اقتصاد عربي

كيف وجه ترامب "ضربة قاسمة" للسياحة في بيت لحم؟

بلغ عدد السياح الذي زاروا بيت لحم في أعياد الميلاد العام الماضي نحو 10 آلاف سائح- عربي21
بلغ عدد السياح الذي زاروا بيت لحم في أعياد الميلاد العام الماضي نحو 10 آلاف سائح- عربي21

يتعرض قطاع السياحة في بيت لحم جنوب الضفة الغربية خلال الأيام الحالية، لـ"ضربة قاسمة" بفعل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.


وأشارت وزارة السياحة الفلسطينية إلى أن عدد السياح الذين زاروا بيت لحم في أعياد الميلاد المسيحية بلغ العام الماضي نحو 10 آلاف سائح، متوقعة أن لا يصل العدد هذا العام إلى نصف العام الماضي، في ظل إلغاء عدد كبير من الحجوزات.


وقال مسؤول فلسطيني وأصحاب محال تجارية وفنادق، في أحاديث منفصلة، إن القرار الأمريكي ألقى بظلاله على السياحة بمدينة مهد السيد المسيح (عيسى عليه السلام)، تزامنا مع احتفالات عيد الميلاد المجيد.


ويتوجه المسيحيون من كافة أرجاء العالم إلى مدينة بيت لحم، أواخر شهر كانون الأول/ ديسمبر، من كل عام احتفالا بعيد الميلاد، ويزورون كنيسة "المهد" التي أقيمت فوق مغارة يُعتقد أن السيدة مريم بنت عمران، عليها السلام، وضعت فيها طفلها المسيح عيسى عليه السلام.

 

اقرأ أيضا: مواجهات للأسبوع الثاني في الضفة رفضا لقرار ترامب (شاهد)


وتكون ذروة الأعياد ليلة 24 ونهار 25 كانون الأول/ ديسمبر، إذ يقام "قداس منتصف الليل"، الذي يحرص الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على حضوره، رفقة عدد من المسؤولين المحليين والدوليين، وآلاف الحجاج المسيحيين.


ويسود التوتر الأراضي الفلسطينية، في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم 6 كان الأول/ ديسمبر الجاري، اعتراف بلاده رسمياً بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، وسط غضب عربي وإسلامي، وقلق وتحذيرات دولية.


وعبر رئيس بلدية بيت لحم، أنطوان سلمان، عن مخاوفه من تردي الحركة السياحة في مدينة بيت لحم، جراء القرار الأمريكي وتحذير بلاده لمواطنيها من دخول الأراضي الفلسطينية.


وقال سلمان: "السلطات الإسرائيلية باتت تمنع الحافلات الإسرائيلية والأدلة السياحيين من دخول المدينة باعتبارها غير آمنة، ومن المؤكد أن ذلك له آثار سلبية على حركة السياحة".

 

اقرأ أيضا: انتقاد حقوقي لاستخدام إسرائيل القوة المميتة ضد الاحتجاجات


وأضاف: "هناك توقعات بخسارة كبيرة للفنادق والمطاعم ومحال بيع التحف الدينية وغيرها"، مبينا أن "بيت لحم في كل عام تصبو لموسم عيد الميلاد".


وقال إن رسالة الميلاد هذا العام "أمل للعيش بسلام، لكن ما نعيشه اليوم في مدينة السيد المسيح لا ينطبق مع رسالة الميلاد"، لافتا إلى أن القرار الأمريكي من شأنه "إثارة الفوضى والتوتر".


وقال "جريس سمحان"، صاحب محل لبيع التحف الدينية قرب كنيسة المهد، إن "هناك تراجعا كبيرا لعدد السياح، فيما تبدو المدينة خالية منهم"، مضيفا: "كنا نتوقع موسما جيدا، لكن يبدو أنه ضُرب بفعل قرار الرئيس ترامب".


وقال "مروان كتانة"، مدير فندق "جاسر" بالمدينة إن فندقه بات بلا نزلاء، مشيرا إلى أن بالفندق 250 غرفة كانت محجوزة بالكامل.


ويقع فندق "جاسر" الذي يعد من أقدم فنادق المدينة بجوار جدار الفصل الإسرائيلي الذي بُني سنة 2002 لعزل الضفة الغربية عن القدس المحتلة. وأشار إلى أن قرار الرئيس الأمريكي أدى لتوتر في الضفة الغربية، مما دفع بالسياح لإلغاء حجوزاتهم وزيارتهم إلى الأراضي الفلسطينية.

 

اقرأ أيضا: مجلس الأمن يصوت الاثنين على قرار ضد إعلان ترامب


وبيّن أن إدارة الفندق كانت تتوقع أرباحا تصل لنحو 450 ألف دولار أمريكي، خلال موسم أعياد الميلاد لهذا العام، لم تحصل منها سوى 70 ألفا.


وقال موظف استقبال في فندق آخر بالمدينة ذاتها، رفض الإفصاح عن أسمه لعدم السماح له بالتصريح، إن عددا من الحجوزات ألغيت بعد القرار الأمريكي، متابعا قوله: "هناك خشية من إلغاء باقي الحجوزات، حال استمرار التوتر".


وكانت بلدية مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، أطفأت بعد ساعة من قرار "ترامب" أنوار شجرة عيد الميلاد المجيد؛ احتجاجا على القرار.


ويشهد المدخل الشمالي للمدينة، مواجهات وصفت بالعنيفة بين عشرات الشبان الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، ويستخدم الجيش الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع والمياه النتنة (كيميائية) لتفريق المتظاهرين.

التعليقات (0)