صحافة دولية

لهذه الأسباب تصر فرنسا على عقد الانتخابات الليبية 2018

ماكرون رعى توقيع اتفاق سياسي بين حفتر والسراج في باريس في 25 من تموز/ يوليو الماضي- جيتي
ماكرون رعى توقيع اتفاق سياسي بين حفتر والسراج في باريس في 25 من تموز/ يوليو الماضي- جيتي

نشرت صحيفة "سلايت" الناطقة باللغة الفرنسية، تقريرا تحدثت فيه عن التزام فرنسا بإيجاد حل سياسي في ليبيا.

 

وتجلى ذلك من خلال دعوة وزير الخارجية الفرنسي إلى إجراء انتخابات عاجلة في ليبيا خلال فصل الربيع نظرا لحالة الفوضى السائدة في البلاد، وذلك خلال اجتماعه بممثلين عن الأطراف الليبية المتنازعة في طرابلس وبنغازي.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن خطة المبعوث الخاص للأمم المتحدة، غسان سلامة، تنص على إجراء استفتاء على الدستور وإعداد قانون انتخابي. ولكن، في الوقت ذاته، لم يخف المبعوث اللبناني أن هذه الخطة لن تنجح في ظل الانقسامات السياسية التي تعصف بالبلاد.

وجهت لحفتر جملة من التهم من قبل منتقديه، على غرار رغبته في تولي الحكم بهدف تركيز ديكتاتورية عسكرية في ليبيا


ونقلت الصحيفة على لسان وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، في ما يتعلق بضرورة تنظيم انتخابات في ليبيا، أن "هذا الجدول الزمني الانتخابي يعد الحل الأمثل بالنسبة لليبيا. وبالتالي، وجب في الوقت الحاضر تفعيله بسرعة قصوى".

 

وأضاف إيف لودريان، مؤكدا: "عندما أقول خلال فصل الربيع، يعني ذلك خلال فصل الربيع، وأنا أعي جيدا ما أقول". وقد اختار المبعوث الأممي لليبيا بدوره التوقيت نفسه.


والجدير بالذكر أن طرفي النزاع في ليبيا، وهما كل من الوزير الأول فايز السراج، والمشير خليفة حفتر، قد التزما بعملية سياسية للخروج من الأزمة الحالية، وذلك خلال اجتماعهما في باريس في 25 من تموز/ يوليو الفارط، بمبادرة من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.


اقرأ أيضا :  موالون لحفتر ينسحبون من مقر برلمان طبرق بعد تطويقه


وذكرت الصحيفة أن التوتر لا يزال يشوب التقارب بين طرفي النزاع، نظرا للشكوك التي تحوم حول نوايا حفتر، الذي يعد الرجل الأول في شرق البلاد، كما أنه يحظى بدعم من قبل كل من مصر والإمارات.

 

في المقابل، وجهت لحفتر جملة من التهم من قبل منتقديه، على غرار رغبته في تولي الحكم بهدف تركيز ديكتاتورية عسكرية في ليبيا.

و أعلن خليفة حفتر أن الاتفاق السياسي الذي وقع في 17 كانون الأول/ ديسمبر سنة 2015 في الصخيرات (المغرب) مع حكومة الوفاق الوطني التي يقودها فايز السراج المدعوم من المجتمع الدولي، قد وقع التغاضي عنه. 

منذ تشكيلها خلال شهر آذار/ مارس سنة 2016، لا تزال حكومة الوفاق الوطني عاجزة عن بسط سيطرتها خارج طرابلس

وقالت الصحيفة إن وزير الخارجية الفرنسي قد حل في ليبيا حاملا معه رسالة تتضمن أمرا بإغلاق القاعدة العسكرية في مدينة "الرجمة" الواقعة شرق البلاد على مقربة من مدينة بنغازي، التي تشكل معقل المشير. ومن خلال هذه القاعدة العسكرية، يدير حفتر قرابة 20 ألف جندي منضوين تحت لواء الجيش الشعبي الليبي.

وأوردت الصحيفة أن وزير الخارجية الفرنسية قد وجه خطابا إلى عناصر من الجيش الشعبي الليبي، مفاده أنه "ليس هناك بديل آخر عن اتفاقية الصخيرات في الوقت الحالي، والأمر سيان بالنسبة لكم. بالإضافة إلى ذلك، أنتم تحظون باعتراف دولي، ويجب أن تستغلوا هذا الاعتراف في خدمة بلدكم".

وأضافت الصحيفة أن إيف لودريان قد أعرب عن "تفاؤله" إزاء نتائج جولته الليبية، حيث حمل في جعبته خبرين جيدين.

 

اقرأ أيضا :  حفتر يعلن نهاية "الاتفاق السياسي الليبي"..هل من مستجيب؟

 

ويتمثل الخبر الأول في التزام فايز السراج بالتقويم الانتخابي. أما الخبر الثاني، فيحيل إلى دعم خليفة حفتر للمسار الانتخابي شريطة التأكد من أن عملية التصويت ستتم في كنف "الشفافية والنزاهة".

وأفادت الصحيفة بأن المشكلة التي يمكن أن تعرقل إجراء هذا المسار الانتخابي تتمثل في اختيار التوقيت، أي ربيع سنة 2018.

 

وتعزى هذه المخاوف إلى الوضع العام في بلد مشتت بين الفصائل والمليشيات منذ سقوط نظام معمر القذافي سنة 2011.

وفي تعليقه على حادثة خطف وقتل رئيس بلدية مدينة مصراتة، التي تنتشر فيها العديد من المليشيات القوية، أفاد إيف لودريان بأن "هذه الحادثة تؤكد أننا لم نتخلص بعد من الاضطرابات، في حين أنها تحمل توقيع أعداء "المسار الانتخابي وإعادة توحيد ليبيا".

ونوهت الصحيفة إلى أنه منذ تشكيلها خلال شهر آذار/ مارس سنة 2016، لا تزال حكومة الوفاق الوطني عاجزة عن بسط سيطرتها خارج طرابلس، فضلا عن أنها لا تزال في مواجهة مباشرة مع النهج العدائي لبرلمان طبرق المنتخب منذ سنة 2014.   

فرنسا تعمل على تبادل المعلومات الاستخباراتية مع ليبيا فيما يتعلق بمسألة شبكات التهريب الممتدة بين النيجر والتشاد نحو أوروبا مرورا بليبيا

وأقرت الصحيفة أنه وفي طرابلس، أكد إيف لودريان على نواياه بشأن تعزيز التعاون مع حكومة الوفاق الوطني الليبي في حربها ضد عمليات تهريب المهاجرين.

 

والتقى إيف لودريان بمسؤولين في منظمات إنسانية في إحدى مراكز اعتقال المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا، عقب موجة الاستياء العالمي على خلفية الروبورتاج الذي نشرته قناة "السي إن إن" عن سوء معاملة المهاجرين في هذه البلاد. واعتبر إيف لودريان أن هذا الوضع يشكل عبئا على ليبيا، كما أنه دعا إلى ضرورة إيجاد حل مشترك لإزاحته.

وفي الختام، ذكرت الصحيفة أن فرنسا تعمل على تبادل المعلومات الاستخباراتية مع ليبيا في ما يتعلق بمسألة شبكات التهريب الممتدة بين النيجر والتشاد نحو أوروبا مرورا بليبيا. أما بالنسبة لليبيين، فقد أعربوا عن استعدادهم لفتح مجالهم الجوي أمام شركات الطيران الأجنبية، التي تنقل المهاجرين المرحلين من أوروبا إلى بلدان المنشأ في أفريقيا. 

التعليقات (0)

خبر عاجل