كتاب عربي 21

الحوار العربي الإيراني بنسخته الثانية: هل تُفتح الأبواب المغلقة؟

قاسم قصير
1300x600
1300x600

للمرة الثانية خلال عامين ينعقد في بيروت "المؤتمر الحواري بين العرب والإيرانيين"، تحت عنوان: "نحو مستقبل مشترك - الأمن والاستقرار والتعاون". وقد انعقد المؤتمر للمرة الأولى عام 2016، بالتعاون بين عدد من المؤسسات اللبنانية والإيرانية، وقد تولى التحضير للمؤتمر؛ المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق بالتعاون مع الجامعة اللبنانية، ومركز باحث للدراسات.

وأهمية النسخة الثانية من المؤتمر؛ أنها تضم شخصيات عربية وإسلامية متنوعة، ومن مختلف الاتجاهات، إضافة لحضور شخصيات إيرانية فاعلة في المشهد السياسي والديبلوماسي والبحثي في إيران.

ومن أبرز المدعوين من العالم العربي: الأمين العام الحالي للجماعة الإسلامية عزام الأيوبي، والأمين العام السابق إبراهيم المصري، ورئيس حزب مصر القوية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، ومستشار الأمن القومي العراقي فالح الفياض، ورئيس الوزراء السوداني السابق الصادق المهدي، وعضو قيادة حركة النهضة التونسية نور الدين عرباوي، والوزير اللبناني محمد فنيش، والمنسق العام للمؤتمر القومي – الإسلامي خالد السفياني، والنائب الاردني السابق ليث شبيلات، والنائب عن تيار المستقبل الدكتور باسم الشاب، والمفكر الفلسطيني منير شفيق، ومديرة مركز دراسات الوحدة العربية لونا أبو سويرح، مسؤول العلاقت الدولية في حركة حماس أسامة حمدان، إضافة لعدد كبير من المفكرين والباحثين اللبنانيين والعرب.

وأما من الجانب الإيراني، فمن أبرز المدعوين: وزير الخارجية السابق الدكتور كمال خرازي، مساعد وزير الخارجية السابق حسين أمير عبد اللهيان، رئيس اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية الشيخ كريميان، والمسؤول في وزارة الإرشاد الدكتور عباس خاميار، ورئيس مركز الدراسات السياسية والدولية سعيد خطيب زادة، ورئيس مركز انديشة سازان نور سعد الله زارعي، إضافة لعدد من الباحثين والمفكرين الإيرانيين المختصين بالشؤون العربية.

وقد غاب عن المؤتمر الشخصيات الخليجية، وخصوصا من الإمارات والسعودية والبحرين، في ظل استمرار تأزم العلاقات بين إيران وهذه الدول.

وتناول المؤتمر عددا من المحاور الأساسية ومنها: الدولة الوطنية، وإشكالية الاستقلال، والشراكة، وتماسك الهوية، والعلاقات الإقليمية من التوازن إلى الشراكة الواسعة، الأدوار والمشاريع الدولية في الإقليم وكيفية مقاربتها، والتهديد الاسرائيلي للقضية الفلسطينية وأهمية التعاون الاقليمي لمواجهته، ووضع استراتيجية مشتركة لمواجهة قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، وكيفية دعم الانتفاضة الفلسطينية الثالثة.

وقد حرص المنظمون للمؤتمر على إتاحة الفرصة لأوسع حوار معمق بين المشاركين، وبحث كل القضايا الإشكالية، والانطلاق من طرح الإشكالات والالتباسات التي تسود العلاقات العربية الإيرانية إلى البحث في كيفية تطوير هذه العلاقات، وإطلاق وثيقة خاصة تحت عنوان: إعلان بيروت للتعاون العربي الإيراني.

نلاحظ أن الأوضاع السياسية المتفاقمة بين هذه الكتل التاريخية المهمة لا تزال هي الطاغية، خصوصا في ظل الصراعات الإقليمية والمخاوف المتبادلة بين هذه الأطراف

لكن رغم الجهود الحثيثة التي يبذلها المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق، بالتعاون مع مؤسسات لبنانية وعربية وإيرانية، وهي استكمال لجهود أخرى قامت بها مراكز دراسات عربية عريقة، كمركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، ومركز دراسات السياسات في الدوحة، ومراكز بحثية أخرى في المغرب والمشرق العربي، من أجل بحث العلاقات العربية الإيرانية، والوصول إلى أسس للتعاون بين العرب وإيران، وكذلك بين العرب والأتراك، فإننا نلاحظ أن الأوضاع السياسية المتفاقمة بين هذه الكتل التاريخية المهمة لا تزال هي الطاغية، خصوصا في ظل الصراعات الإقليمية والمخاوف المتبادلة بين هذه الأطراف.

 

ما نحتاج إليه؛ ليس فقط عقد مؤتمرات بحثية حول التعاون بين هذه الأقطار، بل اتخاذ سياسات جريئة من القادة الإيرانيين والعرب والأتراك؛ للتوصل إلى تسويات شاملة للصراعات

وعلى ضوء هذه المشكلات، فإن ما نحتاج إليه؛ ليس فقط عقد مؤتمرات بحثية حول التعاون بين هذه الأقطار، بل اتخاذ سياسات جريئة من القادة الإيرانيين والعرب والأتراك؛ للتوصل إلى تسويات شاملة للصراعات القائمة في المنطقة، بما يحقق العدالة للجميع، ويوقف كل أشكال الظلم والاضطهاد، ويتحول الجميع للتعاون لمواجهة التحديات القديمة والجديدة.

ومع أهمية مؤتمر الحوار العربي الإيراني في نسخته الثانية في بيروت، وما سيصدر عنه من نتائج وقرارات، فإن المهم كيفية تحويل هذه التوصيات إلى سياسات وقرارات عملية، وفتح الأبواب المغلقة بين مختلف الأطراف والدول، والبحث العملي في كيفية إعادة بناء الثقة المفقودة بين العرب والإيرانيين، وبين العرب والأتراك أيضا.

التعليقات (2)
بشير ـ الجزائر ـ
الجمعة، 09-02-2018 12:15 ص
البعد الحضاري هو الحل ، حضور الإيرانيين للمؤتمر جيد ، ويمكن للمؤتمر أن يسعى مسبقا لحضور تركي في المستوى أيضا ، الوقت عامل أساسي في ظل التحديات القائمة ، لذلك أؤكد من باب حبي لكم جميعا ، الحضور التركي إلى لبنان مهم والتواصل يبدو واجبا ، أما الأهم في كل هذا هو مقاربة المسألة حضاريا ويمكن الاعتماد على القيادتين التركية الإيرانية بعيدا عن الرؤى الطائفية الضيقة والمنظور السياسي المصلحي الآني ، الأنظمة العربية غائبة والنظام السوري صراحة ليس استثناء ، المقاربة الحضارية وحدها كفيلة بتخليص العرب وأنا منهم من عقدة الاستبداد التي كبلهم بها ، والحسم في تحديد موقف إيراني تركي من الأنظمة الاستبدادية أولى الأولويات .
ايمان الزين
الأربعاء، 17-01-2018 10:56 م
مقال ممتاز مع التمني ان ينجح هذا المؤتمر ويجعل الفرقاء يتعاونوا الند للند بدل الانقسام والتبعية البغيضة والخوف من البعبع الفارسي. فبدل التعاون مع اميركا الممثلة لنتنياهو والمتعاونين معهم والكل يتمنى ااصراع بين العرب وايران. التعاون بين الجميع سيقوي المواجهة ضد افعال ترامب والصهاينة لان القدس لنا وكل فلسطين انشالله. هل نتمكن من حضور هذا المؤتمر؟