ملفات وتقارير

ما تداعيات ودوافع إدراج الحركات الإسلامية على قوائم الإرهاب؟

ترى الأنظمة الحاكمة في الوطن العربي الإخوان كبديل ومنافس لهم - أرشيفية
ترى الأنظمة الحاكمة في الوطن العربي الإخوان كبديل ومنافس لهم - أرشيفية

يفتح حرص بعض الدول العربية ومن خلفها الغربية على تصنيف الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط التي اتخذت مسارا معارضا للسلطات طول العقود الأخيرة وقادت حركات الربيع العربي جدلا كبيرا حول بواعث هذا التصنيف وتداعياته على العديد من الأفراد الذين وصل التضييق عليهم ووصمهم بالإرهاب.


وكانت كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة أدرجت رسميا جماعة الاخوان المسلمين وجماعات محلية تابعة لها على لائحة المنظمات الإرهابية في عام 2014 فيما أعلنت الحكومة المصرية عام 2013 تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية.  ووصل الأمر في السعوية إلى تجريم كل من يفصح عن "التعاطف مع الجماعات والتيارات بأي وسيلة كانت، أو تقديم أي من أشكال الدعم المادي أو المعنوي لها، أو التحريض على شيء من ذلك، أو التشجيع عليه أو الترويج له بالقول أو الكتابة بأي طريقة".

 

المستفيد

 

ويرى الباحث السياسي المصري عصام عبدالشافي أن المستفيد من توجيه السهام لجماعة الإخوان هي الأنظمة الحاكمة التي يهدد وجود الإخوان عرشها.

 

وقال في حديث مع "عربي21" إن هناك دورا كبيرا للإمارات والسعودية بمحاربة الربيع العربي بكامل أطياف داعميه بشكل عام والحركات الإسلامية التي قادته ودعمته ودفعت بالتغيير بشكل خاص.

 

وأضاف: "نرى وضوحا لتحركات الإمارات المضادة في العديد من الدول التي قامت بها الثورات العربية، حيث هناك بصمة واضحة جدا لها في اليمن وإجهاض الثورة والسيطرة على جنوب البلاد، كما دعمت نظام الانقلاب في مصر ماديا وسياسيا فضلا عن دعمها منظومة مبارك قبل ذلك، ولها أياد في كل من ليبيا وتونس".

 

وقال إن تحركات الإمارات تعدى الوطن العربي بل امتد إلى الدول الأخرى حيث أنها تهاجمهم الآن في دول خارج المنطقة مثل مالي في أفريقيا وباكستان وأفغانستان في آسيا.

 

الأهداف

 

ويقول عبدالشافي إن هناك قلقا من الإسلام السياسي وتأثير جماعة الاخوان المسلمين التي يمثل فكرها تحديا لمبدأ نظم الحكم الملكية في المنطقة، حيث أنها من الممكن أن تكون البديل الشعبي المناسب لأنظمة الحكم الحالية.

 

كما يرى الباحث المصري وجود أياد بريطانية وأمريكية في تحريك الأنظمة العربية ضد جماعة الإخوان، حيث أنها حريصة على استمرار حلفائها الذين يرون أنفسهم مرتبطين بتلك الدول العظمى، مما يساعد على الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية.

 

ولفت إلى أن روسيا الاتحادية سبقت العديد من الدول بتصنيف الإخوان كجماعة إرهابية في العام 2006، مشيرا إلى وجود إشكالية في النموذج الحضاري الذي تشكله الجماعات الإسلامية والتأثير الذي ممكن أن تحدثه إذا أحسنت التعامل مع ما تملكه، حيث يمتد المنتمون لها والمعتنقون بفكرها في أكثر من 70 دولة في العالم، وقدمت أطروحات فكرية استفاد منها الملايين، كما أن لها عشرات الكيانات يمكن أن تهدد حضاريا المنظومات الحضارية القائمة.

 

التداعيات

 

فضلا عن الملاحقات الأمنية واعتقال العديد من أبنائها وتشويههم، يقول عبدالشافي إن "هناك استهدافا واضحا للبنية الثقافية والاقتصادية للحركة الإسلامية، كما حصل في مصر بعد الانقلاب عبر تأميم العديد من المصالح التابعة إلى جماعة الإخوان المسلمين".

 

ويتابع: "كما أن هناك خطرا كبيرا باستهداف نزع الجنسيات المحلية لأفراد جماعة الإخوان المسلمين، والذي يمتد أثره إلى أولاده وأفراد أسرته".

 

تصنيف الإخوان في أمريكا

 

بدوره شرح الدكتور الليبي الأمريكي المعروف عصام عميش في محاضرة له خلال مؤتمر مسلمي أمريكا تم تغطيتها من قبل مراسل صحيفة "عربي21"،  كيفية اتخاذ قرار السلطات الأمريكية لقرار تصنيف الجماعات الإسلامية.

 

وقال إن الطريقة الأولى تتم عبر وزارة الخارجية، حيث يقوم الوزير بالتشاور مع وزير العدل ووزير المالية، بالقيام بالتصنيف، ثم يتم إشعار الكونغرس بعزم الوزير على تصنيف المنظمة ويُمنح سبعة أيام لمراجعة التصنيف.

 

وأشار إلى أن الطريقة الثانية تتم عبر حق الرئيس بإصدار قرار رئاسي تحديد مؤسسات معينة وأفراد كإرهابيين، في حال تم الاشتباه بأي شخص بالقيام بأي فعل تراه السلطة إرهابيا.


ولفت إلى وجود حراك حقيقي يقوده بعض أعضاء الكونجرس العنصريين إلى إصدار قانون يصنف الإخوان إرهابية.

 

وقال إن الهدف من هذه التحركات ليس قطع علاقة الإخوان في أمريكا بشبيهاتها بالخارج، إنما ضرب مؤسسات العمل الإسلامي في الداخل وقطع جذور عمل الجالية، وشل أي قدرات لهم.


ورغم خطورة الأمر إلا أن عميش استبعد أن يتم ذلك (أي تصنيف أمريكا للإخوان كإرهابية) في القريب العاجل، مشيرا إلى حديث وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الذي قال فيه إن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين -كتنظيم بأكمله- على لائحة الإرهاب سيعقد الأمور، موضحا أن الإخوان الذين يبلغ عددهم خمسة ملايين تم تقسيمهم إلى مجموعات عدة، وأن جزءا منهم يحتلون مواقع رسمية في بلدانهم.

التعليقات (0)