ملفات وتقارير

لهذا السبب لن تنفذ أمريكا تهديدها بقطع المساعدات

عقب عملية التصويت تراجعت الولايات المتحدة عن تهديدها بشكل غير مباشر- جيتي
عقب عملية التصويت تراجعت الولايات المتحدة عن تهديدها بشكل غير مباشر- جيتي

جاء تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء الماضي، بقطع المساعدات المالية عن الدول التي ستصوت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح مشروع قرار يدعو أمريكا إلى سحب اعترافها بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، ليثبت حجم "الغطرسة" الأمريكية التي تنتهجها في سياستها الحالية تجاه العالم.


ووجهت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن نيكي هايلي تهديدات مماثلة للدول الأعضاء قبل التصويت على مشروع قرار قدمته مصر أمام مجلس الأمن، قائلة إن "ترامب طلب منها تسجيل أسماء الدول التي ستصوت ضد أمريكا".


ورغم التهديدات الصريحة من الإدارة الأمريكية، إلا أن 128 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت لصالح القرار الذي يدعو أمريكا لسحب اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، مقابل معارضة 9 دول وامتناع 35 أخرى.

 

اقرأ أيضا: ما جدوى تصويت الجمعية العامة بشأن القدس وأثره على أمريكا؟


وعقب عملية التصويت تراجعت الولايات المتحدة عن تهديدها بشكل غير مباشر، وهو ما صرحت به المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيثر نويرت بالقول إن "تصويت الأمم المتحدة ليس هو العامل الوحيد الذي ستأخذه الإدارة في الاعتبار عند التعامل في علاقاتنا الخارجية والبلدان التي اختارت التصويت بطريقة أو بأخرى".


وما بين التهديدات وقلة حدتها، يتبادر للأذهان عدة تساؤلات أبرزها، هل تهديد أمريكا جدي بقطع مساعدتها عن جميع الدول التي صوتت في الجمعية العامة؟


بدوره، رأى أستاذ القانون الدولي عبد الحق العاني أن الولايات المتحدة ماضية في سياستها التي رسمتها حول فلسطين ومستقبل المنطقة، مضيفا: "ليس من السهل تنفيذ التهديدات على الدول التي صوتت في الجمعية العامة".


وأوضح العاني في حديث خاص لـ"عربي21"، أن القضية تعتمد على مدى الضرر الذي يلحق بالسياسة الأمريكية إذا تعنتت الدول المقابلة.

 

أكد أستاذ القانون الدولي أن أمريكا ليست جاهلة لتعرق مصالحها، وهذا التهديد ابتزازي


وحول السبب الذي يمنع أمريكا من تنفيذ تهديدها بقطع المساعدات، أكد أستاذ القانون الدولي أن بعض الدول التي صوتت ضدها في الجمعية العامة، تحافظ على مصالحها في الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية، لأنها صمامات الأمان لها.


وأردف العاني قائلا: "أمريكا ليست جاهلة لتعرقل مصالحها"، مستدركا بقوله: "هذا التهديد ابتزازي، ورسائل للآخرين بأن انتبهوا ولا تتجاوزوا الحدود المسموح لكم بها".


وشدد على أن الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة إلى استقرار القاهرة وعمان ورام الله لأجل الحفاظ على أمن إسرائيل، مبينا أن "هذه المحاور الثلاثة هي في جيب الصهيونية العالمية، وهي تخدم السياسة الأمريكية والإسرائيلية على حد سواء".

 

اقرأ أيضا: هل تقطع أمريكا مساعداتها للسلطة وما تداعيات هذا الأمر؟


من جهته، أكد المختص السياسي والقانوني الدكتور إبراهيم العموش أنه رغم "كل محاولات التهديد والوعيد اليائسة التي مارستها السفيرة الأمريكية نيكي هايلي، والتي انحدرت إلى مستوى الإسفاف وابتعدت عن أصول اللياقة في العمل الدبلوماسي، إلى جانب تهديد ترامب الذي سبقها؛ أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا تاريخيا حول القدس رفضت بموجبه القرار الأحادي الأمريكي".


ورأى العموش في مقال اطلعت عليه "عربي21" أن قرار الجمعية العامة "يشكل عزلا لقرار ترامب ويتضمن رسالة واضحة لأمريكا بأن المجتمع الدولي لا يخضع للتهديد وأن إرادة الأمم الحرة لا يتم شراؤها بالدولار".


وأضاف أنه "على الرغم من أن قرار الجمعية العامة لن يثني ترامب عن قراره ولن يلزمه بالتراجع عنه، إلا أنه يؤسس لقرارات مستقبلية سيصدرها مجلس الأمن حول القدس وسيؤسس للمفاوضات على التسوية النهائية للقضية الفلسطينية".

 

أكد المختص السياسي والقانوني أن عاصمة ترامب المزعومة ستكون بلا سفارات


وذكر أن قرار الجمعية العامة يؤكد على المواقف والآراء السياسية للدول التي أيدته وسيكون ملزما لهذه الدول، موضحا أنها هذه الدول "لن تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل كما اعترف بها ترامب ولن تنقل هذه الدول سفاراتها إلى القدس".


وأردف بقوله إن "عاصمة ترامب المزعومة ستكون بلا سفارات، باستثناء سفارات الجزر المنسية التي أيدت قرار ترامب، هذا إن كان لديها من السكان ما يكفي لتعبئة شواغر سفاراتها المنتظرة"، بحسب تعبير العموش.

التعليقات (0)