سياسة دولية

هل ستمتد العملية العسكرية التركية إلى شرق الفرات؟

حجم التجهيزات العسكرية التي قامت بها تركيا لعملية عفرين يُعد كبيرا - ا ف ب (أرشيفية)
حجم التجهيزات العسكرية التي قامت بها تركيا لعملية عفرين يُعد كبيرا - ا ف ب (أرشيفية)

نشرت صحيفة "يني شفق" التركية تقريرا، كشفت فيه عن تفاصيل جديدة حول العملية العسكرية التركية المرتقبة في سوريا.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ضمان الأمن خلف الحدود التركية والتي ستمتد إلى شرق الفرات، أصبح مسألة وجودية بالنسبة لتركيا، وذلك بعد إعلان الولايات المتحدة عن نيتها إنشاء "جيش من الإرهابيين" حسب وصفها على الحدود السورية التركية.

 

وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا ردّت على حزب العمال الكردستاني القادم من عفرين، من خلال الردّ على مصادر إطلاق النار والصواريخ. وبدل أن تساعد الولايات المتحدة حليفتها، تركيا، على التصدي لحزب العمال الكردستاني، قررت إنشاء "قوة حدودية" تتكون من عناصر مسلحة تابعة له، وهو ما وجه الأنظار مجددا إلى منطقة عفرين وشرق الفرات. في الأثناء، تسعى الولايات المتحدة إلى تقسيم سوريا، من خلال إنشاء كيان جديد بالقرب من الحدود التركية، خدمة للمصالح الأمريكية والإسرائيلية بالدرجة الأولى.

وأضافت الصحيفة أن تركيا عملت بصورة أولية على توجيه تحذيرات دبلوماسية إلى الولايات المتحدة، مطالبة إياها بضرورة التراجع عن هذه الخطوة الخطيرة، ذلك أن الأمن خلف الحدود التركية يعتبر مسألة وجودية بالنسبة لأنقرة. كما أكدت أنقرة أنها لن تقبل بمثل هذه الخطوة ولن تسمح بحدوثها، بل وستواجهها عسكريا وبكل حزم.

ونقلت الصحيفة على لسان مصادر دبلوماسية وعسكرية مطلعة أن تركيا ستستخدم كل قوتها في مواجهة هذا المشروع الأمريكي في المنطقة، وسيعلم العالم أجمع قوة تركيا وهيمنتها ونفوذها وتأثيرها. وكشفت المصادر ذاتها عن أن الحملة العسكرية لن تقتصر فقط على منطقة عفرين، بل ستمتد بعد ذلك إلى شرق الفرات، لتطهير المنطقة هناك من الإرهابيين، وتحديدا في مناطق تل أبيض، وعين عيسى، والقامشلي، ورأس العين.

ونوهت الصحيفة إلى خطورة المشروع الأمريكي في المنطقة، الذي يهدف إلى المساس بوحدة كل من تركيا وإيران وسوريا. ولذلك، يتوجب على الدول المُستهدفة أن توحد جهودها في التصدي لمشروع التقسيم الجديد، وأن تتوحد في وجه الولايات المتحدة كي تبقيها في عزلة في المنطقة.

وبيّنت الصحيفة، نقلا عن مصادر خاصة، أن على نظام الأسد والدول الداعمة له، أن تدرك اليوم أن مصدر التهديد الحقيقي لوحدة تراب سوريا، لا يتمثل في قوى المعارضة المعتدلة، بل في حزب العمال الكردستاني وذراعه حزب الاتحاد الديمقراطي. ويشكل هذان الحزبان أداة في يد إسرائيل والولايات المتحدة، حيث أنهما تسعيان من خلالهما إلى زيادة نفوذهما وتوسعهما في المنطقة.

بناء على ذلك، ينبغي للأسد ومن يدعمه من الدول ترك المعارضة المعتدلة والتوحد لمواجهة العناصر الإرهابية. كما يجب أن تُوحد هذه الأطراف الجهود مع تركيا من أجل تعزيز الأمن والأمان وإعادته إلى سوريا والمنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الأركان التركي، خلوصي آكار، توجه إلى بروكسل من أجل المشاركة في قمة حلف الشمال الأطلسي، حيث سيقوم بوضع ملف تأسيس الولايات المتحدة لـ"جيش من الإرهابيين" على جدول أعمال القمة المرتقبة. علاوة على ذلك، سيؤكد آكار على أن الولايات المتحدة، التي تمثل عضوا في هذا الحلف، تدعم الإرهابيين وتزودهم بالأسلحة، وهو ما يشكل تهديدا حقيقيا على الأمن القومي التركي. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الجميع اتخاذ التدابير اللازمة لمنع هذا المشروع. ومن المتوقع أن يجتمع خلوصي آكار بنظيره الأمريكي على هامش هذه القمة.

وأوردت الصحيفة أن حجم التجهيزات العسكرية التي قامت بها تركيا لعملية عفرين، يُعد كبيرا، حيث لا يزال الجيش التركي يحشد قواته على الحدود، وينقل الدبابات وناقلات الجنود في المنطقة الحدودية المطلة على عفرين. علاوة على ذلك، نصّب الجيش التركي عدة بطاريات صواريخ، كما تحركت عربات خاصة لقطع الإشارة والترددات في المنطقة، وهو ما يشير إلى حملة عسكرية واسعة النطاق، في انتظار التعليمات لتنفيذ المهمات.

التعليقات (0)