سياسة دولية

ظاهرة الانتحار متصاعدة بجيش الاحتلال.. ما هي دوافعها؟

بلغ عدد الجنود الإسرائيليين المفقودين 55 جنديا في 2017- أ ف ب
بلغ عدد الجنود الإسرائيليين المفقودين 55 جنديا في 2017- أ ف ب

كشف صحيفة إسرائيلية، عن عدد الجنود الإسرائيليين الذين فقدهم جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العام الماضي، مؤكدة أن عددا منهم أقدموا على الانتحار؛ وهذا يدل بحسب كاتب فلسطيني، على عدم قناعة الجندي الإسرائيلي بالمهمة التي يمارسها.
 
مراحل متأخرة


وأكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن "16 جنديا إسرائيليا أقدموا على الانتحار عام 2017، من بينهم؛ 13 جنديا نظاميا، وضابطان في جيش الاحتياط، وجندي احتياط واحد"، مشيرة إلى أن "الانتحار ظاهرة شائعة في الجيش الإسرائيلي".
 
وأوضحت أن مجمل "عدد الجنود المفقودين خلال عام 2017، بلغ 55 جنديان منهم؛ 12 قتلوا في حوادث طرق"، مشيرا إلى أن عدد الجنود المنتحرين في صفوف جيش الاحتلال بلغ في كل واحدة من السنوات الثلاث الماضية، 15 جنديا إسرائيليا.

 

اقرأ أيضا:  كيف يبدو الجيش الإسرائيلي من الداخل؟

رئيسة قسم القوى البشرية في جيش الاحتلال، العميد ميراف كيرشنر، زعمت أن "حالات الانتحار هذه، تحدث في السنة الأولى للخدمة، ولكن ليس في المرحلة الأولية أو في مرحلة التدريب، وإنما في مراحل متأخرة خلال السنة الأولى من الخدمة".
 
وبحسب تركيز الانتحار في فئة محددة بجيش الاحتلال، أشارت الصحيفة إلى أنه "على عكس السنوات السابقة، لا توجد مجموعة سكانية بارزة يمثلها الانتحاريون"، فيما علقت كيرشنر على ذلك وقالت: "إذا كان من الممكن في الماضي أن نرى حالات انتحار كبيرة بين المهاجرين، فإننا لا نجد اليوم صلة بين حالات الانتحار والمجموعات السكانية".
 
ولفتت الصحيفة إلى أن "معظم المنتحرين استخدموا (في إنهاء حياتهم) الأسلحة التي تلقوها من الجيش"، موضحة أنه "في العقد الماضي طرأ انخفاض في أعدادهم، بسبب تقليص تسليم السلاح للجنود غير الملزمين على حمله".
 
التسلط والسخرية


وأشارت رئيسة قسم القوى البشرية بجيش الاحتلال، إلى أنه "في معظم حالات الانتحار كانت هناك أضواء تحذير، ودائما كان هناك من سمع أو شاهد شيئا يمكنه مساعدتنا على الاكتشاف المبكر، كما أننا نشجع التبليغ عن ذلك".

 

اقرأ أيضا:  إحصائية تكشف أكثر الجاليات اليهودية تطوعا بالجيش الإسرائيلي

من جانبه، أوضح الكاتب والمحلل السياسي، فايز أبو شمالة، أن "العديد من جنود الاحتلال يرفضون المشاركة في وحدة المشاة، ويطلبون أن يكونوا جزءا من وحدة الدبابات أو أي مهمة أخرى خلافا للمشاة، وهذا دليل على خوفهم من الموت".
 
ولفت في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "مثل هذا التهرب، يدل على تسلل الخوف من الموت في أي مواجهة أو حرب قادمة"، موضحا أن "خوف الجنود الإسرائيليين من الموت، يدفعهم لوضع حد لحياتهم عبر الانتحار، من أجل التخلص من تلك الحياة المليئة بالرعب وعدم الاستقرار".
 
وأكد أبو شمالة، أن من أهم الأسباب التي تقف وراء ظاهرة الانتحار لدى جنود وضباط جيش الاحتلال، هي "عدم قناعتهم بالمهمة التي يمارسها الجندي، إضافة لما يعانيه من مشاكل داخل القاعدة التي يخدم بها وعلاقته مع باقي الجنود، حيث يحدث التسلط والسخرية والاستخفاف بالمجند".
 
وأضاف: "والأهم من ذلك، أن ظاهرة الانتحار هي دليل عدم إيمان وقناعة الجندي الإسرائيلي بالادعاء أنه يدافع عن أرض الأجداد".
 
وفي سياق متصل، كشف الإعلام العبري مؤخرا، أن العشرات من الإسرائيليين أعلنوا رفضهم للخدمة العسكرية، وأوضح موقع "i24" الإسرائيلي، أن "أكثر من 63 إسرائيليا بعثوا قبل التجنيد برسالة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ورئيس الأركان جادي آيزنكوت ووزراء الأمن والتربية والتعليم، يعلنون خلالها رفضهم التجنيد الإلزامي في صفوف الجيش الإسرائيلي".
 
"نرفض التجنيد"


وجاء في الرسالة: "لقد قررنا عدم المشاركة في احتلال وقمع الشعب الفلسطيني.. الحالة المؤقتة على مدار 50 عاما ما زالت مستمرة، ونحن لن نستمر بالمشاركة في هذا".

 

اقرأ أيضا:  ارتفاع في حالات التحرش داخل الجيش الإسرائيلي

 

وأكدوا أن "الجيش ينفذ سياسة الحكومة العنصرية، التي تنتهك حقوق الانسان الأساسية وتطبق قانونا خاصا للإسرائيليين، وآخر للفلسطينيين الذين يعيشون بنفس المنطقة".


وجاء في الرسالة: "التحريض الممنهج والمتعمد ضد الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر، ونحن هنا -شبانا وشابات بجيل التجنيد من مناطق مختلفة من البلاد ومن خلفيات اجتماعية مختلفة- نرفض أن نصدق نظام التحريض والمشاركة بذراع القمع والاحتلال التابعة للحكومة".
 
وطالب أصحاب الرسالة، الشبان الإسرائيليين، بـ"النظر مرة أخرى في قضية تجنيدهم للجيش الإسرائيلي، وأعلنوا عن نيتهم الوصول لعدد من النقاط في البلاد حتى يحاولوا حث شبان آخرين على الانضمام للمبادرة والتوقيع على الرسالة".
 
وجاء في خاتمة الرسالة: "نحن نرفض التجنيد والخدمة العسكرية من منطلق التزامنا بقيم السلام والعدالة والمساواة، ومن منطلق وجود واقع آخر يمكن أن نخلقه معا"، وتساءل هؤلاء: "هل الخدمة العسكرية تعمل حقا لأجل هذا الواقع؟".

التعليقات (0)