنون
الأربعاء، 06-12-2017 09:49 ص
لم أسمع كلب من الزعماء العرب يقول " أنا رافض لقرار ترمب" أو " القرار خاطيء وتتحمل واشنطن توابعه" أو " القدس عاصمة قلسطين" أو رجال الدين المنافقين لم أسمعهم يقولون أن " القدس ثالث الحرمين وهو وقف للمسلمين" ، وكل ما جرى هو التحذير ( طبعا التحذير للصهاينة والأمريكان وليس للمسلمين والفلسطينين) من أي تصرف قد يهدد سلامة الصهاينة أو الأمريكان. لا يعتقد جاهل أو غافل أن ترمب إتصل بعملائه بالمنطقة كعبدالله بن حسين والسيسي وسلمان وعباس قبل إصدار القرار ليشاورهم أو ليطلعهم على المستجدات، إنما فعل ذلك لإبلاغ هؤلاء الخونة الماسونيين ما يجب عليهم فعله من جانبهم لإجهاض أي تحرك معاكس. ما يفعله ترمب لن يغير على الأرض شيء بالنسبة للشعب الفلسطيني، وبالنسبة للشعوب العربية والأسلامية، فالواقع حاله يقول أن الصهاينة يحتلون كل فلسطين بما فيها القدس، وأن الدول العربية المجاورة تمارس القمع والعبودية على الشعب الفلسطيني ( شيطنة الشعب الفلسطيني) إرضاء للصهاينة وعلى شعوبهم أيضا متى تعلق الأمر بسلامة وحماية الصهاينة....... لم يتغير شيء فالثور الأمريكي لم يكن يوما لجانب الحق، والتغيير قادم بوعد من الله، وعندها سيكون يوم النحر العالمي للنعاج للصهاينة وأطفالهم ونسائهم وللزعماء العرب وكلابهم أيضا.
ابن الجبل
الثلاثاء، 05-12-2017 07:27 م
الرئيس ترامب مهدد بالعزل وهو ينبطح ويتمرغ امام اللوبي الصهيوني،وذلك على حساب الفلسطينيين والعرب والمسلمين،وسوف يُظْهر قادة العرب والمسلمين وخاص قادة السعودي والامارات ومصر الممانعة وهم الراغبون، وكلُّه عشان الكرسي.