القدس

4 أسئلة هامة حول قرار ترامب فيما يتعلق بالقدس

قرار دونالد ترامب تمثل في عرقلته ومعارضته لعملية السلام بين طرفي النزاع - جيتي
قرار دونالد ترامب تمثل في عرقلته ومعارضته لعملية السلام بين طرفي النزاع - جيتي

نشرت صحيفة "نوفال أوبسرفاتور" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن قرار ترامب المتعلق بإعلان القدس عاصمة للدولة العبرية، الذي خلف وراءه تداعيات خطيرة. فقد أثار هذا قرار موجة استنكار عالية حول العالم، وفي هذا السياق حاولت الصحيفة رصد أبرز ما يجب أن يعرف عن هذا القرار غير المسبوق وتداعياته.

وأجابت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، عن السبب الذي منع وجود سفارات أجنبية في القدس، المدينة المقدسة بالنسبة لأكبر ثلاث ديانات توحيدية في العالم وهي الإسلام والمسيحية واليهودية. فلطالما كانت القدس في قلب الصراع الألفي، ومسرحا للمواجهات المباشرة منذ زمن غابر بين المسلمين والمسيحيين، بل وبين المسيحيين أنفسهم، خلال منتصف القرن التاسع عشر.

وأشارت الصحيفة إلى التغير الذي طرأ على الوضع في فلسطين منذ سنة 1890،عندما أطلق تيودور هرتزل مشروع الصهيونية. وجاء ذلك بعد أن تواتر شغف اليهود بالقدس، وكثر ترديدهم خلال عيد الفصح للوعد المنشود، منذ عقود، بالالتقاء في "القدس السنة المقبلة"، حتى أصبح احتلال المدينة المقدسة هدفا سياسيا بالنسبة لهم.

ثم تطرقت الصحيفة إلى وعد الإنجليز للصهاينة بمساعدتهم على تحقيق حلمهم، إلا أن المملكة المتحدة بعد احتلالها لفلسطين لأكثر من 30 سنة، انسحبت وتركت الأمر بيد الأمم المتحدة. وفي سنة 1947، صوتت الأمم المتحدة لصالح مشروع تقسيم فلسطين إلى دولتين، دولة يهودية في الغرب وأخرى عربية في الشرق، لتبقى القدس تحت سيطرة الأمم المتحدة، من أجل ضمان وصول المسلمين والمسيحيين واليهود إلى الأماكن المقدسة في المدينة. ولكن لم يبد أي طرف في الصراع رضاه عن هذا الخيار.

 

اقرأ أيضا: تعرف على الخطوات الإسرائيلية بعد قرار ترامب بشأن القدس

وسرعان ما اندلعت الحرب بين الدولة العبرية والعربية وانبثق عنها معطيات جديدة، فظهرت دولة الأردن في الشرق ودولة إسرائيل في الغرب، حيث أقام الصهاينة حكومتهم. وفي سنة 1967، مكنت حرب الستة الأيام إسرائيل من غزو الجزء الشرقي، الذي ما زال يعرف لدى المجتمع الدولي "بالمنطقة المحتلة".

وأوردت الصحيفة أن صفة المحتل، لم تمنع إسرائيل من مواصلة احتلال الجانب الشرقي للقدس. وفي هذا السياق، صوت الصهاينة سنة 1980 لصالح القانون الإسرائيلي الذي يعترف بالقدس عاصمة "واحدة لا تقبل التجزئة" لإسرائيل. ولكن لم تعترف أي دولة بهذا القانون. وحيال هذا الشأن، قال المؤرخ فينسنت لومير إن الأمم المتحدة طلبت من الدول الستة عشر، نقل سفاراتها من القدس ردا على ذلك القانون وتعبيرا عن رفضها له.

ورأت الصحيفة أن النقطة الثانية المثيرة في قرار ترامب تتمثل في عرقلته ومعارضته لعملية السلام بين طرفي النزاع، إذ يرى الفلسطينيون في القدس الشرقية عاصمة للدولة التي يطمحون لإقامتها. وحسب الإحصائيات الإسرائيلية، يمثل الفلسطينيون ثلث السكان بتعداد بلغ 820 ألف شخص، ولكنها تمثل الغالبية القاطنة في القدس الشرقية.

ولتجنب تغذية الصراع التاريخي، قرر المجتمع الدولي عدم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو لفلسطين. ولكن يبدو جليا أن قرار ترامب يتعارض مع الحياد الذي حاول المجتمع الدولي التحلي به فيما يتعلق بتقسيم المدينة ووضعية الأماكن المقدسة فيها.

أما السؤال الثالث الذي أثاره قرار ترامب فكان حول ردود الأفعال الرسمية في الشرق الأدنى. فبإعلانه عن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أصبح ترامب يغرد خارج السرب وانعزل عن العالم. ومن جهتها، أدانت كل من تركيا والسعودية هذا الإعلان، الذي وصفاه بغير المسؤول وغير المبرر من جانب الولايات المتحدة.

كما أشارت الصحيفة إلى تصريح الأردن بأن هذا الإعلان فيه انتهاك للقانون الدولي، بينما اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن هذا القرار مثير للغضب وسيطلق "انتفاضة جديدة". ومن جانبه، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب متلفز أن الولايات المتحدة بهذا القرار البائس قد هدمت كل جهود السلام وأعلنت تخليها عن دور الراعي للمفاوضات.

وذكرت الصحيفة موقف منظمة التحرير الفلسطينية الممثلة في أمينها العام، صائب عريقات، الذي اعتبر أن دونالد ترامب قد هدم حل الدولتين، واستثنى الولايات المتحدة من أي دور قد تلعبه في عملية السلام القادمة. أما بالنسبة للحركة الإسلامية حماس، فقد أكدت أن ترامب قد فتح "أبواب جهنم" بهذا القرار، ولعل ذلك ما أقر به إسماعيل هنية، حيث قال: "يجب أن ندفع نحو انتفاضة جديدة في مواجهة العدو الصهيوني".

في المقابل، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن يوم إعلان ترامب عن هذا القرار يعد يوما تاريخيا. ومن جانبها، أكدت الأمم المتحدة أن وضع القدس لا يمكن أن يحل إلا من خلال مفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

كما تساءلت الصحيفة في النقطة الرابعة عن تداعيات هذا القرار على أرض الواقع، وما خلفه من ردود فعل واضحة في العالم الإسلامي. فوفق ما صرح به وزير الصحة الغزاوي، فقد قتل فلسطيني وجرح العشرات على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال المظاهرات التي جابت شوارع القطاع، بالإضافة إلى الاشتباكات التي جدت بين المتظاهرين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية داخل المدينة القديمة وحولها.

وفي الختام، تحدثت الصحيفة عن موقف الشارع العربي والإسلامي من قرار ترامب خاصة في دول الجوار، على غرار الأردن وتركيا والعراق ومصر، حيث رفع المتظاهرون شعارات "القدس عاصمة فلسطين"، و"عربية عربية"، بينما حرق بعض المتظاهرين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي الأعلام الأمريكية والإسرائيلية وصورا لدونالد ترامب.

 

التعليقات (2)
مصطفى ابو جاد
الأحد، 10-12-2017 02:33 ص
قرار ترامب بشأن القدس خسارة كبيرة لأمريكا وشعبها لا يفهم في السياسة شيئا ابدا و بهذا القرار الذي اتخذه هاذا الخنزير الملوث ،وأن القدس جزء لايتجزء من أرض فلسطين واما اسرائيل لا وجود لها ولا يمكن لنا ان نعترف بها بتاتا ان القدس عاصمة لفلسطين وستبقى لفلسطين أبى من أبى وأراد من اراد
مصطفى ابو جاد
الأحد، 10-12-2017 12:52 ص
قرار ترامب بشأن القدس خسارة كبيرة لأمريكا وشعبها لا يفهم في السياسة شيئا ابدا و بهذا القرار الذي اتخذه هاذا الخنزير الملوث ،وأن القدس جزء لايتجزء من أرض فلسطين واما اسرائيل لا وجود لها ولا يمكن لنا ان نعترف بها بتاتا ان القدس عاصمة لفلسطين وستبقى لفلسطين أبى من أبى وأراد من اراد