حقوق وحريات

دراسة: مخيم عايدة أكثر مكان بالعالم تعرضا للغاز المدمع

جميع من أجريت عليهم الدراسة تعرضوا للغاز المسيل للدموع- جيتي
جميع من أجريت عليهم الدراسة تعرضوا للغاز المسيل للدموع- جيتي
كشف تقرير لصحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية عن تحول مخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين القريب من بيت لحم إلى أكبر مجتمع تعرض للغاز المسيل للدموع على وجه العالم.

وقالت الصحيفة البريطانية إن مخيم عايدة المكتظ بالسكان كان منذ زمن طويل هدفا لاجتياحات الجيش الإسرائيلي واستخدام الغاز المسيل للدموع فيه لقمع الفلسطينيين.

ونقلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا بيركلي ونشرت الخميس أن المخيم هو المكان الأكثر تعرضا للغاز المدمع على مستوى العالم.

وقال بيار كراهينبوهل المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى إن نساء مخيم عايدة يلجأن لتخبئة أطفالهن في غرف المنازل عند إطلاق الجنود الغاز لحمايتهم من الاختناق بعد تسبع الغرف بسحب الغاز.

وأجرى باحثون دراسة على الحياة في المخيم حملت عنوان "لا مساحة آمنة: الآثار الصحية للتعرض للغاز المسيل للدموع بين اللاجئين الفلسطينيين".

وخلص الباحثون إلى أن القوات الإسرائيلية تستخدم الغاز المسيل للدموع بطريقة "واسعة الانتشار ومتكررة وعشوائية" قد تكون "مخالفة للقواعد الدولية".

وأوضحوا أن هناك الكثير من الأماكن التي يوجد بها كميات مفرطة من الغاز المسيل للدموع وقال الباحث الرئيسي في الدراسة روهيني هار إن هذا ما نتجت عنه الدراسة أنه لم يسبق استخدام مثل هذه الكمية طوال هذا الوقت من الزمن".

وأضاف: "هذه الكمية من الغاز المسيل للدموع لهذه الأحياء الفقيرة الصغيرة ليس على مدى أسابيع ولكن بضع سنوات ... أنا لم أر أو أسمع عن ذلك في أي مكان آخر في العالم".

وسبق أن أدى إطلاق الاحتلال الغاز بكثافة في المخيم إلى استشهاد العديد من الفلسطينيين ففي عام 2014 استشهدت نهى قطامش 45 عاما جراء استنشاقها كمية كبيرة من الغاز المسيل للدموع التي أطلقها الاحتلال في المخيم على منزلها وتنصل الجيش لاحقا من المسؤولية.

وكانت وفاة قطامش مؤشرا على ظاهرة أوسع نطاقا وأظهرت الدراسة أن كل شخص من 236 أجري عليهم استطلاع للرأي تعرض للغاز المسيل مرة واحدة على الأقل العام الماضي في حين 84 بالمئة منهم تعرضوا للغاز وهم في منازلهم.

واشتكى العديد من المجيبين من مشاكل الجهاز التنفسي والأمراض الجلدية المتكررة التي عزوها إلى تعرضهم المتكرر للغاز المسيل للدموع، في حين قالت بعض النساء إنهن تعرضن للإجهاض بعد فترة وجيزة من تعرضهن للأسلحة الكيميائية.

وقال هار: "إن الأمهات لديهن أسئلة مشروعة حول ما يحدث عندما يتعرض طفل يبلغ من العمر شهرين بشكل منتظم لشيء من هذا القبيل على مدى شهور وسنوات".

ولا تقتصر الإصابات على استنشاق الغاز بشكل مباشر إنما يتسبب الغاز أيضا بإصابات أخرى بطريقة غير مباشرة كما حصل مع مسن في المخيم حين حاول الهرب من استنشاق الغاز فكسرت قدمها بعدما سقط وهو يركض.

ويعد الهجوم الكثيف من قبل الاحتلال بالغاز إلى جانب نقص الرعاية الصحية في المخيم والبنية التحتية الهشة وتكلفة أقنعة الغاز أمر يصعب على السكان حماية أنفسهم.

ويشير هار إلى أن أكثر الطرق فعالية للسكان لمواجهة الغاز غسل وجوههم بكميات كبيرة من المياه لكن هذا الأمر أيضا صعب في المخيم لأن مصادر المياه محدودة.

ويلجأ المتظاهرون في المخيم إلى البصل أو المواد العطرية الثقيلة لمواجهة آثار الغاز لكن هذه الوسائل لا تصل إلى درجة مواجهة الغاز الإسرائيلي.

ويقول أحد سكان المخيم عندما تطلق قنبلة واحدة أو اثنتين فإن ذلك أمر يمكن التعامل معه لكن عندما تكون المنطقة مليئة بالغاز المدمع فماذا بمقدر البصل أن يفعل؟

ويضيف: "الحق الأساسي للإنسان الحصول على هواء نظيف لكن عندما تشعر أنك حتى لا تقدر على امتلاك الهواء للتنفس فعندها تقر بأنك تعامل كإنسان من الطبقة الدنيا".

وتشير دراسة الجامعة الأمريكية إلى أن الغازات التي يطلقها الإسرائيليون ووفقا للعديد من التقارير تتسبب في اضطرابات ما بعد الصدمة ومشاكل عند النوم وضيقا في التننفس للبالغين والأطفال على حد سواء.
0
التعليقات (0)