صحافة دولية

فايننشال تايمز: لماذا يحرج قرار ترامب الأخير الرياض وأبوظبي؟

فايننشال تايمز: قرار ترامب يضع حلفاءه في حالة من الدفاع عن النفس ويعمق الخلافات- أ ف ب
فايننشال تايمز: قرار ترامب يضع حلفاءه في حالة من الدفاع عن النفس ويعمق الخلافات- أ ف ب

ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واعترافه بالقدس عاصمة للدولة اليهودية أحرج حلفاءه الأقوياء في الشرق الأوسط.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن قرار ترامب يضع حلفاءه في حالة من الدفاع عن النفس، ويعمق الخلافات في الشرق الأوسط، لافتا إلى أن الحكومات في المنطقة قامت بشجب قرار الرئيس، محذرة أن قراره بنقل السفارة يقضي على فرص الحل السلمي ويشعل العنف.

 

وتبين الصحيفة أن قرار الرئيس الأمريكي وضع كلا من السعودية والإمارات العربية المتحدة، الدولتين الحليفتين لواشنطن في المنطقة، في وضع محرج، وعرضهما لمخاطر ارتباطهما بالتحرك؛ نظرا للعلاقة القريبة مع واشنطن. 

 

ويفيد التقرير بأنه يعتقد أن الدولتين زادتا من التعاون الأمني والاستخباراتي السري مع إسرائيل، التي تشترك معهما في التحذير من إيران، وجعلها الهدف الأكبر للسياسة الخارجية قبل إعلان الرئيس عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس

 

وتنقل الصحيفة عن الزميلة الاستشارية البارزة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إليزابيث ماريتو، تساؤلها قائلة: "السؤال المهم هو إن قررت الدول العربية التي توصف بالاعتدال اتخاذ مواقف صلبة غير الشجب"، وأضافت: "مرة أخرى يشعل ترامب النار ويترك حلفاءه العرب للتعامل مع لهيبها، وقد أطلق ترامب بكلامه النار على قدمهم، فهل سيقررون إطلاق النار على القدم الأخرى". 

 

ويلفت التقرير إلى أن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش بدا ملمحا إلى مخاطر السمعة التي يواجهها حلفاء الولايات المتحدة السنة على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلا: "يواجه العالم العربي تحديا كبيرا فيما يتعلق بأزمة القدس"، وتساءل قائلا: "هل سيتم تسييس الأزمة واستغلالها لتحقيق أهداف ضيقة ومكاسب سياسية وتصفية حسابات صغيرة، أو نلتقي ونتحدث بشكل عملي".

 

وتنوه الصحيفة إلى أن وضع القدس يعد من أكثر الموضوعات الخلافية في قضايا الحل النهائي، وتعدها إسرائيل منذ عام 1967 عاصمة موحدة لها، وتتمتع بالسيادة عليها، فيما ينظر إليها المجتمع الدولي على أنها محتلة، ويراها الفلسطينيون عاصمة للدولة الفلسطينية. 

 

ويذكر التقرير أن كلا من الإمارات العربية والسعودية انتقدتا القرار الذي اتخذه ترامب من جانب واحد، ملغيا عقودا من الدبلوماسية الأمريكية، مشيرا إلى أنه لم تعترف أي دولة بالقدس عاصمة لإسرائيل إلا الولايات المتحدة حتى الآن.

 

وتشير الصحيفة إلى أن الملك سلمان حذر في مكالمة مع ترامب من تبعات القرار، وقال إنه سيعقد من فرص التوصل إلى سلام، لافتة إلى أن ما يبدو أن "منافسي البلدين في المنطقة يحاولون الآن بناء رأسمال سياسي من القرار وتوريط الرياض وأبو ظبي".

 

ويورد التقرير نقلا عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قوله: "لو أنفق نصف المال الذي ينفق على الإرهاب والتطرف ونشر الطائفية لتحرير فلسطين، لما واجهنا هذه الغطرسة الأمريكية".

 

وتقول الصحيفة إن مقالا في صحيفة "العربي الجديد" اتهم دول الاعتدال العربي، قائلا: "لقد أصبح واضحا أن إدارة ترامب لم تكن لتتجرأ على هذه الخطوة، التي تنتهك حقوق الفلسطينيين والعرب والمسلمين، لو لم تحصل على الضوء الأخضر، أو ضمنت صمت بعض الدول العربية"، مشيرة إلى أن المستشار في الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، رد متهما دولة قطر بالنفاق، وقال إنها سمحت بفتح ممثلية تجارية إسرائيلية في الدوحة في نهاية التسعينيات، التي أغلقت بعد الانتفاضة الثانية.

 

ويجد التقرير أن "الصورة الإقليمية معقدة قبل تدخل ترامب الأخير، فدول الخليج ومصر تفرض حصارا على قطر بتهمة دعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وعقد ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد تحالفا مع إدارة ترامب، وذلك بعد ما رآه البلدان من تحيز إدارة باراك أوباما لإيران، وتوقيعه الاتفاقية النووية معها عام 2015، وقاما بالتنسيق مع جارد كوشنر، صهر ومستشار الرئيس ترامب، الذي كلفه الأخير بمتابعة ما يقول إنها الصفقة الكبرى للتسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين". 

وبحسب الصحيفة، فإن هناك تقارير أشارت إلى أن ابن سلمان قام بالضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للقبول بالخطة الأمريكية، التي تتحيز كثيرا لإسرائيل، حيث يقول الباحث الزائر في معهد "أمريكا إنتربرايز" أندرو باوين، إن الرياض دعمت الرئيس الأمريكي ومحاولاته للتسوية مقابل "تقديم ترامب لهم ورقة على بياض لعمل ما يريدون.. ومهما تكن نية السعودية فقد أعطى (القرار) نقطة رابحة للإيرانيين".

 

وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول باوين إنه في الوقت الذي تدفع فيه الولايات المتحدة باتجاه المواجهة مع إيران: "نقول إننا لم نعد وسطاء نزيهين في العملية السلمية".

التعليقات (5)
كاظم أنور دنون
السبت، 09-12-2017 04:26 م
I say to the sadistic bull Tramb, thank you .................. Yes, thank you. you did not see what we saw yesterday from arab and Islamic nations, a true cohesion of the people, the heart rejoices and resurricts to the dead hopes of these peoples ... ........ I thought that connecting between the Arab and Islamic masses is impossible, but what I saw in the yards yesterday I didn’t saw since the Arab Spring. the liberation yard in Egypt, where we saw men, women and children shouting (Al - Quds is ours), thanks again Tramb, Your foolishness and the disgrace of the occupied zionists will be the cause of the unification of this nations and the resurrection of the dragon from its slumber, and then the calculation will be very difficult for both you and Zionists.
واحد
الجمعة، 08-12-2017 07:35 م
ولماذا هل تظنون ان اميركا الكافرة يهمها السعودية وابوظبي!!!!
عبد الله
الجمعة، 08-12-2017 07:30 م
ويورد التقرير نقلا عن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، قوله: "لو أنفق نصف المال الذي ينفق على الإرهاب والتطرف ونشر الطائفية لتحرير فلسطين، لما واجهنا هذه الغطرسة الأمريكية". بل انت و دولتك من جعل السعوديون يرتمون باحضان ترامب . انتم كما تدعون دهاقنه السياسه و الخليجيين بدو رعاه ابا جهله و زيدوا فوقها مراهقين ( معلش يا سيدي ) لماذا لا تفوتون الفرصه عليهم و توقفوا تدخلاتكم في اليمن و البحرين و العراق و سوريا و لبنان ...الخ لانه الله وحده يعلم بالباقي . و هكذا تعملون كش ملك للسعوديه و تسحبون السجاده من تحتها لانه لم يعد لهم مبرر بالتوجه لترامب لانكم ما عدتم تشكلون تهديدا لهم و لغيرهم . الحقيقه يا طريف انكم و اسرائيل وجهان لعمله واحده فمنذ قدوم الخميني للسلطه و للان حققت اسرائيل بجهودكم ما لم تكن تحلم بتحقيقه لو لم تكونوا موجودين . و لعل تدميركم للعراق و قتل علماءه اكبر خدمه قدمتموها للصهاينه . شعارات الموت لامريكا و اسرائيل لم تعد تجدي يا ظريف ولا تحاول ان تكون خفيف ( دم ) لانك بلا دم اعتبر نفسك من الزواحف
شرحبيل
الجمعة، 08-12-2017 04:52 م
لقد اطمأن ترامب على غياب الانسان العربي عن التاريخ فمنح القدس لاسرائيل : وسبب هذه الطمأنينة هو...أنه .منذ أربعين وايران تحارب العرب و تهتف الموت لأمريكا ..الموت لاسرائيل .!! وهي تعني أن أمريكا واسرائيل هم الشعب العربي ...!! فحاربته بالطائفية أفضل سلاح لديها ..وشجعت الإرهاب بواسطة ذيولها الوسخة كداعش وحزب الشيطان واستولت على العواصم العربية ...لقد دمرت ايران نصف الأمة العربية ....والنصف الثاني ستدمره اسرائيل ....
عمر
الجمعة، 08-12-2017 03:56 م
ترومب ترومب ليس غبيا او ميلا كباء وعمالة ال سعود والشيطان الاخرس ابن زايد عراب بيع القدس للقدس رجالها مصداقا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم لاتزال طائفة مني متي علي عدوهم ظاهرين فيبيت المقدس واكناف بيت المقدس المؤكد ان مملكات العهر والخيانة في طريقها الي الزوال والي مزبلة التاريخ نهايتها غير اسوف عليها وان احدي اهم اسباب نهاية ال سعود مسليمة الكداب ابن زايد الذي نصب نفسة فوق العادة خلفا لمسليمة في اعلان حربه علي مقدسات الامة وعلي كل الاصوات الحرة الشريف من وقف الي جانب العدون الصهيوني غلي غزة اليست امارات الخزي والعهر من مونذلك العدوان من يقف الي في اعلان حربه لي الله جهارا نهارا اليس هو الكداب السافلالحقير ابن زايد