كيف يمكنك أن تركب الطائرة من دون تذكرة؟

نشر موقع "بي بي سي" البريطاني تقريرا تطرق من خلاله إلى حادثة الطائرة التي كانت متجهة من لوس أنجلوس نحو طوكيو، في 26 كانون الأول/ديسمبر الجاري، والتي عادت أدراجها بعد اكتشاف وجود "راكب غير مصرح له" على متنها تمكن من الركوب دون تذكرة صالحة.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن أكثر من 200 راكب، من بينهم زوجا المشاهير، جون لجند وكريسي تيغن، كانوا على متن الطائرة بعد أن أقلعت وهبطت في المطار ذاته بعد ثماني ساعات.

 

ولكن، في عصرنا الذي يشهد تشديدا أمنيا صارما في المطارات، كانت مواقع التواصل الاجتماعي تضجّ بسؤال وحيد، ألا وهو كيف تمكن شخص ما من ركوب الطائرة من دون تذكرة؟

ووفقا لوسائل الإعلام الأمريكية، حدث الالتباس عندما استقل شقيقان متجهان نحو طوكيو الرحلة ذاتها على الرغم من قيامهما بالحجز على شركات طيران مختلفة

ونقل الموقع ما جاء على لسان أحد المسؤولين الحكوميين الذي أكد أن الراكب الغامض اجتاز نقاط التفتيش الأمنية في المطار حاملا بطاقة صعود صالحة، ولكن ليس لتلك الرحلة بالتحديد. من جانبه، قال مكتب التحقيقات الفيدرالي إنه يحقق الآن في كيفية حدوث ذلك، إلا أنهم لم يوجهوا أي اتهام لأي شخص.

 

ووفقا لوسائل الإعلام الأمريكية، حدث الالتباس عندما استقل شقيقان متجهان نحو طوكيو الرحلة ذاتها على الرغم من قيامهما بالحجز على شركات طيران مختلفة.

وأضاف الموقع أن شركتا الطيران وهما خطوط "أول نيبون الجوية" و"يونايتد إيرلاينز" لديهما اتفاق تقاسم الرموز، كما كان لكلا الشركتين رحلات جوية متجهة نحو طوكيو في أوقات متقاربة انطلاقا من مطار لوس أنجلوس الدولي، وهو ما قد يمثل نقطة الانطلاق لشرح هذا الالتباس.

مئات الملايين يسافرون عبر البلاد كل سنة، حيث من المرجح أن لا يتم التحقق من هوية الفرد مجددا عند البوابة بعد العبور بنقطة التفتيش الأمني الأولى داخل المطارات الأمريكية

وصرّح راكب كان على متن الطائرة للموقع أنه لم يقع اكتشاف الخطأ إلا حين قام الموظفون بتسليم وجبة إضافية في واحدة من حجرات الطائرة.

وأورد الموقع أن عارضة الأزياء والمقدمة التلفزيونية، كريسي تيغن، نقلت الحادثة، التي شهدتها برفقة زوجها، بشكل مباشر من خلال تغريداتها على موقع التويتر.

 

وفي هذا السياق، قالت تيغن بعد أن تم إعلام  الركاب بما حدث إن "الماسح الضوئي لبطاقات الصعود ليس سوى آلة تصدر ضوضاء شبيهة بطنين النحل كي تقوم بالتسجيل نحو المجهول".

 

ومن جهته، صرّح الخبير في أمن الطيران، جيف برايس، أن الماسحات الضوئية لبطاقات الصعود عادة ما تخبر موظفي شركة الطيران بتعيين مقاعد الركاب عند البوابات حين يهمّون بالصعود.

وأضاف الموقع نقلا عن الخبير أنه في حال كان الراكب يجلس في مقعد قريب من المخرج، فلا بد من التثبت من استعداده لتشغيل باب الطوارئ.

 

أما إذا ظهرت مشكلة في التذكرة أو رمز الاستجابة السريعة، فلا بد من تنبيه الموظفين. وأوضح الخبير أن "الالتباس قد يكون نتيجة مشكلة تكنولوجية أو خلل في البرمجيات، إذ أنه من غير المعتاد حدوث ذلك.

 

وقد يكون الأمر عبارة عن سلسلة غريبة من الحوادث التي تزامن وقت حدوثها أو أنه خطأ وقع ارتكابه بالفعل.

اقرأ أيضا :  طيار فلبيني يلتقي والدته بالطائرة بعد غياب 16 عاما (شاهد)

ونوّه الموقع بأن مثل هذه الحوادث لا تعتبر شائعة، إلا أنها بالتأكيد قد حدثت من قبل. وفي هذا الصدد، أشار برايس إلى أن مئات الملايين يسافرون عبر البلاد كل سنة، حيث من المرجح أن لا يتم التحقق من هوية الفرد مجددا عند البوابة بعد العبور بنقطة التفتيش الأمني الأولى داخل المطارات الأمريكية.

وتجدر الإشارة إلى أنه في وقت سابق من هذه السنة، وصلت امرأة فرنسية، تُدعى لوسي باهتوكيلاي، إلى سان فرانسيسكو عوضا عن باريس بعد أن استقلت الرحلة الخاطئة من مطار نيوارك. ولم تتفطن المرأة إلى أن تم تغيير البوابة التي ستمر عبرها نظرا لأنها لا تتحدث الإنجليزية.

ونقل الموقع عن المدون في مجال الطيران، جيسون رابينويتز، أن الأمر ذاته حدث له أثناء سفره إلى ألمانيا. ومن قبيل الصدفة، كان راكبان يحملان الاسم ذاته متجهان إلى ذات البلد على متن رحلتين مختلفتين باتجاه مدينتين مختلفتين.

 

وأفاد رابينويتز أن الموظفين لم يتفطنوا إلى الأمر إلا قبيل الإقلاع بعد العثور على شخص إضافي عند العدّ. علاوة على ذلك،  أوضح رابينويتز أنه "كي يحدث مثل هذا الأمر، لا بد من وجود العديد من مواطن الضعف، كما من المرجح للغاية أن يعود ذلك إلى سلسلة من الأخطاء البشرية".

بالعودة إلى حادثة الطائرة التي كانت متجهة إلى طوكيو، أوضح الموقع نقلا عن شركة "أول نيبون الجوية" في بيان لها أنه عندما أدرك طاقم الطائرة أن أحد الركاب استقل الطائرة الخاطئة، اتخذ الطيار في القيادة القرار بالعودة إلى لوس أنجلوس.

 

اقرأ أيضا : بكين تنجح باختبار أضخم طائرة برمائية في العالم

 

ولكن الخبير الأمني، جيف برايس، أكد أنه "من غير المألوف أبدا" أن تحول الطائرة وجهتها بسبب هذا النوع من الأخطاء. وأضاف الخبير قائلا: "لقد كنت ذات مرة على متن طائرة حيث أدرك عدد من الأشخاص أنهم استقلوا الطائرة الخاطئة. في المقابل، تم إعلامهم أن عليهم إكمال الرحلة".

وفي الختام، أورد الموقع أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية تدفع بقائد الطائرة إلى تحويل وجهتها أو أن تعود أدراجها وهي الأمان والسلامة والأسباب الصحية، وفقا لما أفاد به برايس.