صحافة دولية

مايكل وولف.. الصحفي الذي قام بخداع دونالد ترامب

الصحفي إيريك ويمبل من صحيفة "واشنطن بوست"، أقر بأن كتاب مايكل وولف "نار وغضب"، كان مدمرا جدا - تويتر
الصحفي إيريك ويمبل من صحيفة "واشنطن بوست"، أقر بأن كتاب مايكل وولف "نار وغضب"، كان مدمرا جدا - تويتر
نشرت صحيفة "نوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن الصحفي الأمريكي مايكل وولف، مؤلف كتاب "نار وغضب"، الذي تناول فيه حياة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب داخل البيت الأبيض، ما أثار جدلا واسعا في الولايات المتحدة الأمريكية.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن البيت الأبيض كان قد نفى سابقا خوفه من استضافة الصحفي الفضولي مايكل وولف. كما أن المستشار السابق في البيت الأبيض، ستيف بانون، هو الذي سمح له بهذه الزيارة وهيأ له الظروف المناسبة لذلك. ويبدو أن دونالد ترامب كانت تستهويه شخصية هذا الصحفي النرجسي المهووس بوسائل الإعلام.
 
وأوردت الصحيفة أن الصحفي إيريك ويمبل من صحيفة "واشنطن بوست"، أقر بأن كتاب مايكل وولف "نار وغضب"، الذي تحدث فيه عن بيت المجانين، 1600 شارع بنسلفانيا، كان مدمرا جدا لدرجة أنه "كان على وشك أن يتسبب في أزمة دستورية". كما أضاف صحفي آخر أنه يعتبره "الكتاب الأكثر قراءة عن واشنطن منذ جيل".
 
وأضافت الصحيفة أن الكتاب قد نقل شهادات بعض المقربين من ترامب، الذين قالوا إنه شخص غير ناضج، وغير مستقر عقليا، وجاهل وسريع الغضب. كما وصلت الانتقادات لدرجة نعته بالشخص "الغبي" على حد قول توم باراك، أو "الأحمق" نقلا عن روبرت مردوخ.
 
ويتمثل الجانب الأسوأ في ذلك، في أن مايكل وولف قد ذكر أن ستيف بانون مثل مصدر معلوماته الرئيسي، خاصة عندما أشار إلى الاجتماع الذي جمع دونالد الابن و بول مانافورت مع محامية روسية، والذي عقد في حزيران/ يونيو سنة 2016، معتبرا إياه "غير وطني" وبمثابة "خيانة" للولايات المتحدة.
 
وأفادت الصحيفة بأنه بدلا من تجاهله لهذه الواقعة، قام دونالد ترامب بنشر بيان طويل ندد فيه بما جاء في الكتاب محاولا دون جدوى منع نشره، وهو ما مثل دعاية لا مثيل لها ودفع بالكتاب إلى قمة مبيعات أمازون.
 
وأشارت الصحيفة إلى التساؤلات مطروحة حول شخصية مايكل وولف ومدى مصداقية كتاباته. فقد عرف عن وولف أنه صحفي شديد الشغف بوسائل الإعلام، تماما كدونالد ترامب. كما وصفته صحيفة "نيويورك تايمز" بأنه يمثل "سمكة مفترسة داخل مستنقع وسائل الإعلام في مانهاتن"، كما عرف عنه عدم اكتراثه بمدى مصداقية مصادره.
 
ونقلت الصحيفة تصريحا للصحفي ستيفن بريل، أفاد فيه بأن مايكل وولف، في كتابه عن وادي السيليكون الذي صدر سنة 1998، قد "اخترع أو عدل اقتباسات" نسبت للعديد من الشخصيات... بالإضافة إلى قيامه بالكشف عن مصادره في حين أنهم طلبوا التعبير عن آرائهم في كنف السرية.
 
وأوضحت الصحيفة أن لدى ترامب وبانون ضعفا تجاه الشخصيات المجنونة مثل مايكل وولف، وهو ما سهل عملية دخوله للبيت الأبيض. وقد تمكن وولف من التقرب منهم عبر تنديده بموجة الانتقادات التي تعرض لها ترامب من قبل وسائل الإعلام التي وصفها بالعادية. وبعد ذلك، صرح وولف من دون أي حرج بأنه قام "بما يلزم للحصول على قصة" حول ما يدور داخل أسوار البيت الأبيض.
 
وأشارت الصحيفة إلى الجدل الواسع الذي أثاره كتاب مايكل وولف وإلى عجز البيت الأبيض عن إيقاف وابل الأسئلة الذي خلّفه، رغم طعنها في مصداقية مؤلفه. ويعود ذلك لعدم نفي ستيف بانون للأقوال التي نسبت له من قبل مايكل وولف، ناهيك عن أن بعض الحقائق التي نشرت قد تم تداولها مسبقا من قبل مصادر إعلامية مرموقة.
 
وأوضحت الصحيفة أن كتاب مايكل وولف يعرّض دونالد ترامب لخطرين. ويتمثل الخطر الأول في أن هذا الكتاب، الذي يعتبر فضيحة على مختلف الأصعدة، قد ظهر بعد بضعة أيام فقط من نشر ترامب لتغريدة على تويتر حول "زره النووي"، التي أثارت عدة تساؤلات حول صحته العقلية. وقد يؤدي الكتاب إلى تشويه صورة الرئيس، لدى البعض من الناخبين الجمهوريين.
 
أما الخطر الثاني، فيتمثل في تسليط مايكل وولف الضوء على تغاضي البيت الأبيض عن عيوب ترامب. وحسب ما جاء في كتابه، يعترف جميع المحيطين بترامب بأنه يتصرف "مثل الطفل"، و"يتساءلون عن مدى ذكائه وقدرته على أداء هذه الوظيفة". ويعتبر هذا الحكم في حد ذاته أمرا مهينا لترامب، بشكل لا يصدق، وأصبح سرا معلنا للجميع.
التعليقات (0)