سياسة عربية

حكومة الحمدالله إلى غزة اليوم .. وآمال بتجاوز العقبات

تشهد فلسطين حالة من الغليان في ظل ترقب اعتراف واشنطن بمدينة القدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل"- جيتي
تشهد فلسطين حالة من الغليان في ظل ترقب اعتراف واشنطن بمدينة القدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل"- جيتي

تشي زيارة حكومة الوفاق الفلسطينية برئاسة رامي الحمد لله إلى قطاع غزة الأربعاء، بوجود تقدم حذر نحو إنهاء ملف تمكين الحكومة الفلسطينية، بمتابعة مباشرة من المخابرات المصرية التي مارست ضغوطا كبيرة على حركتي "حماس" و"فتح" لإتمام المصالحة.

تسليم السلطة


وأوضح القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، يحيى موسى، أنه بعدما "شهدت الأيام الماضية نوعا من الشد والجذب والتشكك والتوتير في ما يتعلق بملف المصالحة، فقد بذل الإخوة المصريون جهودا ضخمة في اتجاه جسر الهوة وتقريب الأمور، والسير في المصالحة إلى الأمام".

ولفت في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "قدوم الحكومة الفلسطينية غدا إلى غزة، مع وجود الوفد المصري وحضور عزام الأحمد (مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح)، يؤكد أن هناك جهودا تبذل من أجل استكمال ما يتعلق بتسليم السلطة وتمكين الحكومة".
 
وأكد موسى، أن "مصر تريد أن تنهي هذا الملف (التمكين)، ولعل العاشر من هذا الشهر، يكون موعدا نهائيا لإنهاء هذا الملف، ويعلن عن انتهاء هذا الجزء"، معربا عن أمله في أن "تنتهي كافة الملفات العالقة، مثل دفع رواتب الموظفين واستكمال اللجنة القانونية والإدارية، وما يتعلق بعودة عدد قليل من الموظفين المستنكفين".

وأضاف: "شعبنا ينتظر ثمرات هذه المصالحة؛ برفع العقوبات عن قطاع غزة المحاصر".


اقرأ أيضا: حماس تتوقع رفع إجراءات عباس عن غزة خلال الأسبوع المقبل

وحول وجود وعود جازمة أو ضمانات لضمان رفع العقوبات، نوه النائب إلى أن "هناك إرادة مصرية قوية وجهودا جدية تبذل في هذا الاتجاه، لكن لا يمكن التحدث عن شيء يقيني في الأفق"، وقال: "نحن نريد أن ننتهي من هذا الملف الشائك، بما يؤسس لوحدة وشراكة وطنية حقيقية".
 
العمل الطبيعي


بدوره، أكد الناطق باسم حكومة الوفاق الفلسطينية يوسف المحمود، أن "الحكومة متمسكة بدفع عجلة المصالحة إلى الأمام وإنهاء الانقسام، وزيارتها لغزة تأتي ضمن عملها الطبيعي؛ سواء كان في المحافظات الشمالية أم في الجنوبية".
 
وأضاف في حديثه لـ"عربي21" أن "زيارة الحكومة لقطاع غزة اليوم، لها شأن آخر خاصة في هذه الأيام التي تشهد عملية المصالحة"، وقال: "تصل الحكومة لغزة من أجل ممارسة عملها وإتمام ما قامت به خلال الفترة السابقة منذ إعلان اتفاق المصالحة في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي".
 
وأشاد المحمود، بأهمية "اتفاق كافة الأطراف الفلسطينية على تجاوز مرحلة الانقسام السوداء، والتقدم في ملف المصالحة إلى الأمام"، مؤكدا أن "الجميع متفق على استعادة وتحقيق الوحدة الوطنية".
 
وحول رفع الإجراءات العقابية وحل مشكلة الموظفين والكهرباء، قال: "لا توجد إجراءات عقابية، وهذا غير وارد في القاموس الوطني ولا في قاموس العمل الحكومي، لكن هناك إجراءات وخطوات من أجل استعادة الوحدة وتجاوز الانقسام"، وفق قوله. 
 
وتابع: "وبشأن القضايا الأخرى، هذا يأتي نتاج العمل الذي نقوم به ضمن الآليات المتبعة وإتمام عملية المصالحة واستعادة العمل الطبيعي في المحافظات الجنوبية (قطاع غزة)".
 
وفي تعليقه على الزيارة المفاجئة، أوضح الباحث والمحلل السياسي الفلسطيني، خليل شاهين، أن "هناك فجوات كبيرة في مواقف حركتي فتح وحماس، إزاء الملفات الأساسية المطروحة في سياق تحقيق المصالحة الفلسطينية وفي مقدمتها ملف تمكين الحكومة الذي لا يزال العقدة الأكثر تعقيدا، في ضوء محاولة تحييد البحث في الملفات الأخرى خلال اجتماع الفصائل الأخير في القاهرة".
 
فجوات كبيرة


وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "الجديد في الموضوع هو وجود قوة دفع مصرية، تحاول تحقيق اختراق وتقدم ما يمكن أن يلمسه المواطن في غزة قبل حلول موعد العاشر من هذا الشهر، خاصة خلال لقاءات المخابرات المصرية الأخيرة في القاهرة مع وفدي حماس وفتح، مع وجود ملف المصالحة في المخابرات المصرية في قطاع غزة".
 
ولفت شاهين، إلى أن "الراعي المصري للمصالحة يسعى أيضا لتحقيق تقدم في ملف تمكين الحكومة وخاصة في ما يتعلق، بالمعابر والموظفين إضافة إلى قيام الحكومة بمهماتها في حفظ الأمن العام في القطاع".
 
وأضاف: "في هذا السياق يمكن أن يدرج هذا الاهتمام الذي تبديه الحكومة بتوجهها غدا بكامل وزرائها، أملا في إظهار أن هناك تقدما ما"، معتقدا بأن "المقاربة التي اعتمدت حتى الآن وخاصة البدء في تمكين الحكومة؛ هو بمثابة وضع العربة أمام الحصان، لأنه من الصعب التقدم في هذا الملف دون إحراز تقدم في ملفات أخرى".
 
وأوضح المحلل السياسي، أن "الحكومة الفلسطينية لا تستطيع أن تتخذ قرارات، إلا إذا تحقق توافق في إطار الفصائل، وهذا يعني أن التوافقات الأساسية مطلوبة في اجتماع تعقده الفصائل، وتوفر هي بدروها حاضنة للحكومة كي تمضي قدما في تنفيذ تلك التوافقات؛ في ما يتعلق بملف الموظفين والكهرباء وإدارة المعابر والتراجع عن الإجراءات التي اتخذت ضد غزة، إضافة للملفات الأخرى".

اقرأ أيضا: قيادات إسلامية ومسيحية: خطوة "معتوه" أمريكا ستشعل المنطقة
 
وتشهد الأراضي الفلسطينية حالة من الغليان في ظل ترقب اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمدينة القدس المحتلة "عاصمة لإسرائيل" ونقل سفارتها من "تل أبيب" إلى القدس، حيث انطلقت دعوات النفير العام في العديد من المناطق العربية والفلسطينية تنديدا ورفضا للموقف الأمريكي الداعم والمنحاز للاحتلال الإسرائيلي.

التعليقات (0)