رياضة دولية

هل يستعيد غوارديولا أمجاده مع برشلونة في مانشستر سيتي؟

السيتي تكبد هزسمة واحدة منذ بداية الموسم- فايسبوك
السيتي تكبد هزسمة واحدة منذ بداية الموسم- فايسبوك

نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن تألق المدرب بيب غوارديولا، خاصة خلال مباراة مانشستر سيتي وتوتنهام. وقد أصبح السيتي الآن يغرد منفردا في صدارة الدوري الإنجليزي بعد أن فرض غوارديولا طريقة لعبه المفضلة، التي أسعدت الجماهير وأعادت إلى الأذهان نجاحاته السابقة مع برشلونة وبايرن ميونخ.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمه "عربي21"، إن بيب غوارديولا اضطر لإدخال تعديلات على الرسم التكتيكي لفريقه بعد 135 ثانية من بداية المباراة، وهو ما يعني أن خصمه المدرب ماوريسيو بوتشيتينو نجح في إزعاجه ودفعه لمراجعة مخططاته. ومن أجل إرباك الطريقة الناجحة المعتمدة من قبل بيب غوارديولا مع مانشستر سيتي، والمتمثلة في خطة 4-3-3، قام مدرب توتنهام هوتسبير بالاعتماد على خطة 4-4-2.

وذكرت الصحيفة أن هذا المدرب، المعروف بروح التحدي والجرأة، قرر المهاجمة عبر الوسط وليس الأطراف، وإجبار لاعبي الخصم على التجمع في وسط الميدان، وهو ما لم يتوقعه غوارديولا. ولأول مرة منذ بداية الموسم، اضطر فريقه الذي لم يذق طعم الهزيمة في الدوري المحلي، للبحث عن توازنه أثناء اللقاء.

وأوضحت الصحيفة أن غوارديولا كان يمكن أن يضطر، في ظل هذه المفاجأة، لإعادة تنظيم صفوفه بحسب طريقة لعب الخصم، إلا أن هذا المدرب العنيد، الذي حصد 21 لقبا في سبعة مواسم مع فريقي بايرن ميونخ وبرشلونة، لم يقبل أن يملي عليه خصمه ما يفعله. لذلك، اختار غوارديولا الطريق الصعب، وأراد تحييد هيجان لاعبي الفريق المنافس، دون أن يتنازل عن أبرز ملامح طريقته المعهودة.

واعتبرت الصحيفة أن الجماهير التي حضرت هذا اللقاء، رغم الطقس البارد والماطر، شاهدت بيب غوارديولا وهو يقدم عرضا رائعا وفرجويا، حيث كان الظهير الأيسر فابيان ديلف في الكثير من الأوقات يلعب في وسط الميدان. وفي ردهات أخرى، كان المهاجم ليروي ساني يساعد المدافعين، وقد استغرق الفريق حوالي نصف ساعة حتى يتأقلم مع هذا التغيير في طريقة اللعب.

وذكرت الصحيفة أن الانتصار الذي حققه مانشستر سيتي في سهرة يوم السبت الماضي، بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدف، كانت ممتعة لكل أنواع المتفرجين، وليس فقط لمن يعشقون المناورات التكتيكية. وبالإضافة إلى الحركية والحماس الشديدين، حضرت أيضا البراعة التكتيكية والذكاء، والخصال التي كانت معهودة سابقا في الكرة الإنجليزية، على غرار الروح القتالية، والصلابة، والركض المستمر.

وأضافت الصحيفة أن هذه المباراة الحماسية شهدت إخراج الحكم للبطاقة الصفراء ست مرات، وتوقيف اللعب في عدة مناسبات لتمكين اللاعبين من الحصول على العلاج. وقد تفاعلت الجماهير بكل حماس مع أداء الفريقين، وملأت أرجاء الملعب بالأهازيج والتشجيعات طوال المباراة، وهو ما دفع بالمحللين للإشادة بالفريق الضيف، الذي لعب بكل ندية رغم تعرضه للهزيمة.

وأكدت الصحيفة أن فريق توتنهام لم يسمح لمانشستر سيتي بخوض مباراة سهلة، فعلى الرغم من هدف الافتتاح الذي سجله إيلكاي غوندوغان في الدقيقة 14، إلا أن المباراة لم تكن أكثر سهولة على السيتي وذلك بفضل أداء توتنهام، المعروف بحبه للتحدي والجرأة والمخاطرة أثناء اللعب، حتى ضد فريق عملاق بدأ منذ سنة 2015 في استثمار مبالغ ضخمة لشراء أفضل لاعبي العالم.

وأوردت الصحيفة أنه رغم قبول توتنهام بالهدف الثاني، عن طريق كيفين دي بروين من هجمة مرتدة في الدقيقة 70، إلا أن لاعبيه واصلوا البحث عن تسجيل هدفين للخروج على الأقل بنقطة التعادل. ولكن بعد أن أضاع المهاجم البديل غابرييل خيسوس ضربة جزاء، جاء دور رحيم ستيرلينغ ليجهز على آمالهم، بتسجيل الهدفين الثالث والرابع في الدقيقتين 80 و90.


وأشارت الصحيفة إلى أن مانشستر سيتي تكبد هزيمة واحدة منذ بداية الموسم الحالي، وكان ذلك في مباراة غير مهمة في منافسات دوري أبطال أوروبا، ضد فريق شاختار دونيتسك الأوكراني. وهو ما يعيد إلى الأذهان نجاح بيب غوارديولا مع فريق برشلونة، حيث لم يتذوق المدرب الإسباني طعم الهزيمة في أول 22 مباراة في موسم 2008-2009، قبل أن يتعرض في شباط/ فبراير 2009 لهزيمة مفاجئة ضد فريق إسبانيول وفي ملعب الكامب نو بالذات، وقد كان حينها مدرب إسبانيول هو ماوريسيو بوتشيتينو، المدرب الحالي لتوتنهام.

وأوضحت الصحيفة أن بوتشيتينو، الذي تأثر كثيرا بزميله وابن بلده، المدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا، نجح خلال السنوات الأخيرة في تطوير قدراته التكتيكية بشكل لافت. كما بات الآن يعتمد على خط هجوم ناري يقوده كل من هاري كين، وديلي آلي، وكريستيان إريكسن. وبذلك بات توتنهام يمتلك ثلاثة لاعبين في المقدمة من أفضل نجوم العالم.

وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن إريكسن نجح في تذليل الفارق بتسديدة صاروخية في الدقيقة 93 من عمر المباراة. وبعد صافرة النهاية، ذهب بوتشيتينو لتحية زميله غوارديولا، معبرا عن إعجابه بالطريقة التي طورها في السيتي. كما اعترف بوتشيتينو بعد اللقاء بأنه ليس هناك فريق الآن قادر على الوقوف أمام مانشستر سيتي بقيادة غوارديولا.

التعليقات (0)