ملفات وتقارير

هل تستعيد تركيا البوابة الأفريقية عبر السودان بدل مصر؟

هل يزعج تقارب السودان وتركيا السعودية والإمارات؟
هل يزعج تقارب السودان وتركيا السعودية والإمارات؟

تعد زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسودان هي الأولى من نوعها على هذا المستوى الرفيع منذ استقلال السودان عام 1956، كما تعتبر بمثابة خطوة استراتيجية هامة لأنقرة نحو البوابة الأفريقية حيث تبحث أنقرة عنه بديلا لأسواق الاتحاد الأوربي وأمريكا بعد ما شهدته العلاقات ما بينهما من التوتر مؤخرا.

فما أبعاد زيارة أردوغان الحالية للسودان؟ وهل بدأت تركيا تتجه إلى الخرطوم باعتبارها بوابة لأنقرة نحو أفريقيا بعد الانقلاب العسكري في مصر؟

"زيارة تاريخية"
وفي هذا الصدد قال المستشار الأول لرئيس الوزراء التركي عمر قورقماز، إن هذه الزيارة تأخرت كثيرا لاسيما وأن الخرطوم كانت تترقب زيارة على هذا المستوى منذ سنوات، ودائما كانت مرحبة بذلك سواء على صعيد الحكومة أو الشعب السوداني الذي يعبر عن فرحته العارمة بهكذا زيارة وتقارب مع الشقيقة تركيا".

 

اقرأ أيضا: أردوغان يجري أول زيارة لرئيس تركي إلى السودان

وأضاف قورقماز أن العلاقات بين الشعبين التركي والسوداني "ممتازة حتى إن الشعب السوداني ليلة الانقلاب في 15 تموز (يوليو) 2016، لم ينم حتى الفجر بعد أن اطمأنوا على الأوضاع في تركيا وتأكدوا من فشل الإنقلاب".

وقال إن تركيا تسعى لأن تكون هي بوابة السودان نحو أوروبا على أن تكون السودان بوابة تركيا نحو أفريقيا، وشدد على أن هذه الزيارة ليست ضد مصر ولكنها لصالح الشعبين التركي والسوداني.

بوابة أفريقيا
من جهته أكد الكاتب الصحفي التركي مصطفى أوزجان، أن "علاقات البلدين قائمة منذ زمن إلا أنها تزداد عمقا بهذه الزيارة وهناك استثمارات تركية كبيرة، وكانت تركيا تعول على دور حيوي لمصر أفريقيا أيام الرئيس مرسي؛ ولكن بعد إنقلاب السيسي غابت مصر".

وأضاف أن "تركيا تستعيد البوابة الأفريقية عبر السودان بدلا من مصر، كما أن هناك مجال حيوي للتواجد التركي في السودان؛ لأن البوابة الأوربية والأمريكية تزداد صعوبة أمام تركيا في الوقت الحالي فإن البديل هو التوجه بقوة نحو أسواق أفريقيا وأمريكا اللاتينية، ولذلك فرجال الأعمال الأتراك يستثتمرون في مجالات عديدة على رأسها الزراعة والميكنة مع السودان وهناك أعداد كبيرة من الجاليات التركية في السودان لمراعاة ومتابعة المصالح والاستثمارات المشتركة".

"تقارب يقلق الامارات"
أما من رئيس تحرير موقع تايم تورك، فخر الدين دده، فقد أكد أن "زيارة الرئيس أردوغان إلى السودان مهمة جدا وسط المؤامرات الكبيرة التي تُحاك ضد تركيا، والتي اتضح أن بعض الدول العربية كان لها دور في محاولة الإنقلاب التي حدثت في 15 تموز (يوليو) 2016 بتوفير تمويل ودعم سياسي وإعلامي وإستراتيجي خليجي".

 

اقرأ أيضا: أردوغان في السودان.. هل للزيارة علاقة بمصر؟

وأضاف أن "تحركات المعسكر الإماراتي السعودي تُمثل خطورة على المسار الديموقراطي في تركيا؛ وذلك من خلال دعم منظمات إرهابية تستهدف الدولة التركية وعلى رأسهم جماعة فتح الله غولن الإرهابية، مع هجوم رسمي وإعلامي لهذه الدول على السياسة الخارجية التركية ويصفونها بالسياسة العثمانية والإخوانجية".

ويرى فخر الدين أنه من الضروري "تقوية العلاقات (التركية) مع السودان عن طريق إنشاء تحالف قوي يستعيد توازن الشرق الأوسط الذي أصبح في مهب الريح بفعل محور الخليج"، مشيرا إلى أن السودان أيضا "تعرض لمؤامرات كالتي شهدتها تركيا بمحاولة انقلاب فاشلة بهدف إخضاعها وتطويعها لصالح مشروع محور الخليج المناهض للشعوب وحقوقهم".

ويرى مراقبون أن يكون لهذه الزيارة انعكاسات سلبية على محور السعودي-الاماراتي من هذا التقارب التركي مع السودان، وما سينج عنه من تغير في خطط محور الخليج ويزيد من قلقهم بعد التحاق السودان بالمحور التركي المواجه لأطماع محور الخليج الغير مشروع في المنطقة.

ويقول أبوبكر الصديق البر، مراسل جهاز المغتربين السوداني في تركيا، إن "هذه الزيارة التاريخية للرئيس أردوغان إلى السودان حملت الكثير من المعاني العميقة فهي أول زيارة لرئيس تركيا للسودان منذ الإستقلال 1956، وترجمة ذلك حجم الدعم التركي للسودان في كافة المحافل الدولية".

وتابع أن الزيارة شهدت توقيع عدد كبير من الإتفاقيات بين البلدين فضلا عن الوفد الكبير الذي رافق الرئيس التركي والمكون من مئتي رجل أعمال ومستثمر تركي بالإضافة للوزراء المسؤولين، لاسيما وأن السودان غنية جدا بأراضيها الخصبة الشاسعة ومواردها الطبيعية وثرواتها المختلفة وهذا ما أكده الرئيس أردوغان في أحاديثه مع مختلف فئات المجتمع السوداني.

 

اقرأ أيضا: شراكات استراتيجية بين أنقرة والخرطوم بزيارة أردوغان للبشير

وأوضح أبو بكر أن السودان تدعم بقوة الوجود التركي في أفريقيا كما أن تركيا تولي أهمية كبيرة للسودان وموقعها الاستراتيجي في القارة السمراء. 

محطة هامة
من جهته يؤكد الباحث السياسي في الشؤون الأفريقية سيد الشامي، أن للدولة التركية مشروع يتمدد خارجيا "من خلال عدة أدوات خشنة وناعمة سواء سياسية أو ثقافية أو فنية وتعمل من خلال هذه الأدوات على تعزيز حضورها السياسي والاقتصادي والثقافي، وتأتي زيارة أردوغان إلى السودان وزياراته المتكرره لأفريقيا في هذا السياق".

واعتبر أن أفريقيا ما تزال "القارة البكر التي يتصارع على مواردها الأقوياء، وتعد السودان محطة مهمة للدخول إلى أفريقيا ومن الناحية الاقتصادية تحوي رقعة زراعية وخامات وموارد طبيعية عملاقة وهذا ما يفسر هذا الحضور الكبير لرجال الأعمال في الزيارة، بما يعكس إدراكا تركيا لما تمثله السودان من مساحات واعدة في الاستثمار".

وأضاف الشامي، أن السودان من الناحية السياسية حليف مهم في معادلة النفوذ في الصراع بين القوى الإقليمية والدولية المتزايد على السودان وأفريقيا عموما.

وتوقع المتحدث أن يتزايد الاهتمام التركي بالساحة الأفريقية في الفترة القادمة، لما تمثله من ثقل سياسي واقتصادي ما زال يشد أنظار أصحاب المشاريع الكبرى والطامحين إلى حضور مؤثر أفريقيا.

التعليقات (2)
مصعب محجوب الماجدي
الثلاثاء، 02-01-2018 04:41 م
أثارت زيارة الرئيس التركي رجب طيب اودرغان نباح بعض أجهزة الإعلام المصرية و انهالت على بلادنا بالشتائم والإستحقار والسب والهراء والكذب وتغييب الحقائق التاريخية، ضاربة بشرف المهنة والرسالة الإعلامية عرض الحائط إذ أن في مقدمة مايجب أن يتصف به الإعلام هو المصداقية والمهنية والحياد وإذا فقدت الرسالة الإعلامية هذه الركائز تصبح هدامة ومضللة وغير مسؤولة بل هي معول ينسف القيم المجتمعية وما اقبح الإعلام عندما يكون بوقاً للحُكام يؤوب ويروح معهم أينما توجهوا وأشاروا. لم استغرب عندما علمت تأكيد المرصد العربي لحرية الإعلام أن الإعلام المصري يعيش أسوأ أيامه في ظل قهر تام، وتكميم للأفواه، واعتماد إعلام الصوت الواحد ، في بيان أصدره، الأحد، في الذكرى الرابعة للانقلاب العسكري في مصر، والإطاحة بالحكم المدني المنتخب، يوم 3 يوليو/تموز عام 2013. ودعا المرصد كل المعنيين بحرية الصحافة في العالم لمساندة حرية الصحافة في مصر، والتحرك للإفراج عن الصحافيين السجناء، وإعادة الصحف والقنوات المغلقة، ومنع ملاحقة الصحافيين والمصورين، وتقديم المعتدين للعدالة. لقد كان الإعلام المصري رائداً ومسؤولاً يحترم قدسية المهنة ويلتزم بميثاق شرفها وكان في مقدمة الركب، وعندما كنا نستمع لإذاعة صوت العرب صادقة الإحساس كان يعرونا الزهو ونستشرف وحدة العرب التي دعا إليها عبد الناصر، وقد خرّجت كليات الأعلام المصرية أميز الكتاب الذين حملوا هم القضية لكننا نلاحظ بعين الناقد البصير ان بعض وسائل الإعلام المصري في عهد السيسي انساقت وراء المصالح وباعت القضية واصبح همها الشاغل تجميل الصورة الكالحة لنظام السيسي ووضع مساحيق لاتتناسب مع بشرة النظام الإنقلابية التي مهما وضعنا من مستحضرات التجميل لن تزداد إلا تقرحاً وتشوهاً وقباحة . لن ينسى التاريخ ان إعلام السيسي كدر العلاقات بين شعبَي وادي النيل وشَوَّه صورة السودان وشعبه ونكَّل بهم وإحتقرهم ورمى بتاريخهم عرض الحائط وهاجم الإكتشافات الأثرية العظيمة التي تؤكد قِدم حضارة السودان وجذورها الضاربة في عمق التاريخ فما كان منه إلا التهكم والسخرية المصطنعة وتبخيس الحقائق ولم يتعلموا الدرس عندما لزمت أجهزة الإعلام السودانية الصمت على مضض عندما علمت ان خير من إجابته السكوت. لا ادري لمِ أصيبت بعض وسائل اعلام السيسي بالمراهقة الإعلامية والطيش والتخبط وإثارة الأحقاد والكراهية ونشر أفكار لن تقنع حتى أجيال الإعدادية. فنراها ترغي وتزبد وتستميت كلما ذُكر سد النهضة أو رأت تقارب في وجهات النظر بين السودان وجارته أثيوبيا. كان الأجدر بهذه الأجهزة الإعلامية أن تحترم إحتضان مصر لجامعة الدول العربية التي كلنا يعلم رمزيتها ونستبشر ببوارق الأمل التي تبرق في سماها ونُكذب القائل بأنه برق خُلب. ولم هو عظيم على النفس أن ترى سقوط من يستطيع النهوض لكنه آثر الحضيض على قنن الجبال، ومن يهن يهن الهوان عليه.
مصري
الثلاثاء، 26-12-2017 10:33 ص
القيادة التركية قيادة واعية تستشرف المستقبل بكل وعي ، عندها تخطيط استراتيجي و تعلم جيدا مجالها الحيوي ، اما في مصر العسكر الأوباش عملاء الموساد فليس لديهم سوي خطوط البلطي و أكشاك المكرونه و الوعود المكذوبة ، فرق كبير جدا بين العملاق اردوغان و لا نزكي أحد علي الله و بين القزم سيسي النحس و البلاء أخزاه الله في الدنيا و في الآخرة .