ملفات وتقارير

ما علاقة تجريف مزارع العريش باستهداف وزير الدفاع المصري؟

السلطات المصرية بررت عمليات التجريف بمواجهة "المجموعات الإرهابية" بعد استهداف مطار العريش- أرشيفية
السلطات المصرية بررت عمليات التجريف بمواجهة "المجموعات الإرهابية" بعد استهداف مطار العريش- أرشيفية

اتهم ناشطون وسياسيون مصريون السلطات المصرية بـ"ارتكاب مجزرة بيئية" جديدة في شمال سيناء، مستغلة انشغال المصريين بالانتخابات الرئاسية.

 

وذكر مختصون أن الجيش المصري دمّر مساحات واسعة من مزارع الزيتون والخوخ والتين جنوبي مدينة العريش وحول مطار المدينة، "بحجة محاصرة العناصر الإرهابية"، وهو ما اعتبره محللون "حرمانا لآلاف الأسر السيناوية من مصادر رزقها ويجبرها على مغادرة المنطقة".

وكان قائد نظام الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، قال في مؤتمر "حكاية وطن" في 19 كانون الثاني/يناير الجاري، إن القذيفة التي تم إطلاقها على مطار العريش أثناء تواجد وزير الدفاع تم إطلاقها من تلك المزارع، معلنا إنشاء "حرم آمن حول المطار بمسافة 5 كيلو بجميع الاتجاهات"، على غرار المنطقة العازلة التي أقامها برفح على حدود قطاع غزة في 2014.


غير مبرر

 
وتعليقا على هذا التوجه، أكد عضو الحركة الثورية الاشتراكية وأحد أهالي العريش أشرف أيوب، أن "مجزرة اقتلاع الأشجار ومزارع الزيتون بالعريش ما زالت مستمرة"، مضيفا أن "السلطات قررت اقتلاع ما يمثل 70 بالمئة من المساحة المزروعة، متوقعا أن يتسبب ذلك بتصحّر الظهير الجنوبي للمدينة".

 

اقرأ أيضا: مصر: هجوم بالقذائف على مطار العريش بوجود وزير الدفاع

وقال أيوب في حديثه لـ"عربي21"، إن "هذه ليست الجريمة الأولى بحق أهالي سيناء، ولكنها (قوات الجيش) سبق وأن اقتلعت زيتون قرية الخروبة بمركز الشيخ زويد، ردا على هجوم كرم القواديس في تموز/ يوليو 2017 من قبل تنظيم الدولة".

وأضاف: "صمتنا وقتها على تجريف أشجار الزيتون، كان ردا على محاولة تنظيم الدولة السيطرة على قسم شرطة الشيخ زويد وإعلان دولتهم"، مشيرا إلى أن "تجريف مزارع العريش لجعله حرما للمطار ليس مبررا بعد حادث (صراع الجنرالات)"، وفق تعبيره.

وكشف الناشط المصري أنه "يتم تفريغ مساحة دائرية نصف قطرها 5 كلم من سكان العريش"، متوقعا إزالة 3 قرى وتجمعاتها الملحقة من خريطة المنطقة، بجانب مستشفى للحميات ومن 5 إلى 8 مدارس، ومعاصر الزيتون الأهلية، و70 بالمئة من مساحة الأراضي الخصبة لزراعة الزيتون. 

السيسي نفذ بدلا من مبارك

 

ويرى أيوب، أن اقتلاع الزيتون "بداية لحرمان الأهالي من أرزاقهم ودفعا لهروبهم طواعية من الأرض بدلا من التهجير القسري وتمهيدا لصفقة القرن"، وتساءل: "هل قيام الجيش بتنفيذ مهمة الاقتلاع وتفريغ 30 بالمئة من مساحة العريش يتم طواعية؟"، مجيبا: "هو قوة غاشمة تستخدم كل العنف حسب آمرها السيسي".

 

وأكد أن "المطار مهمل منذ توقف المشروع القومي لتنمية سيناء بقرار من حسني مبارك وتحويل الاستثمارات لتوشكى بعد اعتراض الصهاينة؛ وما طُلب من مبارك نفذه السيسي أحد جنرالات كامب ديفيد والأمناء على اتفاقية سلام السادات مع الصهاينة".

على الطريقة الصهيونية

 

بدوره قال أستاذ العلوم السياسية نادر فرجاني إن "إخلاء شمال سيناء يتم بأساليب الكيان الصهيوني بما في ذلك تهجير أهلها بعد التنكيل بهم، والآن اقتلاع أشجار الزيتون والتين بالعريش؛ لتلحق برفح التي تم إخلاؤها بعد تدميرها".

وأضاف في منشور له على صفحته في "فيسبوك"، أن ذلك "يؤكد نسبة المملوك الدموي الغشوم (السيسي) إلى المشروع الصهيوني العبري الغاصب وأنه مستأجر لتوسعه بسيناء وفق مشروع القرن الذي خطب به الطاغية ودّ الثور الأهوج الصهيوني حاكم البيت الأبيض". 

وحول دلالات اقتلاع أشجار زيتون العريش قال الكاتب مصطفى السعيد: "ارتبط اقتلاع أشجار الزيتون بالاحتلال الصهيوني لفلسطين، ومصادرة الأراضي، وتهجير أهلها الأصليين للإتيان بمستوطنين، وشجرة الزيتون المعمرة تشهد لمن زرعوها ورعوها بأنهم ملاك الأرض".

 

 

وأضاف عبر صفحته في "فيسبوك"، أن اقتلاع الأشجار "خبر مقلق مروع، ويحمل في طياته بذور الخوف والتوجس، وأن علينا أن نستعد للأسوأ".

صفقة القرن

 

مراقبون آخرون ربطوا بين اقتلاع الأشجار و"التهجير" بما أصبح متعارفا عليه بـ"صفقة القرن"، حيث يقول الناشط اليساري كمال خليل إن "اقتلاع أشجار الزيتون حول مطار العريش ليس لمحاربة الإرهاب؛ بل تمهيد لصفقة القرن".

 

وأكد عبر صفحته في "فيسبوك"، أن رسالة أهالي سيناء تقول "نحتاج عشرين عاما بعد زراعة شجر الزيتون كي تثمر من جديد".

بدوره وصف الناشط جمال عبد الفتاح ما يجري في سيناء بـ"المجزرة والعمل الإجرامي"، وكتب على "فيسبوك" قائلا: "هي أوراق ترشح السيسي للانتخابات"..) كمجزرة نصف مليون شجرة زيتون وتين وخوخ لتوسيع مزعوم لحرم مطار العريش، هو حرمان لمئات الأسر من مصدر رزقهم".

 

 

اقرأ أيضا: "رفح المصرية".. بكاء على الأطلال تحت وطأة التهجير القسري

وأكد أن "الغرض من هذا الأسلوب وغيره من أساليب حصار أهلنا بالعريش فرض التهجير القسري على سكان شمال سيناء، لينفذ السيسي تعهداته حول صفقة الخيانة، (صفقة القرن) كما يريدها دونالد ترامب والصهاينة".

التعليقات (1)
مصري
الأربعاء، 31-01-2018 08:50 م
لا يستبعد أبدا أن يكون السيسي لديه مخطط للإستيلاء علي سواحل سيناء بالكامل من رفح شرقا و حتي بور فؤاد غربا لإقامة مشاريع خاصة له و لقادة جيشه العميل والذي يذكرني بجيش العميل سعد حداد في جنوب لبنان و الذي ذهب و اندثر في التراب فالسيسي قد أتي علي مدينتي رفح و الشيخ زويد بالكامل ، و اليوم قد جاء الدور علي مدينة العريش و من بعدها يأتي الدور علي مدينة بئر العبد لأي سبب مفتعل من السيسي و مخابراته العميلة في ظل الغفلة و الكبوة التي يعيشها المصريين لدرجة عدم احساسهم بما يتعرضون له من مؤامرات و دسائس ووقيعة يخطط لها الموساد وينفذها له العميل و الجاسوس السيسي بن مائير لعنة الله عليهم .