القدس

مخيمات لبنان تصعّد وتدعو إلى جمعة غضب

مخيمات لبنان - صفحة مخيم البراجنة
مخيمات لبنان - صفحة مخيم البراجنة

تتواصل مسيرات الغضب في لبنان، لا سيما في المخيمات الفلسطينية التي خاضت إضرابا شاملا؛ تنديدا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وسط دعوات إلى "جمعة غضب" ونصرة للقدس.

وشهدت بيروت سلسلة فعاليات ومسيرات، من بينها فعاليات طلابية في الجامعة اللبنانية الدولية، واعتصام لطلاب الجامعة الأمريكية، إضافة إلى مسيرات ووقفات في مخيم شاتيلا، حيث رفعت الشعارات المطالبة بتحرك عربي وإسلامي لمواجهة القرار الأمريكي المنحاز للكيان الإسرائيلي. 

وشدد الطالب سليم حيدر لـ"عربي21" على أهمية التعبير الطلابي اللبناني في قضية هامة تهم كل العرب"، مطالبا الحكومة اللبنانية بالعمل على "خطوات مساندة للدفاع عن الشعب الفلسطيني المظلوم".

وأضاف: "فلسطين هي فلب الأمة وضميرها، ونحن في حراكنا نعبر عن موقف مساند للحق، ورافض للباطل المتمثل في أداء القادة الأمريكيين المكبلين بالأغلال الإسرائيلية".

وشهد مخيم برج البراجنة في مسيرة شدّدت على أهمية تكثيف الحراك والحشد، يوم الجمعة، واعتبارها يوم غضب بوجه الاحتلال والولايات المتحدة.

مخيمات الجنوب تحشد

وفي جنوب لبنان، تظاهر المئات في مخيمي عين الحلوة والمية ومية بمشاركة الفصائل الفلسطينية كافة واللجان الشعبية.

وحذر أمين سر القوى الإسلامية، الشيخ جمال خطاب، في تصريحات لـ"عربي21"، من خطورة "انجرار دول أخرى وراء الولايات المتحدة في الإعلان عن نقل سفارتها إلى القدس، وهو أمر مرجح في ظل النفوذ الأمريكي والضغط والإلحاح الإسرائيلي".

ورأى أن "مقدّرات الأمة العربية كبيرة في حال وجود الإرادة لذلك لمواجهة القرار الأمريكي وسائر الخطوات المضرّة بأمتنا"، مضيفا: "لدينا قوة وإمكانية في محاصرة المصالح الأمريكية المتعددة ردا على السياسات التي تستهدف أرضنا ومقدساتنا".

ونظم مركز التنمية الإنسانية "ألوان" في المخيم الأكبر في لبنان مسيرة تضامنية للأطفال والشباب وبمشاركة من شخصيات اجتماعية وثقافية.

ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية والشعارات الوطنية، وجالوا في شوارع المخيم، فيما علت هتافات الأطفال بصيحات التنديد للولايات المتحدة والدول المنحازة للكيان الإسرائيلي.

وخلال المسيرة، أكدت مديرة مركز ألوان سهيلة سويد "رفض أي مساس بمكانة القدس الدينية والوطنية؛ لأنها عاصمة لكل المسلمين والمسيحيين"، داعية إلى "مواصلة كل أشكال النضال، حتى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم، وفق القرار 19".  وفي البقاع، نظمت الفصائل واللجان الشعبية والقوى الشبابية مسيرة حاشدة استقرت على مدخل مخيم الجليل.

ورفع المعتصمون الأعلام الفلسطينية والشعارات المنددة بنقل السفارة الأمريكية، كما أحرقوا صور ترامب والأعلام الأمريكية والإسرائيلية، للتعبير عن رفض الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي.
ودعا أهالي مخيم "المية ومية" إلى مسيرات، الجمعة، تنطلق من المساجد، لتمر في شوارع المخيم، وصولا إلى ملعب الشهيد فيصل الحسيني.

وتحدث عضو اللجنة الشعبية في المخيم، أحمد الخطيب، لـ"عربي21": "أن التحركات ستكون موحدة تحت العلم الفلسطيني من دون أي شعارات حزبية أو فئوية"، مشيرا إلى "أهمية التضامن في مثل هكذا ظروف، والمحافظة على الروح الوطنية التي تجمع الكل الفلسطيني حولها".

وشدد على أن "الغضب الفلسطيني ما زال في بدايته، حيث من المرجح أن تتسع دائرة الغضب تدريجيا؛ لإيصال الرسالة إلى العالم الصامت بأنه متخاذل ضد المصالح العربية والإسلامية".

وعمّت مخيمات صور، جنوبي لبنان، مظاهرات كبيرة، أبرزها في مخيم البص بمشاركة أكثر من ألفي طالب من مدارس الأونروا، كما شهد مخيما البرج الشمالي والرشيدية مسيرات؛ للتعبير عن رفضهم لقرار ترامب، باعتباره قرارا مجحفا بحق الشعب الفلسطيني.

وكانت مظاهرة شعبية خرجت، صباح الخميس، في مخيم البرج الشمالي، بمشاركة المئات من الأهالي.

وتشهد مخيمات جنوب لبنان مسيرات متواصلة، حيث تستعد الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية لسلسلة مسيرات وفعاليات في الأيام المقبلة، داخل وخارج المخيم.

غضب الشمال

وفي مخيمات الشمال، شارك المئات من أهالي مخيم البداوي في مسيرة حاشدة؛ استنكارا للقرار الأمريكي، كما اعتصم العشرات من أبناء المخيم بدعوة من الفصائل الفلسطينية، أكدت على أن المرحلة حرجة جدا، ولا بدّ من الاتحاد لردع الإدارة الأمريكية عن تخطي الخطوط الحمر، وأبرزها قضية القدس.

وشهد مخيم نهر البارد مسيرات غاضبة من تنظيم القوى والفصائل الفلسطينية، حيث استقرت المظاهرة المركزية أمام مكتب مدير الأونروا، أكدوا فيه رفضهم للقرار الأمريكي الشبيه بوعد بلفور، حسب وصفهم.

في سياق آخر، قرر رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، إضاءة الواجهة الرئيسيّة للسراي الحكومي ليلا بصور للمسجد الأقصى ولكنيسة القيامة؛ تضامنا مع الشعب الفلسطيني، ورفضا لأي قرار يعتبر القدس عاصمة لغير الفلسطينيين.

التعليقات (0)