سياسة عربية

احتجاجات في 7 دول ضد غلاء الأسعار.. لماذا غابت عن مصر؟

الخوف من بطش السلطة وقمعها وحالة اليأس من تغيير الأوضاع أبرز أسباب صمت المصريين- أرشيفية
الخوف من بطش السلطة وقمعها وحالة اليأس من تغيير الأوضاع أبرز أسباب صمت المصريين- أرشيفية

احتجاجات عنيفة اليوم في البرازيل بسبب رفع أجرة المواصلات، وشبه ثورة تونسية بسبب غلاء الأسعار، واحتجاجات سودانية بسبب ارتفاع أسعار الدقيق، وقبل أيام مظاهرات شعبية في إيران، وتظاهرات في المغرب، واحتجاجات شعبية في الجزائر.


ورغم ما تعيشه مصر من كوارث تحت وطأة الفساد وتزايد مستمر في كافة أسعار السلع والخدمات، وأزمات اقتصادية طاحنة، وتضاعف الأسباب التي أخرجت المصريين قبل 7 سنوات للشوارع متحدين آلة البطش الأمنية لنظام حسني مبارك، إلا أنه لا يوجد أي مظاهر ميدانية لحراك ثوري.. فما هو السبب؟


وقبل أيام من حلول الذكرى السابعة لثورة 25 يناير 2011، اختفت الدعوات الثورية لحشد الثوار والغاضبين والمعارضين لنظام الانقلاب للتظاهر، فيما أطلق النظام سراح وزير داخلية مبارك حبيب العادلي، بعد تبرئته من قضايا الفساد وقتل المئات من شباب الثورة.


وخلال الأيام الماضية، شهدت تونس احتجاجات شعبية اجتاحت البلاد مع بداية العام 2018، تنديدا بغلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الأساسية، بسبب قانون المالية، ما أدى لمقتل شاب على يد قوات الأمن، لتعود مطالب "ثورة الياسمين" للشارع بعد سبع سنوات من سقوط الرئيس زين العابدين بن علي ونظامه.


وفي كردستان العراق، انتفض آلاف المتظاهرين الغاضبين من سياسة التقشف وزيادة الفساد وعدم دفع الرواتب الحكومية في كانون الأول/ ديسمبر 2017، وهو ما قابلته السلطات في الإقليم بالعنف ما أدى لمقتل 5 متظاهرين وجرح 80 غاضبا.


وفي المغرب تظاهر آلاف الأشخاص نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2017، في مدينة جرادة شمال شرق المغرب، احتجاجا على التهميش والفقر، وذلك على إثر وفاة شقيقين في بئر غير قانونية لاستخراج الفحم الحجري.


وخرجت بالجزائر، تظاهرات بمنطقة القبائل منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2017، خروج عدة مظاهرات احتجاجا على رفض البرلمان تعميم تدريس اللغة الأمازيغية، وفي 9 كانون الثاني/ يناير الجاري، وقعت مصادمات بين محتجين غاضبين بينهم أطباء مع قوات الأمن بالجزائر العاصمة، ووهران، وقسنطينة وعنابة، إثر مطالبتهم بإلغاء الخدمة المدنية والعسكرية.


ومع مطلع 2018، شهدت السودان احتجاجات شعبية عمت البلاد، بعد قرار حكومي يضع رغيف الخبز تحت سيطرة القطاع الخاص بدلا من الدولة، التي واجهت الشباب الغاضبين بقنابل الغاز ما أدى لمقتل طالب وإصابة العشرات.


وشهدت إيران، مع بداية العام، موجة غضب شعبي بدأت من مدينة مشهد، ثاني أكبر المدن لتعم البلاد احتجاجا على زيادة أسعار السلع، وارتفاع معدل البطالة والفساد وسوء الإدارة، والتدخل العسكري بسوريا، ولبنان واليمن.


والجمعة، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن البرازيلية ومحتجين على ارتفاع أجرة المواصلات في مدينة ساو باولو، وري ودى جانيرو.

 

اقرأ أيضا: علامات استفهام حول تمسك السيسي برئيس وزرائه رغم مرضه؟

وحول أسباب غياب الحالة الثورية من الشارع المصري يرى المستشار محمد أحمد سليمان، أحد قضاة "بيان رابعة" المحالين للصلاحية، أن "ما يمنع المصريين من الثورة هو البطش والقمع الأمني والظلم الفادح الذي استشرى في تلفيق الاتهامات بالباطل".


القاضي المصري، أكد لـ"عربي21"، أن أهم تلك الأسباب هو "غياب العدالة وعدم إحساس المواطن بوجود دور للقضاء في دفع الظلم وإحقاق الحق".


وأشار سليمان إلى خوف المواطن من أن يتم القبض عليه وأن تلفق له اتهامات تقوده لمحاكمة عسكرية، ثم "يفاجأ بأنه يقاد إلى منصات الإعدام وتعلق رقبته على أعواد المشانق".


وأكد أن "غياب الرموز التي كان يلتف حولها الناس في احتجاجاتهم خلف الأسوار له أثر كبير في ذلك".


ثلاثة أسباب

 

عضو حزب الوسط المعارض، وليد مصطفى، أكد أن "الثورات ليس لها ميعاد محدد وإنما تحدث شرارتها في لحظات وتتوالى الأحداث فتنشئ ثورة"، موضحا أن الوضع الداخلي للبلاد والوضع العربي بشكل عام وحالة تنافر الثوار جميعها تمنع قيام ثورة مصرية.


 مصطفى، قال لـ"عربي21"، إنه "وبالرغم من أن ما يحدث في مصر يكفي لإشعال شرارة العديد من الثورات، إلا أن الوضع الداخلي ليس مهيأ الآن لقيام ثورة بمصر".


وأضاف: "أتحدث بصراحة وهذه قناعتي الشخصية؛ وأقول إن الوضع الآن بمصر والمنطقة العربية غير مستقر نهائيا ويجب التعامل معه بحذر"، مشيرا إلى أن "حالة الاختلاف والتشرذم بين أطراف المعارضة، تجعل الثورة حلا غير وارد الآن".


وأكد أنه "للأسف، الواقع يفرض علينا أن نتعامل مع الأمر الواقع بنهج سياسي بحت حتى نستطيع أن نجد مخرجا للأزمة الحالية؛ وعندما تحدث شرارة الثورة فمرحبا بها ولنقف جميعا خلفها، وأن ننتظر قيام ثورة تحل مشاكلنا فهذا حل حالم لا يمت للواقع بصلة".

 

اقرأ أيضا: إنجازات السيسي الحقيقية.. الديون 79 مليار دولار والتضخم 31%

قاعدة الخوف واليأس


ويعتقد الناشط السياسي محمد نبيل، أن السبب في غياب الحراك الثوري بمصر هو "الخوف"، مضيفا أن "الخوف من بطش السلطة وقمعها ولأن الناس وصلت لحالة من اليأس من تغيير الوضع".


نبيل قال لـ"عربي21"، إن "القاعدة تقول إن الخوف واليأس يتحولان فجأة إلى غضب شعبي يطيح بالأخضر واليابس".


وأضاف: "لو أن هناك شخصا عاقلا واحدا داخل هذه السلطة لسمح بأن يعبر الشعب عن إرادته بحرية وسلمية بالانتخابات الرئاسية القادمة"، مؤكدا أنه "لو أن السلطة فعلت غير ذلك فلتتحمل عواقب غطرستها لأن الشعب لن يصبر كثيرا".

التعليقات (0)